تخطى إلى المحتوى

ما هي أسباب نزول سورة البقرة الآيات 222 إلى آخر السورة 2024.

قوله تعالى: ( آمَنَ الرَّسول بِمَا أنـزلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) 285.

أخبرنا الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن عليّ بن زياد قال: حدثنا محمد بن إبراهيم البوشنجي قال: حدثنا أُمَيَّة بن بسطام قال: حدثنا يزيد بن زريع قال: حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: لما أُنـزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( وَإِنْ تبْدوا مَا فِي أَنْفسِكمْ أَوْ تخْفوه يحَاسِبْكمْ بِهِ اللَّه ) الآية، اشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنـزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم؟" أراه قال: سمعنا وعصينا "قولوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير" فلما اقترأها القوم وجرت بها ألسنتهم أنـزل الله تعالى في إثرها: ( آمَنَ الرَّسول بِمَا أنـزلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ ) الآية كلها، ونسخها الله تعالى فأنـزل الله: ( لا يكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلا وسْعَهَا ) الآية إلى آخرها. رواه مسلم عن أُمَيّة بن بسطام.

أخبرنا محمد بن إبراهيم بن محمد بن يحيى قال: حدثنا والدي قال: حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي قال: حدثنا عبد الله بن عمر ويوسف بن موسى قالا أخبرنا وكيع قال: حدثنا سفيان عن آدم بن سليمان قـال: سمعت سعيد بن جبير يحدث عن ابن عباس قال: لما نـزلت هذه الآية: ( وَإِنْ تبْدوا مَا فِي أَنْفسِكمْ أَوْ تخْفوه يحَاسِبْكمْ بِهِ اللَّه ) دخل قلوبهم منها شيء، لم يدخله من شيء فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "قولوا سمعنا وأطعنا وسلمنا". فألقى الله تعالى الإيمان في قلوبهم، فقالوا: سمعنا وأطعنا فأنـزل الله تعالى: ( لا يكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلا وسْعَهَا ) حتى بلغ ( أَوْ أَخْطَأْنَا ) فقال: "قد فعلت" إلى آخر البقرة، كل ذلك يقول: "قد فعلت" رواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة عن وكيع.

قال المفسّرون: لما نـزلت هذه الآية: ( وَإِنْ تبْدوا مَا فِي أَنْفسِكمْ ) جاء أبو بكر وعمر وعبد الرحمن بن عوف ومعاذ بن جبل ونـاس من الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجثوا على الركب وقالوا: يا رسول الله والله ما نـزلت آية أشدّ علينا من هذه الآية، إن أحدنا ليحدّث نفسه بما لا يحبّ أن يثبت في قلبه وأن له 95 الدنيا وما فيها وإنا لمؤاخذون بما نحدث بـه أنفسنا هلكنا والله فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "هكذا أنـزلت" فقالوا: هلكنا وكلفنا من العمل ما لا نطيق قال: "فلعلكم تقولون كما قال بنو إسرائيل لموسى: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا" فقالوا: سمعنا وأطعنا واشتدّ ذلك عليهم، فمكثوا بذلك حولا فأنـزل الله تعالى الفرج والراحة بقوله: ( لا يكَلِّف اللَّه نَفْسًا إِلا وسْعَهَا ) الآية، فنسخت هذه الآية ما قبلها، قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد تجاوز لأمتي ما حدثوا به أنفسهم ما لم يعملوا أو يتكلموا به".

مشكورة غناتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.