تخطى إلى المحتوى

تحقيق صحفي عن ضرب الزوجات لازواجهم 2024.

تحقيق طµط­ظپظٹ عن ضرب ط§ظ„ط²ظˆط¬ط§طھ ظ„ط§ط²ظˆط§ط¬ظ‡ظ… ضرب الزوجة لزوجها

دعاء بهاء الدين- ريم سليمان- سبق- جدة: "زوجة تضرب زوجها وتعنفه، بل ربما تحبسه".. هذا المشهد الذي طالما نضحك عليه كثيراً عندما نراه في الأفلام والمسلسلات العربية، بات حقيقةً في وقتنا الحاضر وصار من الطبيعي أن نسمع أن شجاراً بين زوجين ينتهي بضربٍ وربما حرق الزوجة لزوجها، ومن ثمّ صار الرجل هو المعنف الذي يبحث عن حقوقه التي انتزعتها منه زوجته داخل المنزل، حوادث عجيبة وأمور غريبة بدأت تحدث في مجتمعنا، فهل حقاً انتهى عصر "سي السيد" وأصبحنا في زمن "ستنا حواء".

"سبق" تفتح الملف الشائك وتتساءل: ما الذي حدث في المجتمع؟ وهل تحولت المرأة إلى فكٍ مفترسٍ أم أن الر جل هو الذي دفعها إلى كل هذا العنف الذي يتنافى مع طبيعتها؟

اكتئابٌ وضعف
داخل إحدى العيادات التقينا مستشاراً أسرياً "تحتفظ (سبق) باسمه"، وأسرّ لنا ببعض قصص العنف التي تعرّض لها بعض الأزواج من زوجاتهم، وقال: هناك عددٌ من الأزواج باتوا يتعرّضون للعنف، إلا أن قلة قليلة هم مَن يأتون إلى المراكز العلاجية على استحياء، مشيراً إلى أن رجلاً جاء إليه وهو يعاني اكتئاباً شديداً بسبب إحساسه بالعنف داخل منزله وضعف شخصيته أمام زوجته، ما دفعه في النهاية إلى ترك المنزل لعدم إحساسه بشخصيته وطلاقه لزوجته.

حالة أخرى لرجلٍ ضربته زوجته بعنفٍ بالغ ما أدّى إلى إصابته بجروحٍ خطيرة ذهب على أثرها إلى المستشفى، ورفض الاعتراف بأن زوجته كانت وراء ما حدث له، وعندما سألته عن السبب في عدم البوح بالحقيقة، أجاب بأنها إهانة له أن تعرف أسرته وأقاربه حقيقة ما حدث، مشيراً إلى أن السبب وراء ضعف شخصيته أمام زوجته، هو إحساسه بأنها أفضل منه، فراتبها يفوق راتبه، وشخصيتها أقوى من شخصيته.

قهرٌ وظلم
من جانبها، قالت أميرة لـ "سبق": الرجل هو الذي يدفع المرأة للعنف، هناك نساءٌ تعرّضن للإهانة والشتم، بل الضرب من أزواجهن، فماذا تنتظرون من هؤلاء عندما تحين أمامهن الفرصة، واستنكرت تصرفات الرجل الشرقي الذي يعطي لنفسه كل الحقوق، وفي المقابل ينكرها على زوجته، وإذا بادرت بطلب حقوقها تصبح زوجة سيئة وتستحق الضرب حتى ترجع إلى رشدها، مؤكدة أن المرأة التي تعنف زوجها هي الضحية التي عانت وقاست طول عمرها وما تفعله نتاج قهرٌ وظلم.

بيد أن فوز اعترفت لـ "سبق" أنها قامت بضرب زوجها وتعنيفه، مؤكدة أنه هو الذي دفعها لذلك بسبب استهتاره المستمر بها وعلاقاته المتعدّدة والتي اكتشفت إحداها داخل منزلها فوجدت نفسها تضربه بكل قوة، مما دفعه في النهاية إلى طلاقها.

أما أحلام فرفضت اعتبار المرأة ضحية عنف الرجل، ومن ثمّ بات لها الحق أن تعامله بالعنف نفسه، وقالت: لا يوجد مبررٌ أبداً لعنف الزوجة ضدّ زوجها، فهناك معايير أخلاقية قد تربينا عليها، ولا يجوز أن نردَّ إهانة بإهانة مماثلة، مضيفة: المعاشرة بالمعروف أو التسريح بإحسان هذا ما تعلمناه.

ضعف الرجل
من جهته، أفاد المستشار والمحلل النفسي الدكتور هاني الغامدي، بأن العنف أمرٌ مرفوضٌ من الناحيتين الدينية والإنسانية، حتى الفطرة البشرية لم تجبل عليه، مشيراً إلى أن العنف هو نتاجٌ لعوامل عديدة فقد يخرج على شكل سلوكٍ لإيقاع الأذى بالآخر سواء كان ذلك السلوك لفظاً أو فعلاً أو حتى إيماءة يكون القصد منها الإيذاء النفسي.

ورأى أن نسبة العنف بدأت تختل في الآونة الأخيرة، مرجعا السبب إلى أن جزءاً من تلك النسبة قد يرجع للمرأة بشكلٍ أو بآخر، بحيث أصبحت المرأة الآن هي مَن تمارس العنف أيضاً على الطرف الأضعف وهو غالباً الطرف الذي يكون فيه الأطفال هم الضحية، بيد أنه وصل بها الحال إلى ممارسة العنف ضدّ الرجل وهو الأمر المستغرب منطقياً وعقلياً وإنسانياً، بل يخالف الفطرة التي خلق الله عليها المرأة.

وردا على سؤال "سبق" عن سبب وصول المرأة لمثل هذا النوع من العنف، قال الغامدي إن المرأة لا تصل إلى هذه المرحلة إلا من خلال مسبّبات قوية ومن جرّاء مواقف تراكمية، من أهمها ترك التمادي لها في أن تصل لهذه المرحلة من خلال الضعف الشديد للرجل، وبالتالي حينما يفقد الرجل مكانته الطبيعية في نظر المرأة تبدأ في التجرؤ عليه باستخدام يدها أو الاستعانة بأي أداة، بغرض ترك الأثر العنيف على جسده.

فقدان الأنوثة
وأوضح أن المرأة حينما تقدم على العنف الجسدي إنما هي على يقينٍ تامٍ بأنها فقدت كامل محتويات الشخصية الأنثوية، مرجعا ذلك لعدم فهمها الدور الحقيقي لها كأنثى ما جعلها تتحول بشكل لا إرادي إلى استخدام أدوات جديدة لا تتماشى مع أنوثتها من حنانٍ وحبٍ واحتضانٍ.

واعتبر أن من الأسباب المهمة التي يجب ألا نهملها في ميل المرأة للعنف ضدّ زوجها، هو فقدانها الإحساس بالأنا من جرّاء تكرار تطاول الرجل عليها بشكلٍ مستمرٍ ما جعلها تشعر بفقدان الأنوثة والمعنى الإنساني بشكل عام، وتصحو أمام حقيقةٍ وهي ضرورة استرداد ما فقدته، مشيراً إلى أن المرأة تمارس العنف بشكلٍ عفوي في بدايته كتعبير لا إرادي عن مدى الغضب الذي تواجهه، ومن ثمّ يتحول الوضع إلى استمراءٍ للفعل، ما يُفضي في نهاية الأمر إلى عنفٍ عميقٍ على جسد الآخر.

سجالٌ بارد
حذّر المستشار الأسري من تمادي المرأة في ممارسة العنف مع الشريك الأخر، ما يفقدها جزءاً كبيراً من أنوثتها والذي يؤثر بالشكل الكبير في العملية الجنسية لدى الرجل، مفيدا أن فطرة الرجل تُستثار من خلال مشاهدته النعومة والرقة والأنوثة، لذا نجد أن كثيراً من العلاقات التي تكون خارج إطار الزوجية هي نتيجة افتقاد الرجل الإحساس الأنثوي في الشريك الشرعي معه، وبالتالي تأتي امرأة أخرى تستعرض أنوثتها ويميل الرجل إليها، ويتحول بكل اهتماماته الذكورية إليها.

وأخيراً رفض الغامدي تحميل اللوم الكامل للمرأة، وقال إن الرجل قد يصل به استفزازه لدرجة أن يجعل من الزوجة قنبلةً موقوتة من جرّاء إهانته وضغطه غير المبرر عليها، ما يجعل لحظة الانفجار تخرج من خلال سلوكٍ عدواني قوي من قِبل تلك المرأة تجاهه، محذرا من وقوع الطرفين في السجال البارد، وهو تحويل الحياة الزوجية إلى مجموعة من الصدامات، قد يصل بهما الأمر في وقتٍ ما إلى عمل إجرامي يودي إلى القتل.

العنف المضاد
أفاد أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود الدكتور سعود الضحيان، بأن ثقافة العنف جزءٌ من السلوك البشري، مشيراً إلى ظهوره بشكلٍ قوي عند الرجل وبنسبةٍ أقل لدى المرأة، لافتاً إلى زيادة معدل العنف لدى المرأة في الآونة الأخيرة، خاصة مع ضعف الوازع الديني.

وأرجع الضحيان زيادة معدل العنف لدى المرأة لظهور ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع ما شكّل دافعاً قوياً لمطالبة المرأة بحقوقها، مؤكداً وجود حقوق للمرأة منذ القدم، بيد أن بعض الرجال يتعدّى على هذه الحقوق ويدفع المرأة إلى نيلها بشتى الطرق حتى وإن لم تكن مشروعة، خاصة في ظل تأخير البت في قضاياها وبقائها في المحاكم "حيناً من الدهر" ما يشكل عبئاً نفسياً على المرأة ويحفزها للانتقام.

وقال إن عنف الرجل وسلوكه السلبي تجاه المرأة يضاعفان من عنفها، مبيناً أن كثيراً من الأزواج عاجزون عن فهم الحياة الزوجية، ويسيئون معاملة زوجاتهم بدنياً ولفظياً ونفسياً ما يؤدي إلى حرمان المرأة من حقوقها وممارستها العنف المضاد تحت مظلة الانتقام، وأضاف أن حساسية المجتمع تجاه قضايا المرأة، وخجلها من المطالبة بحقوقها، خاصة إذا كان مَن يعنفها الأب أو الزوج يسهمان في زيادة عنف المرأة.

مكاتب أسرية
ورأى أن من أسباب عنف الزوجة هو زواج الرجل بامرأة أخرى وما يتبعه من تقصيره مادياً ومعنوياً في حقوق المرأة، وأعرب عن أسفه لتهميش التعامل مع قضايا العنف تجاه المرأة، لافتاً إلى انفصال آلية تنفيذ الحكم عن الجهة التي أصدرته، وطالب بوجود مكاتب أسرية في المحاكم الشرعية لإصدار الحكم سريعاً في هذه القضايا.

وحول وسائل تعنيف الزوجة لزوجها، أجاب أستاذ علم الاجتماع، بأنه إذا أصبحت الزوجة أقوى اقتصادياً من زوجها قد تعنّفه، موضحاً أن بعض الرجال يحتملون هذا العنف رغما عنهم لضعف بنيتهم الجسدية ما يجعلهم عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم، كذلك تستغل المرأة نفوذها الاقتصادي في تأجير بلطجية للانتقام من زوجها وقد يصل هذا إلى حد القتل.

خللٌ اجتماعي
واعتبر عنف المرأة ضدّ الرجل لبنةً واهيةً تؤدي لخلخلة البناء الاجتماعي، محذراً من تفاقمه والذي قد يصل إلى حد الظاهرة، واتهم وسائل الإعلام والبرامج الموجهة في المؤسسات التعليمية بالقصور في توضيح آثار العنف السلبية على المرأة، وحياء الرجل من شكوى زوجته إذا تعرّض للعنف.

وأشار إلى أن ثقافة المرأة وتعليمها يدعمان مطالبتها بحقوقها، مبيناً أن شعورها بالظلم يدفعها إلى رد "العنف بالعنف"، ولفت إلى تأثير التنشئة الاجتماعية في شخصية الرجل وخضوعه لعنف الزوجة، موضحاً أنه في الأسر الفقيرة تقوى سُلطة الرجل، وعلى النقيض في الأسر الثرية تقوى سُلطة المرأة.

ورأى أنه في حال تعرُّض الرجل للعنف من زوجته يجب اتخاذ الإجراءات المتبعة نفسها، بالإبلاغ عن العنف والتحقيق في أسبابه، مستبعداً وجود جمعياتٍ حقوقيةٍ في الوقت الحالي تدافع عن حقوق الرجل في المجتمع السعودي.

مشكوووورة

يا سااااااتر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.