تخطى إلى المحتوى

من اسرار الدعاء المستجاب 2024.

البرونزية

قبل ايام قرأت سورة يوسف واوقفتني ايات لطالما قرأتها سابقا ولم انتبه لهذا المعنى .. وهو عندما بكى النبي يعقوب ( عليه السلام ) كثيرا عند فقد ابنه ( يوسف ) ثم ( بنيامين ) عوتب من قبل ابنائه , وقيل له كفى بكائا اوليس انت نبي ؟ كيف تبكي ؟ ستؤذي نفسك ((وتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ{84} قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ{85} يوسف
فماذا اجابهم ؟ وهنا المفاجئة :-
(( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{86} سورة يوسف
هل انتبهت .. اعلم من الله ما لا تعلمون ..
…… وبعد عدة ايات كريمة بسرد هذه القصة العجيبة , وعندما عاد يوسف واخيه بنيامين الى ابيهم يعقوب , اي بعد اجابة دعوة النبي يعقوب , ماذا قال لهم يعقوب ؟
(( فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ{96})) هل انتبهت .. قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ..النبي يعقوب وحسب علمه الرباني كان يعلم ان الله يستجيب عندما تبكي بحضرته ..
من جهه اخرى عندما بكت سيدتنا مريم في موقفها العصيب وتمنت الموت (( فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً{23} )) مريم
كانت الاستجاب من ربنا سريعة (( فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً{24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً{25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً{26} مريم
هل انتبهت الى كلمة (وَقَرِّي عَيْناً ) هل انتبهت الى هذه المواساة … هل انتبهت الى هذه الاجابة السريعة بعد بكاء سيدتنا مريم ( عليها السلام )
ومن جهة ثالثة عندما بكى سيدنا وقدوتنا محمد (صلى الله عليه وسلم )
في اصعب موقف مر به وهو يوم رجوعه من الطائف , وهو حيران بين شماته اهل مكة وكسران قلبه الشريف من موقف اهل الطائف وما اوذي به .. بكى (صلى الله عليه وسلم ) في دعاءه لله … فماذا كان ؟
واساه ربنا سريعا وقربه اليه في حادثة الاسراء والمعراج التي اتت بعد هذا الدعاء والبكاء مباشرة , وكما تعلمون في الاسراء والمعراج قرب الله تعالى نبينا الى مكان لم يقرب اليه احد , مواساة وتشريف ل محمد (صلى الله عليه وسلم ) ..
انني اتخيل ان الله تعالى عندما يراك تبكي له وحده وليس لغيره . تبكي وتناجيه … تنتفظ رحمته .. تنتفظ ربوبيته .. ينتفظ جلاله .. ويقول تعالى :- يا ملائكتي , ما ابكى عبدي ؟ ما ابكى عبدي ؟؟ ما خلقته لكي اراه هكذا ,
فتجيب الملائكة ( وهو اعلم ) عما ابكاه … فيأمر عز وجل بأجابة دعاءه سريعا ومواساته بأمر معين …
إن هذا البكاء وسيلة من وسائل الإنكسار والتذلل لله وحده
والله يحب المتذللين إليه والمنكسرين ولذلك من أسمائه " الجبار " الذي يجبر المنكسرين إليه

منقـــــول
البرونزية

البرونزية

البرونزية

مشكورة عزيزتي..
جزيتي الجنة غاليتي،،
أسقاك الرحمن من أنهار الجنة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.