تحقيق طµطظپظٹ عن ط§ظ„ط§ط³ط±ط© السعيدة
تتكون كلمة الأب من حرفين من حروف اللغة العربية , من الناحية الهجائية والأبجدية .
ويشكل هذان الحرفان مع كلمة – أم – المفهوم الأساسي لكيان الأسرة وجوهر التآلف والاستمرار في وجودها .
والأب هو الإنسان الذي من خلاله ينمو ويتطور معنى الأسرة أو ربما ينحدر ويتدهور كيانها؛ فالأب الذي يفقد حس المسؤولية وينشغل عن أسرته وعن أبنائه لا يستحق أن يكون أباً, بل إن أبناءه يشعرون باليتم والضياع والخوف من المجهول …
ولهذا فإن للأب دورا أساسيا وقياديا لابد أن يقوم به تجاه أسرته . والأبوة نعمة لا يعرفها إلا من افتقدها في حياته …
ومن أجل أن يكون للأبوة معنى وهدف , فلابد أن يكون هناك مجال للحوار وسماع الآراء بين الأب وأفراد الأسرة , وخاصة فيما يتعلق بالتوافق بين الأب وزوجته وقدرتهما على التسامح والمرونة في اتخاذ القرارات …
وهكذا فإن التوازن والتسامح بين الأب وأفراد أسرته مهم جداً ؛ حيث يؤدي الأب دور القائد الذي يتبع أفراد الأسرة توجيهاته أو نصائحه بدون خوف أو امتعاض أو قلق..
ولكن مادور الأب في حياتنا المعاصرة ؟!
للأسف , فإن دور الأب بدأ يضمحل ؛ حيث نلاحظ غياب دوره أو ربما محاولة بعض الأسر تهميش دوره لصالح الابن المتمرد أو الزوجة المتسلطة أو أحد أفراد الأسرة !!
لماذا ؟!
لأن العصر – كما يقولون – يتطلب سلوكاً متحرراً , حرية في الرأي , واستقلالاً عن الأسرة , وتقليداً للأسرة الغربية , التي تفككت أواصرها بحكم غياب الوازع الديني , وتبادل المصالح . وربما لأن كبار السن أصبحوا لا يعرفون شيئاً عن مجريات الحياة المعاصرة .
إننا في حاجة إلى إعطاء الأب دوره القيادي في الأسرة , من أجل مصلحة الأسرة , بل من أجل مصلحة كل فرد فيها . ومن أجل هذا لابد أن يكون الأب عادلاً ومسؤولاً عن أسرته , وأن يكون ناصحاً ومنصفاً وأميناً ومحباً لجميع أفراد الأسرة , وأن يكون حازماً في رسم معالم الطريق أمامهم نحو التآلف بين قلوبهم …
إن الأب والأم هما نواة الأسرة , والأسرة هي فعلاً الخلية الأولى في المجتمع , ولا شك أن تقوية دور الأب هي تقوية لأواصر الأسرة والمجتمع .
والأسرة المسلمة المترابطة نواة المجتمع المسلم القوي الذي يمكن أن يقود إلى المستقبل الأفضل بإذن الله تعالى
تسلمين
الف شكر لتشريفك مشاركتي