رتفاع ضغط الدم
لورا فرح وهاب – يعتبر ارتفاع ضغط ط§ظ„ط¯ظ… أحد أمراض العصر الآخذة في الانتشار بسرعة وهو يصيب واحدا من بين كل 5 أشخاص من البالغين ويعرف على انه ارتفاع أي من الضغط الانقباضي فوق 140 ملم زئبق او ارتفاع الضغط الانبساطي فوق 90 ملم زئبق او كلاهما ويشير مقياس ضغط الدم الى مقدار الضغط الذي يبذله الدم على جدران الشرايين والتي تنقله من القلب الى سائر أجزاء الجسم .
تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب وعندما تفقد هذه الشرايين مرونتها لأي سبب تزداد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ، لذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً مهماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه .
يوجد نوعان رئيسيان لضغط الدم المرتفع .
النوع الأول :
ضغط الدم الأولي أو الأساسي الذي يحدث دون سبب واضح وهذا النوع يشكل 85-90 % من حالات الضغط .
النوع الثاني :
ضغط الدم الثانوي وهو يحدث نتيجة أسباب واضحة مثل تضيق قوس الابهر والتهابات الكلى وأمراض بعض الغدد الصماء واستعمال أدوية معينة وبخاصة حبوب الكورتيزون او حبوب منع الحمل ويشكل هذا النوع 10- 15% من نسبة حالات الضغط .
يكثر انتشار ارتفاع ضغط الدم عند الرجال بالمقارنة مع النساء في مرحلة الشباب أما عند التقدم بالعمر فيصبح أكثر شيوعاً عند النساء وخاصة بعد سن الأربعين .
والسبب الحقيقي لارتفاع ضغط الدم غير معروف ولكن هناك عدة عوامل رئيسية تلعب دوراً مهماً لحدوث ارتفاع في ضغط الدم أهمها:
– الوراثة:
أثبتت العديد من الدراسات ان للوراثة دوراً أساسياً للإصابة بارتفاع ضغط الدم . ففي حالة وجود إصابة لدى أحد الوالدين بارتفاع ضغط الدم فان نسبة الإصابة لدى الأبناء بهذا المرض هي 25% أما إذا كان كلا الوالدين مصابين بهذا المرض فقد تصل نسبة إصابة الأبناء الى 90% .
– الإفراط في تناول الأملاح :
إن الأشخاص الذين يتناولون كميات كبيرة من الملح يشيع بينهم ارتفاع ضغط الدم في حين أن الأشخاص الذين يميلون إلى تناول القليل من الملح في الطعام تقل نسبة تعرضهم لمرض ضغط الدم.
– زيادة الوزن :
إن احتمال حدوث ضغط الدم عند الشخص البدين أكثر منه عند الشخص العادي، كما إن تنقيص الوزن لدى مرضى ضغط الدم البدينين يحسن من حالاتهم بدرجات متفاوتة .
– التوتر والكبت والقلق :
تلعب شخصية الفرد دورا مهما في قابلية الشخص بالإصابة بارتفاع ضغط الدم حيث ان استجابة الشخص للتوتر والقلق والكبت من مسببات ارتفاع ضغط الدم لأن جسم الإنسان في هذه الحالات يفرز مادة الأدرينالين التي ترفع ضغط الدم .
– العمر و الجنس :
إن المتقدمين في السن وخاصة السيدات أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الشباب وقد يكون السبب في ذلك إن شرايين الشخص كبير السن تكون متصلبة نسبياً وقليلة المرونة مما يؤدي الى ارتفاع في الضغط الانقباضي بصفة خاصة .
– الإدمان على الكحول أو التدخين:
من الثابت أن تناول الكحول بكميات كبيرة يسبب ارتفاع ضغط الدم كما ان التدخين يعتبر سبباً رئيسيا لبعض أمراض القلب مثل تصلب الشرايين و الجلطة وارتفاع ضغط الدم وزيادة ضربات القلب .
– حبوب منع الحمل:
تحتوي حبوب منع الحمل على هرموني الاستروجين و البروجسترون وكلاهما يسببان ارتفاعاً في ضغط الدم .
يتم قياس ضغط الدم بواسطة جهاز خاص حيث يربط كم مطاطي حول الذراع ثم نفخ الهواء فيه وملاحظة كمية الضغط اللازم لوقف جريان الدم خلال الشريان الموجود تحت الكم بالإنصات إليه عبر السماعة الطبية ويسجل قياس ضغط الدم على هيئة رقمين يسمى الرقم الأول الضغط الإنقباضي أما الرقم الثاني فيسمى الضغط الإنبساطي
هذا ويمكن تصنيف وتقسيم ضغط الدم حسب شدته وكما يلي :
أغلب مرضى ضغط الدم لا يشعرون بأية أعراض لذلك يسمى هذا المرض القاتل الصامت، ومن أهم أعراضه الشعور بصداع أو دوخة وتعب وتوتر وهذه الأعراض تنشأ أيضا عن أمراض أخرى لذلك لا يمكن معرفة ان كان الشخص مصاباً بهذا المرض إلا بالفحص وقياس مستوى ضغط الدم .
إذا لم يتم معالجة ارتفاع ضغط الدم فإنه يؤدي الى حدوث مضاعفات خطيرة أهمها:
– مضاعفات على القلب:
القلب لدى مرضى ضغط الدم لا يتلقى كمية كافية من الدم و الأكسجين مما قد يؤدي إلى انسداد الشريان التاجي وقد يؤدي الى نوبة قلبية وقصور القلب .
– مضاعفات على الدماغ:
عندما تقل تروية منطقة الدماغ بالدم بسبب ضيق الشرايين ينتج عن ذلك نوبة قد تكون على صورة شلل في الطرفين العلوي و السفلي من أحد الجانبين أو قد يحدث نوبة ( سكتة دماغية ) أو حدوث جلطة في الدماغ.
– مضاعفات على الكلى:
عندما تقل التروية الدموية للكلى نتيجة ارتفاع ضغط الدم فإن ذلك يؤثر على وحدات الكلية مما قد يؤدي الى حدوث قصور كلوي.
– مضاعفات على العيون:
إن ارتفاع ضغط الدم قد يؤدي الى اعتلال شبكية العين أو إنسداد الوريد الشبكي.
إن إرتفاع ضغط الدم يتسبب بإتلاف الشرايين وكلما طالت مدة إرتفاع ضغط الدم زادت نسبة إصابة الشرايين بهذا التلف مما يؤدي إلى إتلاف القلب والكلى والمخ والأوعية الدموية وكلها مضاعفات خطيرة. ويشار الى أن الشخص الذي يعاني من ضغط الدم المرتفع يكون أكثر عرضة للإصابة بالأزمات القلبية بمقدار خمسة أضعاف الشخص الطبيعي .
ومن أهم الفحوصات المبدئية التي يجب عملها عند اكتشاف ارتفاع ضغط الدم:
– فحص البول للزلال و الدم في البول مما يدل على مرض كلوي مسبب لارتفاع ضغط الدم.
– فحص الدم (cbc) للتأكد من عدم وجود فقر دم قد يكون ناجماً عن فشل كلوي او إرتفاع نسبة الهيموجلوبين نتيجة فرط إنتاج خلايا الدم الحمراء.
– فحص كيمياء الدم مثل فحص اليوريا و الكرياتينين للتأكد من عدم وجود مرض كلوي و فحص نسبة البوتاسيوم لاحتمال وجود مرض فرط إنتاج هرمون الالدستيرون الأساسي أو الثانوي و فحص الكوليسترول و الدهون لان ارتفاعها يزيد من حدة مضاعفات ضغط الدم، وفحص معدل السكر في الدم لمعرفة إذا كان الشخص مصاباً بالسكري إلى جانب فحص معدل حمض اليوريك.
– أشعة الصدر لمعرفة إذا كان هناك تضخم في أيسر القلب.
– رسم القلب لمعرفة التغيرات التي تشير الى تضخم أيسر القلب أو اقفار القلب ( قلة تدفق الدم لتغذية القلب نفسه) .
الله يعطيكِ العافية