فإن ط§ظ„ط³ظ„ط§ظ… سنة قديمة منذ عهد آدم- عليه السلام- إلىقيام الساعة، وهي تحية أهل الجنّة { وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَاسَلامٌٌ} وهي من سنن الأنبياء، وطبع الأتقياء، وديدن الأصفياء، وفي هذهالأيام أصبح بين المسلمين وحشة ظاهرة وفرقة واضحة!
فترى احدهم يمر بجوارأخيه المسلم ولا يلقي عليه تحية الإسلام. والبعض يُلقي السلام على من يعرف فقط،وآخرون يتعجبون أن يُلقى عليهم السلام من أناس لا يعرفونهم! حتى استنكر أحدهم منألقى إليه السلام وقال متسائلاً: هل تعرفني؟!
وهذا كله من مخالفة أمر الرسولصلى الله عليه وسلم حتى تباعدت القلوب، وكثرت الجفوة، وزادت الفرقة. يقول صلى اللهعليه وسلم: «لا تدخلوا الجنّة حتىتُؤمنوا ولا تُؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشواالسلام بينكم» [رواه مسلم].
وفي الحديثالمتفق عليه أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الإسلام خير؟ قال: «تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على منعرفت ومن لم تعرف» .
وفي هذا حثّ علىإشاعة السلام بين المسلمين، وانه ليس مقتصراً على معارفك وأصحابك فحسب! بل للمسلمينجميعاً.
وكان ابن عمر- رضي الله عنهما- يغدو إلى السوق ويقول: "إنما نغدومن أجل السلام، فنسلم على من لقيناه".
والسلام يدل على تواضع المسلم ومحبتهلغيره، وينبيء عن نزاهة قلبه من الحسد والحقد والبغض والكبر والاحتقار، وهو من حقوقالمسلمين بعضهم على بعض، ومن أسباب حصول التعارف والألفة وزيادة المودة والمحبة،وهو من أسباب تحصيل الحسنات ودخول الجنات، وفي إشاعته إحياء لسنة المصطفى صلى اللهعليه وسلم.
قال عليه الصلاة والسلام: «خمس تجب للمسلم على أخيه: ردّ السلام، وتشميت العاطس، وإجابة الدعوة،وعيادة المريض، واتّباع الجنائز» [رواه مسلم].
والواجب على من أُلقي عليه السلام أن يرد امتثالاً لأمر الرسول صلى اللهعليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إياكم والجلوس في الطرقات ،فقالوا: يا رسول الله: ما لنا من مجال بُدُّ نتحدث فيها، فقال: إذا أبيتم إلاالمجلس، فأعطوا الطريق حقه ! قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: غضّ البصر،وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» [متفق عليه].
قال الإمام النووي رحمه الله: "واعلم أنابتداء السلام سنة ورده واجب، وإن كان المُسلّم جماعة فهو سنة كفاية في حقهم، وإذاسلم بعضهم حصلت سنة السلام في حق جميعهم، فإن المُسلّم عليه واحد تعين عليه الرد،وإن كانوا جماعة كان الرد فرض كفاية في حقهم، فإن رد واحد منهم سقط الحرج عنالباقين، والأفضل أن يبتدىء الجميع بالسلام وأن يرد الجميع".
صيغالسلام:
قال النووي: "وأقل السلام أن يقول :"السلام عليكم" فإن كانالمُسلّم عليه واحداً فأقله "السلام عليك"، والأفضل أن يقول: "السلام عليكم" ليتناوله ومَلَكَيه، وأكمل منه أن يزيد "ورحمة الله" وأيضاً "وبركاته"، ولو قال: "سلام عليكم" أجزاه.
رد السلام:
يقول الإمام النووي: "وأماصفة الرد، فالأفضل والأكمل أن يقول: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته" فيأتيبالواو (التي تسبق عليكم) فلو حذفها جاز وكان تاركاً للأفضل، ولو اقتصر على "وعليكمالسلام" أو "عليكم السلام" أجزأه، ولو اقتصر على "عليكم" لم يجزأه بلا خلاف، ولوقال: "وعليكم" بالواو، ففي إجزائه وجهان لأصحابنا".
مراتب السلام:
السلام ثلاث مراتب: أعلاها وأكملها وأفضلها: "السلام عليكم ورحمة اللهوبركاته" ثم دون ذلك "السلام عليكم ورحمة الله"، وأقله: "السلام عليكم"، والمُسلّمإما أن يأخذ أجراً كاملاً، وإما أن يأخذ دون ذلك، على حسب السلام، ولذلك ورد .. «أن رجلاً دخل المسجد ورسول اللهصلى الله عليه وسلم جالسٌ وأصحابه عنده فقال الداخل: "السلام عليكم"، فقال صلى اللهعليه وسلم: "وعليكم السلام، عشر"، ثم بعد ذلك دخل رجلٌ آخر فقال: "السلام عليكمورحمة الله"، فقال صلى الله عليه وسلم: "وعليكم السلام ورحمة الله، عشرون" ثم بعدذلك دخل رجلٌ آخر فقال: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته"، فقال رسول الله صلىالله عليه وسلم: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثلاثون" » [رواه أبو داود والترمذي]. أي عشر وعشرون وثلاثون حسنة.
من آداب السلام:
1- السنة إذا تلاقى اثنان في طريق، أن يسلم الراكب على المترجل، والقليل علىالكثير، والصغير على الكبير، قال صلى الله عليه وسلم: «يسلم الراكب على الماشي، والماشي علىالقاعد، والقليل على الكثير» [رواه مسلم].
2- ينبغي للمُسلّم أن تكون تحيته للمسلمين السلام وليس "صباح الخير"، أو "مرحبا"، أو "آلو"، وإنما يبدأ بالسلام ثم يرحب بعد ذلك بما شاء من الترحيب الجائز.
3- يستحب إذا دخل المسلم بيته أن يسلم فإن البركة تنزل بالسلام قال صلىالله عليه وسلم: «إذا دخلت على أهلكفسلم يكن بركة عليك وعلى أهل بيتك» [رواهالترمذي]. وإن لم يكن فيه أحد ليقل: «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» [رواه مسلم].
4- ينبغي أن يكون التسليم بصوت مسموع لايزعج المستمع ولا يوقظ النائم، عن المقداد رضي الله عنه قال: «… كنا نرفع للنبي صلى الله عليه وسلمنصيبه من اللبن، فيجيء من الليل، فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً ويُسمع اليقظان» [رواه مسلم].
5- استحباب إعادة السلاموتكراره للرجل إذا فارق أخاه ولو لفترة وجيزة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: «إذا لقيأحدكم أخاه فليسلم عليه، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ثم لقيه فيسلم عليه» [رواه أبو داود].
6- أجاز كثير منالعلماء سلام الرجل على المرأة، والمرأة على الرجل إذا أمنت الفتنة، فتسلم المرأةعلى محارمها، ويجب أن ترد عليهم السلام، كما يسلم الرجل على محارمه ويجب أن يردعليهم السلام، وإن كانت المرأة أجنبية فلا بأس من إلقاء السلام عليها، وإن سلمت يردعليها السلام، إذا أمنت الفتنة، وبدون مصافحة ولا ريبة، ولا خضوع بالقول.
7- مما شاع بين الناس أن يكون السلام إيماءة وإشارة باليد. فقد كان المسلمبعيداً ونطق مع الإشارة بالسلام فلا بأس ما دام لا يسمعك، لأن الإشارة حينئذ دليلالسلام وليست نائبة عنه، وكذلك يقال في الرد.
8- يستحب للجالس أن يسلم إذاقام م المجلس لقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم، فإذا أراد أن يقوم فليسلم، فليستالأولى بأحق من الآخرة» [رواه أبو داود].
9- استحباب المصافحة عند السلام، وبسط اليد لأخيك المسلم قال صلى الله عليهوسلم: «ما من مسلِمَين يلتقيانفيتصافحان إلا غُفِر لهما قبل أن يتفرقا» [رواهأبو داود والترمذي].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذااستقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل الذي ينزع… » [رواه الترمذي].
10- احرص على البشاشة وطلاقة الوجهوالابتسامة عند السلام حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «وتبسمك في وجه أخيك صدقة» . وقوله صلى الله عليه وسلم: «لاتحقرنّ من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق» [رواه مسلم].
11- استحباب السلام على الصبيان كما كانالرسول صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك، وفي هذا تبسط لهم، وزرع للثقة في نفوسهم، وغرسلتعاليم الإسلام في قلوبهم.
12- عدم بداءة الكفار بالسلام لقوله صلى اللهعليه وسلم: «لا تبدأوا اليهود ولاالنصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه» [رواه مسلم]. وقال صلى الله عليه وسلم: «إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم» [متفق عليه].
فأحيوا- عباد الله- هذهالسنة العظيمة بين المسلمين لتتقارب القلوب وتتآلف الأرواح ويحصل الأجر والمثوبة،وصلى الله على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول
جزاك الله خيرا
مية أهلا و سهلا
شكرا كتير الك على المرور