((فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ (1) اللّهُ)) ( النساء :34)
(1) أي حافظات لما يجري بينهن و بين أزواجهن مما يجب كتمه و يجمل ستره كما قاله أحد المفسرين .
عن أسماء بنت يزيد أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه و سلم و الرجال و النساء قعود ، فقال :"لعل رجلا يقول ما يفعل بأهله ! و لعل امرأة تخبر بما فعلت مع زوجها ! فأرم (2) القوم ، فقلت : أي و الله يا رسول الله . إنهن ليفعلن ! و إنهم ليفعلونه ! (3) قال : "فلا تفعلوا ! إنما ذلك الشيطان لقي شيطانة في طريق فغشيها ، و الناس ينظرون (4) " (رواه أحمد في المسند و له شواهد يقوى بها إلى درجة الحسن)
(2) أي سكتوا و لم يجيبوا
(3) و من عادة بعض الرجال – و يا للأسف- أن يصف لأصحابه حتى جمال امرأته مما يؤدي بعضهم إلى عشقها و الافتتان بها و نضب شباك الحيل للوصول إليها ، و قد وقعت حوادث مؤسفة كثيرة نتيجة ذلك ، فالحذر الحذر ! و يجدر بالمرأة أيضا أن لا تصف زوجها لصديقاتها ..
و من عادات بعض البلدان الإسلامية مع الأسف نشر خبر ليلة الزفاف و ما كان فيها بين الزوجين ، حتى أن في بعض البلدان يتم عرض أفرشه العروس ملطخة بالدماء للنساء و بهذا يقعون في محذور شرعي بل و يقع مالا يحمد عقباه من جهلهم، ظنا منهم أن كل غشاء بكارة يتمزق و يسيل دما …
فهنا أنوّه إلى أن غشاء البكارة أنواع : منه من يصدر منه دما عندما يتمزق (و هو الغالب )، و منه لا يتمزق إلا بولادة الطفل الأول ، بل و منه ما لا يحتوي على أوعية دموية فلا يسيل الدم ! ..وتتهم المرأة في شرفها بجهل الناس!
(4) حتى الرضيع لا يشهد لقاء الزوجين !
جاء في كتاب المدخل للإمام إبي عبد الله محمد الشهير بابن الحاج بعنوان : ((آداب الرجل في الاجتماع بأهله)):
فإن كانت له حاجة إلى أهله ، فالسنة الماضية في ذلك أنه لا يكون معه أحد في البيت –أي الغرفة- غير زوجته ، و ذُكِرعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إذا كانت له حاجة إلى أهله أخرج الرضيع من البيت!