مفهوم ط§ظ„ط§ط؛طھط±ط§ط¨ :
يعتبر مفهوم الاغتراب من أكثر المفاهيم التباساً بالنسبة للإنسان العادي كما هو الحال بالنسبة للمختص , و يعود ذلك لتشعب المواضيع و الأشياء التي تكمن خلف هذا المصطلح الأمر الذي يجعل المصطلح نفسه يستخدم بصورة تفتقر بشدة إلى التمييز لدرجة يصبح معها تحديد أي مجال أو وضع ينطبق عليه وضع المغترب أمراً بالغ الصعوبة , إذ ليس من الواضح من هو ذلك الذي يفترض أنه مغترب ,
هل هو الشخص الذي يعيش منعزلاً و ليس لديه جهاز تلفزيون أو كمبيوتر , أم شخص يقضي معظم أوقاته أمام التلفزيون أو الكمبيوتر ؟ و هل الاغتراب نفسه هو حالة ناتجة عن تأثير موضوعي و بالتالي هل له مصدر موضوعي خارجي , أم هو حالة ذاتية صرفة , و هل غربة الإنسان هي غربته عن ذاته أم عن مجتمعه أم عن الطبيعة أم عن الأفراد الآخرين ؟
إننا نجد في الواقع أن كل المحاولات التي بذلت حتى الآن لإبراز هذه المشكلة تشير إلى عناصر معينة يشترك فيها مفهوم الاغتراب قد تساعد في إضاءة جانب معين حول تحديد متفق عليه لذلك المصطلح , حيث أبرزت تلك المحاولات الاغتراب بمعنى الانسلاخ عن المجتمع أو العزلة أو الانعزال , أو العجز عن التلاؤم و الإخفاق في التكيف مع الأوضاع السائدة , و اللامبالاة مع عدم الشعور بالانتماء بل و حتى انعدام الشعور بمغزى للحياة بحيث يمتد المفهوم ليشمل مجموعة من الأمراض النفسية و العقلية المعاصرة ,
و من الناحية المنهجية يمكننا أن نعبر عن المضامين التالية للاغتراب :
1- الاغتراب بمعنى الانفصال :
و هو يعني تلك الحالات الناتجة عن الانفصال المعرفي عن كيانات أو عناصر معينة في واقع الحياة , و كثيراً ما ينشأ عن هذا الانفصال حالة من الاحتكاك و التوتر بين الأجزاء المنفصلة , و قد برز هذا المعنى في كتابات الفيلسوف الألماني الشهير هيجل الذي استخدم هذا المصطلح بشكل متكرر في كتابه ( ظاهريات الروح ) الصادر سنة 1807 , حيث نجد فصلاً كاملاً يزيد عن المائة صفحة يحمل عنوان " العقل المغترب عن ذاته ممثلاً بالثقافة " أعقبه بفصل آخر يحمل عنوان " العقل المتيقن ذاته ممثلاً بالأخلاق " حيث اعتبر الكون مكوناً من أجزاء منفصلة و متناقضة و متفاعلة , لكنها متكاملة , على نحو ما سنرى لاحقاً .
2- الاغتراب بمعنى الانتقال :
و هنا يرتبط الاغتراب بعملية التخلي عن حق من الحقوق التعاقدية , و قد وظف هذا المعنى للاغتراب في البحوث التاريخية الإنجليزية و كان يقصد به نبذ أو مصادرة حقوق الملكية المتعلقة بأحد الأفراد , أو نقل هذه الحقوق من ذلك الفرد إلى آخر مع التأكيد على الشعور بالغضب أو بالتسليم من جانب الأفراد الذين يواجهون مثل ذلك الإجراء .
3- الاغتراب بمعنى الموضوعية :
و هو ينشأ عن شعور الفرد بوجود الآخرين و استقلالهم عنه , أي هو وعي الفرد بوجود الآخر بصرف النظر عن العلاقات التي تربطه به , و يعتبر هذا المؤشر من أهم عوامل الاغتراب لا سيما في الفلسفة الوجودية ممثلة بسارتر , حيث الوضعية هنا غالباً ما تكون مصحوبة بالشعور بالوحدة و العزلة بدلاً من التوتر و الإحباط .
4- الاغتراب بمعنى انعدام القدرة أو السلطة :
هنا يدخل المفهوم الماركسي للاغتراب معبراً عن العجز و عدم القدرة أو الاستطاعة , و يعتبر هذا المعنى هو الأكثر تكراراً في البحوث المعنية في الاغتراب , و يستدعي هذا المعنى تأكيد الظروف الموضوعية للأفراد باعتبارها مسئولة عن تحديد درجة ما يكمن من واقعية في استجاباتهم إلى تلك الظروف .
5- الاغتراب بمعنى تلاشي المعايير :
و يستند هذا المعنى إلى الأبحاث التي قام بها عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوريكهايم حول موضوع اسماه " الأنوميا " أو اللامعيارية , فأوضح أن المجتمع الذي وصل لتلك المرحلة يصبح مفتقراً إلى المعايير الاجتماعية المطلوبة لضبط سلوك الأفراد و أن معاييره التي كانت تتمتع باحترام أعضاءه لم تعد تستأثر بهذا الاحترام الأمر الذي يفقدها سيطرتها على السلوك , و ضمن ذلك الإطار أكد بعض الباحثين الاجتماعيين على مفهوم التخاطب و الاتصال الذي يصبح حاوياً على عنصر التكلف بين الأفراد و ضعف الحافز و سطحية الشعور بحيث يغدو التفاعل بين الأفراد مجرداً من العمق الفكري و العاطفي.
.
شكرِآ لكِ غلآتيِ
الله يعطيك العافيه
منوووورة خيتو
الله يعطيكـِ العـــافية
الله يجزاك خير..
شكرا لتفاعلكم مع الموضوع