بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الملك القدير الرحيم خير حافظ،جعل الموت لبني الإنسان أعظم واعظ،أحمده جل في علاه وأشكره وعد جنة الفردوس من على صلاته يحافظ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له،وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداَ عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج إلى يوم الدين .أمابعد:فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله فهي النجاة يوم المعاد يقول ربنا جل في علاه: { وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ } (البقرة:281).أحبتي في الله ما أحد من البشر إلا وعنده شيء ثمين يحافظ عليه؛فمن الناس من عنده مقتنيات ثمينة من مجوهرات ونحوها فهو يحافظ عليها ويتفقدها بين لحظة وأخرى خشيت أن يَنْقُصَ منها شيء، ومن الناس من عنده الأرصدة الضخمة في المصارف فهو يتفقد كشوف الحسابات كل لحظة خشية أن يَنْقُصَ منها شيء ويحافظ عليها بإيداعها الخزائن الأمينة أو لدى المصارف،ومن الناس من تُعَدُّ وظيفته التي تمنحه امتيازاتٍ عاليةً أثمن شيء في حياته فهو يعلم علم اليقين أنه إن لم يحافظ عليها سيرمى به في الشارع ولا يجد وظيفة أخرى بنفس الميزات؛ولأجل ذلك فهو يحافظ على دوامه من بدايته حتى نهايته ويسعى لأداء العمل على أكمل وجه.أتدري من بقي أخي الحبيب؟.بقينا أنا وأنت فلنسأل أنفسنا بصدق ما أثمن شيء في حياتنا؟…إنها الصلاة.أتدري لماذا؟.لأن خير البشر صلى الله عليه وسلم يقول فيها فيما أخرجه الإمام ابن ماجة بسند صحيح(اسْتَقِيمُوا وَلَنْ تُحْصُوا وَاعْلَمُوا أَنَّ خَيْرَ أَعْمَالِكُمْ الصَّلَاةَ وَلَا يُحَافِظُ عَلَى الْوُضُوءِ إِلَّا مُؤْمِنٌ))(ابن ماجة،الطهارة وسننها،ح(273)).ويسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل من أصحابه أي الأعمال أحب إلى الله فيجيبه صلى الله عليه وسلم الصلاة على وقتها .وأخرج الإمام الترمذي في سننه عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْمًا قَرِيبًا مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي عَنْ النَّارِ.قَالَ:لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ تَعْبُدُ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ وَتَحُجُّ الْبَيْتَ…ثُمَّ قَالَ أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ..؟.قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ:رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ..)) (الترمذي،الإيمان،ح(2541) قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ).فكيف يقوم بناء بلا عمود وعمود الدين الصلاة؟.فهل علمت أخي لما كانت الصلاة أثمن شيء في حياتك؟.هي سر سعادتك في الدنيا فأي همِّ أو غمٍّ أومرض أو دين ينزل بك فافزع إلى الصلاة هكذا كان دأب نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم فعن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه قالكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى)(أبو داود،الصلاة،ح(1124)).فإذا فزعت إليها جاءك الفرج؛ أتدري لماذا لأنك ناجيت من بيده ملكوت السموات والأرض،ناجيت من أذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون،قلت إياك نعبد وإياك نستعين فقال الله جل في علاه: هذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل.فهل علمت أخي لما كانت الصلاة أثمن شيء في حياتك؟.هي مفتاح نجاتك في يوم القيامة الرهيب يوماً يجعل الولدان شيباً أنصت معي أخي لنبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم وهو يقول فيما أخرجه الإمام النسائي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه (إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ صَلَاتُهُ فَإِنْ وُجِدَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتُقِصَ مِنْهَا شَيْءٌ قَالَ انْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ لَهُ مِنْ تَطَوُّعٍ يُكَمِّلُ لَهُ مَا ضَيَّعَ مِنْ فَرِيضَةٍ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ سَائِرُ الْأَعْمَالِ تَجْرِي عَلَى حَسَبِ ذَلِكَ))(النسائي،الصلاة،ح(462)).فهل علمت أخي لما كانت الصلاة أثمن وأهم شيء في حياتك؟.فقلي بربك أيعدل النجاة ذلك اليوم الدنيا بأسرها؟.ويكفيك عن الدنيا وما فيها صلاتك فقط؟.فكيف أنت معها؟.هل علمت أخي أن من علامات ودلائل الإيمان الواضحات محافظتك على الصلاة في جماعة؟.أتريد دليلاً على ذلك هاهو نبيك وحبيبك صلى الله عليه وسلم يتكلم فأنصت إليه إذ يقول(إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَتَعَاهَدُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالْإِيمَانِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: { إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ… } ))(الترمذي،الإيمان،ح(2542)[قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ]).فهل علمت أخي لما كانت الصلاة أثمن شيء في حياتك؟.المحافظة على الصلاة دليل على إيمانك باليوم الآخر فهذا الله عز في علاه يقول: { وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } (الأنعام:92).المحافظة على الصلاة طريقك الممهد لجنة عرضها السموات والأرض استمع لربك يعرض صفات المؤمنين فيبدؤها بالصلاة بقوله: { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ()الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ } (المؤمنون:1-2) ويختمها بالمحافظة على الصلاة بقوله: { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ()أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ()الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (المؤمنون:10-11).إذاً هي ليست أي جنة أنها جنة الفردوس،فلا إله إلا الله ما أعظمه من أجر بثمن بسيط!.فهل علمت أخي الحبيب لما كانت الصلاة أثمن شيء في حياتك؟.أخي الحبيب أترغب في النجاة من نار تلظى وقودها الناس والحجارة،وأن لا تتصف بصفات أهلها إذاَ استمع لربك يعدد صفات الناجين منها فيبدأها بالصلاة بقوله: { إِلَّا الْمُصَلِّينَ()الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ } (المعارج:22-23).ويختمها بصفة المحافظة على الصلاة بقوله: { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ()أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ } (المعارج:34-35).فهل علمت أخي الحبيب لما كانت الصلاة أثمن شيء في حياتك؟.أخي الحبيب تعال لنستمع سوياً بتدبر وتأمل لربنا إذ يقول: { .. إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتً } (النساء:103).
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.أمابعد:فاتقوا الله عباد الله واعلموا رحمني الله وإياكم أن الفوز كل الفوز في المحافظة على الصلاة وأن الخسران كل الخسران في تركها وعدم المحافظة عليها؛وهل أحبتي هناك من الخسران أعظم من أن يكون المرء عياذاً بالله من أهل النار؟. تعال أخي واستمع معي بإنصات لقول ربنا : { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ()إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ()فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ()عَنِ الْمُجْرِمِينَ()مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ()قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ } (المدثر:38-43).أسمعت أخي أول ذنب ذكروه وأعظمه "لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ".إنها كلمات ليست بالسهلة يرتجف لها الفؤاد فهل وعيناها وعلمناها أزواجنا وأولادنا،وقد توعد الله طائفة من المسلمين ممن لا تحافظ على صلاتها بعذاب أليم بقوله: { فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ()الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ } (الماعون:4-5).يقول الإمام ابن كثير في تفسيره:" أي: الذين هم من أهل الصلاة وقد التزموا بها،ثم هم عنها ساهون، إما عن فعلها بالكلية،كما قاله ابن عباس رضي الله عنه ،وإما عن فعلها في الوقت المقدر لها شرعا، فيخرجها عن وقتها بالكلية،كما قاله مسروق،وأبو الضحى".أخي الحبيب لا أود الإطالة عليك لكني أرجوك من كل قلبي أن تعود إلى المنزل وتعيد النظر مع أهلك وأولادك في الآيات التي ذكرت الصلاة والمحافظة عليها وأن تنظروا في تفسيرها،ولينظر كل منا وأولكم أنا كيف نحن مع المحافظة على الصلاة.
مشكوووووووووووره
جزاك الله كل الخير
يسلموووووووو يالغلا