سمير حسن-بريشتينا
إذا كان البعض يعتقدون أن المصريين القدماء كانوا أول من صنع ط§ظ„ط³ط±ظٹط± للنوم وأن أسرة الفراعنة والملكات كانت مصنوعة من الخشب ومرصعة بالذهب لا يزال الألبان في منطقة البلقان يحافظون على نوم أطفالهم على سرير هزاز يسمونه "بيشك".
ويصنع بيشك من خشب شجرة القيقب الذي يسهل تشكيله أو من خشب شجرة الكرز الذي يغلب عليه اللون الأحمر.
ويعد زين كراسنتيشي أحد الصناع الماهرين والقليلين الذين يصنعون البيشك للأطفال على مدى أربعة عقود كاملة، حيث ورث هذه الصنعة عن أبيه وجده.
وأكد العم زين للجزيرة نت أن صناعة البيشك الواحد تحتاج إلى نحو أسبوع ويترواح سعره من ثلاثين إلى خمسين يورو، حسب الطلب.
تراث ألباني
ويشكل بيشك أو السرير الهزاز جانبا مهما من تراث الألبان بل وسكان منطقة غرب البلقان كلها، رغم أنه على ما يبدو منقول من التراث التركي، ومع ذلك فإن الأسر الألبانية هي الوحيدة في المنطقة التي لا تزال تحافظ عليه بهيئته القديمة.
ويشكل بيشك أو السرير الهزاز جانبا مهما من تراث الألبان بل وسكان منطقة غرب البلقان كلها، رغم أنه على ما يبدو منقول من التراث التركي، ومع ذلك فإن الأسر الألبانية هي الوحيدة في المنطقة التي لا تزال تحافظ عليه بهيئته القديمة.
وتحرص تلك الأسر على نوم أطفالها عليه منذ جلبه الأتراك إلى المنطقة قبل خمسة قرون وحتى الآن حيث تتوارث الأجيال استخدامه جيلا بعد جيل.
وتنقل بدرية كوكولي إحدى الأمهات الألبانيات تجربتها قائلة إنها تستخدم هذا السرير لنوم أبنائها بناء على تجربة الأمهات السابقات واعتبرت أنه مفيد لا سيما أنها لا تستطيع القيام بأعمال أخرى أثناء هز الطفل.
فوائد طبية
ولم يكن استخدام السرير الهزاز مجرد عادة، بل أثبت بعض الأطباء فوائده في الصغر والكبر كما حذروا من مساوئه.
ولم يكن استخدام السرير الهزاز مجرد عادة، بل أثبت بعض الأطباء فوائده في الصغر والكبر كما حذروا من مساوئه.
وقالت طبيبة الأطفال شبريسا حميتي للجزيرة نت إن بعض الأطفال يرفضون السرير الهزاز، لأنه يسبب لهم اضطرابا عصبيا وأرقا، بينما آخرون يتقبلونه لأنهم يجدون أمهاتهم بالقرب منهم دائما فيشعرون بالأمان والحنان أكثر.
وشدد حميتي على الحرص على هز الطفل برفق وأن يكون في وضع جيد داخل السرير لا سيما للأطفال الرضع.
ولم يفارق بيشك الأسرة الألبانية حتى أثناء الحرب التي شنها نظام الرئيس الراحل ميلوسوفيتش على كوسوفو عام 1998، وكذا في ظل ارتفاع تكاليف العيش بما في ذلك الأسرة الحديثة وانخفاض نسب الإنجاب في تلك الأسر.
.
المصدر:الجزيرة