الشيب ذلك الرسول الذي يأتي إلينا على حين غرّة وبدون ميعاد، أو سابق إنذار فينزعج البعض منا لقدوم هذا الضيف غير المرغوب فيه ويبادرون إلى البحث عن وسيلة للقضاء عليه أوإخفائه بشتّى الطرق من أمام الأعين حتى لا يظهروا أمام الناس بمظهر المتقدم في العمر، وعلى العكس من هؤلاء فإن البعض لا ينزعج من ظهوره ويعتبره علامة وقار للشخص بل ويعدّونه بمثابة إضفاء لمزيد من الهيبة أمام أقرانهم .
مراحل الشيب ؟
يتعرض الناس جميعاً للشيب ، لكن يتفاوت وقت حدوثه من شخص لآخر حيث الناس منهم من يشيب في فترة مبكرة عن الآخرين ويمر الإنسان بمراحل مختلفة في حياته ابتداء بالطفولة ومرورا بالشباب وإنتهاءً بالمشيب وهذه المرحلة حرجة جدا ليس فقط من ناحية ظهور الشيب أو ط§ظ„ط´ط¹ط± الأبيض ولكنها في جميع الظروف تلقى رعاية واهتمام ،غير أن ما نلاحظه في وقتنا الحالي أن هناك من لم يصل إلى مرحله المشيب بعد، ولا أبالغ إن قلت إنه لازال في مرحلة الشباب ويكسو شعره كثيرٌ من البياض (الشيب) وهو يعود لعدة أسباب منها النفسي ومنها الغذائي ولكن الغالبية منها يعود لأسباب وراثية .
الشيب ونظرة المجتمع
ويعرف الشيب مجازا بتلك المساحة من الشعر والتي يظهر عليها اللون الأبيض ويعتبره كثير من الناس بداية الانتقال من مرحلة الشباب إلى مرحلة الشيخوخة وهو المفهوم الذي أصبح سائدا في الأوساط الكثيرة من ثقافة مجتمعنا ونظرتهم للشخص بشكل عام مما جعل كثيراً من الناس يلجأون إلى إخفاء ظهوره بطرق متعددة لكي تتجنب تلك النظرة.
والجدير بالذكر أن ظهور الشعر الأبيض يلعب دوراً كبيرا في تغير سلوك وتعامل الإنسان بدرجة كبيرة تتفاوت من شخص إلى آخر قد يكون للوازع الديني والاجتماعي الأثر الكبير في تقبل هذه المرحلة إيجابا أو سلبا وقد وصف الشاعر نظرة الناس للشيب بقوله :
عـيرتـني بالشــــيب وهـــــو وقـــــار*** ليـتها عـيرت بما هو عــار
إن تكــــــــن شـــابت الذوائب مــني *** فالليـالي تزينــــها الأقمـار
أسباب شيب شعر الانسان
أول وأهم ما يجب الحديث عنه في هذا الصدد هو الشيب المبكر الذي يحار الإنسان في تفسير أسبابه ويعجز عن تحليله.والشيب المبكر قد يكون وراثيا أو طارئأ وهو في كلا الحالتين ناتج عن الغدد الصماء ذات الإفراز الداخلي كالغدة الكظرية علي وجه الخصوص هذه الغدة تفرز مواد مقبضه للأوعية الدموية المحيطة ومواد لصبغ اللحفات الجلدية والشعر والعين تساعدها في ذلك غدد أخري وتنشط هذه الغدد أثناء الانفعالات وتوقع المفاجئات بتأثير العصب السمباتي لكي تغرق الدم بالمادة المقبضة استعدادا للطوارئ وكي لا ينزف الإنسان دما مميتا عند وقوع الجرح المتوقع .
فإذا ما تكررت الانفعالات التي تعتري الإنسان اضطرت هذه الغدة للعمل باستمرار، الأمر الذي يجعل الأوعية المحيطة تتقلص كثيرا ولما كانت هذه الأوعية تغذي الشعر وتنقل إليه صبغة لونه فإن قبضها يؤدي بالضرورة إلى ضيق قطرها مما تحمله إلي الشعر من غذاء وصباغ فينجم عن ذلك اخشوشان الشعر وذهاب لونه وهذا هو السر في المثل الشائع الذي يضرب علي الحوادث المخيفة حين يقال عنها إنها يشيب لهولها الولدان.
ومن ثم فإن الشيب المبكر يكون السبب الأساسى فيه عائدا إلى الغدة الكظرية وكل ما يصيبها من أفات وبداية الشيب تختلف إجمالا باختلاف الوراثة والعرق وكيفية الحياة ونمطها فإذا كان شيب الشعر يعود الى امراض عصبيه أوانفعالات فغالبا ما يعود للونه الطبيعي بعد زوال الأسباب ونذكر هنا بعض الحوادث التاريخية فأحدى ملكات فرنسا الشهيرات وتدعى ماري انطوانيت تحول شعرها إلى اللون الأبيض صبيحة يوم إعدامها!!
صبغ الشعر حل مؤقت
وأيضا من ضمن الاسباب أنه عندما يتقدم الإنسان في العمر يقل إفراز الجسم لمادة الميلانين وهي المادة المسؤولة عن إعطاء اللون للشعر ومع مرور الوقت تتوقف الخلايا الملونة في بصيلة الشعر عن تكوين وتصنيع مادة الميلانين وبذلك تقل وتنعدم صبغة الشعر المتجدد وينمو الشعر بلا لون ولا يتبقى من لون الشعر إلا لون مادته الأساسية التي يتركب منها وهي مادة الكرياتين وهي مادة لا لون لها.
أنواع الشيب
هناك نوعان من الشيب الذي يصيب شعر الإنسان وهما :
أولاً: الشيب نتيجة للتقدم في العمر .
إن من مظاهر التقدم بالعمر ظهور الشيب لدى الإنسان وهذه العملية محددة جينياً حيث يبدأ الشعر في المشيب عند البيض بين منتصف سن الثلاثين والأربعين، ثم يزداد الشيب على مدى العشرين سنة التالية ومع بلوغ الإنسان لسن 60إلى 70عاماً يشيب الشعر كله تقريباً أما بالنسبة للسود فإنهم يتأخرون عن البيض بمعدل 10سنوات تقريباً، ولسبب غير معروف حتى الآن، فإن الشيب يبدأ في الظهور على جانبي الوجه أولا ثم ينتشر ليشمل جانبي الرأس ثم بقية الرأس ثم بقية شعر الجسم .
إن سبب عملية الشيب في هذه الفترة مرتبط بنقص مادة الميلانين، نتيجة لقلة عدد الخلايا الصانعة لها وهو أمر طبيعي مرتبط بانتهاء العمر الزمني لها مثلها مثل خلايا الجسم الأخرى، كما قد وجد أنه مع مرور العمر يزداد تكون الجيوب الهوائية داخل الشعر والذي بدوره وعن طريق الأكسجين يؤدي إلى أكسدة الميلانين إلى مادة عديمة اللون تعطي اللون الأبيض للشعرة .
ثانياً: الشيب المبكر .
يعتبر الشيب مبكراً عندما يبدأ في الظهور قبل سن الثلاثين للبيض وقبل سن الأربعين للسود، وفي هذا النوع من الشيب نلاحظ أن الشيب يبدأ ظهوره أولاً على جانبي الرأس ثم يمتد إلى وسط الرأس، أما مؤخرة الرأس فهي مقاومة للشيب وقلما يظهر الشيب بها، أما بقية شعر الجسم مثل تحت الإبطين فإن الشعر الأبيض نادر الحدوث بهما.
أسباب الشيب المبكر
1 ـ العامل الوراثي :
يلعب العامل الوراثي دورا كبيراً في ظهور الشيب المبكر فإذا كان أحد أفراد العائلة أو الأقارب يعانون من الشيب المبكر فإن احتمال تعرضك أنت أيضاً لذلك يزداد وليس بمعروف إلى الآن الآلية الوراثية لذلك .
2 ـ العوامل النفسية:
هناك ارتباط واضح بين العوامل النفسية وظهور الشيب المبكر وخاصة الانفعالات الشديدة والمفاجئة مثل الخوف الشديد أو الحزن الشديد أو الإصابة بالهموم ومصداقية ذلك قوله تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ) حيث وصف الله أهوال يوم القيامة بأنها تعجل بظهور الشيب بالولدان، كما أن الشواهد الواقعية تؤكد ذلك .
3 ـ سوء التغذية ونقص الفيتامينات:
يلعب سوء التغذية دوراً واضحاً في حدوث الشيب المبكر خاصة في حالة وجود نقص شديد في بعض العناصر الغذائية المهمة في تكوين مادة الميلانين المسؤولة عن لون الشعر ومن أهم هذه العناصر الحديد والنحاس وحمض الفوليك وفيتامين (ب) المركب بأنواعه وعلى الرغم من عدم وجود إثباتات حاسمة على دور نقص الفيتامينات في ظهور الشيب إلا أن هناك دراسات علمية أشارت إلى ارتباط الشيب بنقص فيتامين (ب) المركب وقد أشارت بعض هذه الدراسات إلى جدوى الجرعات الكبيرة من الفيتامين (ب) في تأخير الشيب
4 ـ الأمراض العضوية :
إن إصابة الإنسان بالأمراض العضوية خاصة أمراض الجهاز الهضمي وأمراض اختلال وظائف الغدة الدرقية وغيرها إذا كانت متكررة دوراً كبيراً في الإسراع بظهور الشيب المبكر وقد يكون السبب في ذلك عائداً إلى كون هذه الأمراض العضوية يصاحبها في الغالب ارتفاع درجة حرارة الجسم ومظاهر الهزال والضعف البدني العام وكلها عوامل إضافية تساعد على حدوث الشيب المبكر، وفي أحيان قليلة قد يحدث الشيب المبكر نتيجة بعض الالتهابات المستمرة في الجسم مثل التهاب اللثة والأسنان المتكرر، وكذلك التهاب فروة الرأس الدهنية .
الـعــلاج
هل هناك علاج للشيب؟
لا يوجد علاج نهائي للشيب فعندما تبدأ عملية الشيب فلا يمكن إعادة اللون إلى الشعر مرة أخرى ولكن من الممكن الإبطاء بعملية الشيب أو تأخير حدوثه وذلك في حالة الشيب المبكر، ويكون ذلك بالسعي لتجنب الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الشيب المبكر خاصة عند وجود قابلية وراثية لذلك ، كما يجب العلاج المبكر للأسباب التي أدت إلى ظهور هذا الشيب إذا وجدت حيث يجب بصورة عامة الاهتمام بالصحة العامة، والاعتناء بنظافة الشعر وتغذيته ومعالجة الالتهابات التي تصيبه كما يجب أيضاً معالجة بؤر الالتهاب المتكرر بالجسم مثل الأسنان واللوز والاهتمام بمعالجة فقر الدم ونقص التغذية في حالة وجوده مع التأكد من سلامة إفرازات الغدة الدرقية ويجب ألا ننسى من أن تحقيق الارتياح والاستقرار النفسي يعتبر من أهم العوامل التي تؤدي إلى تقليل الشيب المبكر.
على كل حال إذا كان الشيب مبكرا فيمكن علاجه بتناول الفيتامين (هـ) ولقد ثبت علميا أيضا أن تـناول فيتامين (ب) المركب لفترات طويلة يؤدي للإقلال من حدوث الشيب المبكر كما أن استعمال جرعة عالية من مادة " بارامينو بنزوك أسيد " وجد أنها تغمق الشعر عند 80% من مستخدميه بعد عدة أشهر من العلاج ولكن الشعر لا يلبث أن يعود إلى وضعه الطبيعي بعد عدة أسابيع من التوقف عن العلاج ، وفي حاله الشيب المبكر يمكنك ان تستعمل زرقات من حمض (بارامينوبانزوينمك ) اوفيتامين (هـ) وهذا الفيتامين يوجد في البيض والكبد والكلاوي .
النساء تخشى المشيب
الطريقة الأخرى وهى باستخدام الصبغات المختلفة الصناعية منها والطبيعية والهدى النبويّ يوجه فى ذلك الامر كما جاء فى الحديث النبوى بأن الرسول عليه الصلاة والسلام أشار على أحد الصحابة والذي ظهر فى شعره الشيب بأن يغير هذا الشيب بالحناء والكتم وأن يتجنب السواد فى ذلك الامر أما بالنسبة للصبغات الصناعية فإن العديد من الدراسات تشير إلى أن لتلك الصبغات تأثيرا سيّئا على الشعر ويزداد التأثير عند تكرار استخدامها بشكل مستمر وعلى فترات متقاربة ويشمل هذا التأثير تعريض الشعر للجفاف وإزالة البروتينات الطبيعية للشعر مما يسبب في حدوث تقصف للشعر وقد يؤدي إلى تساقطه .
كيفية التعامل مع تلك الظاهرة
على الرغم من أن الشيب الطبيعي يعتبر من الدلالات الرئيسية على الوقار والهيبة، إلا انه يعد مشكلة لدى الكثيرين من النساء والرجال الذين يحاولون بشتى الطرق إخفاءه ولا شك أن الأحداث المعاصرة واللهاث وراء الدنيا وهموم التحصيل العلمي والخوف من المستقبل لعبت دورا كبيرا في ظهور الشيب في نسبة عالية من شباب اليوم وقديما قال الشاعر .
حـل المشـيـب بعـارضي ومفـارقي *** بئس القـرين أراه ليـس مفـارقي
رحـل الشباب فقـلت قف لي سـاعة *** حـتى أودّع .. قـال إنك لاحقــي
أما إذا كان الشيب نتيجة تقدم السن فما أجمل بالإنسان أن يعيش كل مرحلة في حياته بجمالها ومتعتها دون التهرب منها فلكل مرحلة من عمرنا نكهتها الخاصة وقد وصف زكريا عليه السلام نفسه عند بلوغه الكبر بقوله (قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا )
وأخيرا.ً
لكل داء دواء يستطب به ***** إلا المشيب فقد أعيا الأطباء
مشكورة حبيبتي على طرحك …. لاعدمناكي ان شاءالله
شكرا لك بس ايش معنى لاعدمناكي؟
يعني حبيبتي …. ماننحرم منك ان شاءالله
اهاا تسلمين بس ما كنت اعرفها وشكرا لك مرة ثانية :w32:
يسلموووووو