لكل شعب من شعوب الأرض عاداته وتقاليده الثقافية والاجتماعية والغذائية والتي حتما تتغير تبعا لوضعه الاقتصادي والاجتماعي ومن تلك العادات السلوكيات الغذائية التي يورثها الآباء والأمهات لأبنائهم ويظهر بها التكريم نجوم المجتمع وقادة فكره لضيوفهم .
ومن تلك العادات الغذائية في مجتمعاتنا ط§ظ„ظˆط¬ط¨ط§طھ ط§ظ„ط¯ط³ظ…ط© وأشهر هذه الوجبات على الاطلاق (المفطح) وهو طبخ خروف كامل مع الأرز حيث يطبخ الأرز الابيض بمرقة الخروف …وهي وجبه تنتشر في العزائم والافراح وحين مقدم الضيوف وتكريم الاصحاب والتراضي بين الناس وتوثيق صلة الرحم بين الانساب عند اجتماعهم …وسنعرض لعدة أسئلة مهمة في ثنايا الحديث عن الجوانب الصحية لهذه الوجبة الشعبية :
* كم كمية السعرات الحرارية في تلك الوجبة ؟
– يختلف ذلك حسب كمية الطعام التي يتناولها الفرد ونوعيته ولكن على وجه العموم الاحتياج اليومي للطاقة (السعرات الحرارية) يعتمد على طول الانسان ووزنه ونوعية نشاطه العملي اليومي والرياضة اليومية التي يمارسها …ولكن لرجل عمره 40 سنة وطوله 180 سم ووزنه 100 كجم ومن النوع الخامل الذي لايمارس أي نوع من الرياضه فحاجة الطاقة اليومية لجسمه من 2500 الى 2800 كالوري يوميا ….. واذا اردنا حساباً تقريبياً للسعرات الحرارية في الوجبة الدسمة (المفطح) فيكون ذلك تبعا لمكوناتها :
لحم الخروف مع الدهن يحتوي على 350 كالوري لكل 100جم كما أن الأرز المطبوخ مع المرق 170كلوري لكل 100 جرام هذا من غير الاضافات الأخرى مثل (الكشنة) والبيض والبطاطس …أماعلبة المياه الغازيه المحلاة (بيبسي أو غيره) فحوالي 110 كالوري …والحلى أصبح ضرورياً بعد كل وجبة دسمة من باب التكريم فمثلا طبق شيس كيك للشخص الواحد 582كالوري ولذلك فإن الشخص الواحد يأكل في تلك الوجبه مايعادل2200 كالوري …..ولنقرب المفهوم فإن ذلك الشخص, اذا كان قد تعدى احتياجه اليومي في وجبتي الفطور والغداء فإنه يحتاج للمشي بسرعة 3 أميال في الساعة لمدة ست ساعات ونصف ليتم التخلص من السعرات الحرارية في تلك الوجبة الدسمة…واذا لم يتيسر ذلك فتتحول تلك الوجبة الى دهون متراكمة في الجسم سواء حول الخصر او في الارداف او الفخذين.
* ماهي التغيرات التي تحدث في الدم بعد الوجبة الدسمة؟
– تبدأ الدهون في الارتفاع بعد ساعتين من تناول الوجبة الدسمة فيكون أعلاها ارتفاعا وأولها في الارتفاع هي الدهون الثلاثية حيث ترتفع الى الضعف ….. وخطورة الدهون الثلاثية في الدم انها تسبب التهابا مستمرا في بطانة الشرايين مما يعرضها لترسب الكلسترول عليها محاولة من الجسم في رأب الصدوع الميكروسكوبية في ذلك الشريان …….ثم يليها في الارتفاع بعد الوجبة الدسمة الكلسترول الضار ثم يليه السكر وعلى الرغم من ارتفاع الانسولين إلى ثلاثة اضعاف المستوى الاساسي إلا ان ازدياد مستوى الاحماض الدهنية في الدم يؤثرعلى حساسية خلايا الجسم للانسولين وبالتالي يرتفع السكر في الدم واما بالنسبه للكلسترول الحسن فيتعطل عمله في حماية بطانة الشرايين مؤقتا بسبب تأثير الاحماض الدهنية عليه…. وتصل قمة تلك التغيرات خلال 4 ساعات وتخف تلك التغيرات الى حوالي 50% زيادة في الدهون الثلاثية تقريبا 6 ساعات بعد الوجبة الدسمة… وعادة هذه التغيرات مؤقتة ولكن تصور ان تكون هذه التغيرات يوميه في الدم سواء على مر السنين او بسبب كثرة المناسبات كما في مواسم الزواجات او عيد الاضحى أو في أيام العزاء .
* متى تكون الوجبة دسمة؟
– يكون الانسان متناولا لدسم أكثر من حاجته اذا زاد مجموع الدهون من طاقته اليومية عن 7% فمثلا اذا كان ذلك الشخص يحتاج 2024 كلوري فهي حوالى 16 جم دهون وأما بالنسبه لدهون الترانز(غير المشبعة) فيجب أن تكون أقل من 1% من الحاجة اليومية (2 جم)
هل المشي بعد الوجبة الدسمة يساعد في تخفيف تأثير الدهون على شرايين القلب ؟
– المشي بعد ساعتين من تناول الوجبة الدسمة يعكس تغيرات الدهون في الدم ويقلل من تراكم الدهون على بطانة الشرايين ويقلل من ارتفاع السكر بعد الوجبة الدهنية كما أنه يقلل من حدوث الخفقان بعد الوجبة عالية الدهون والنشويات .
* ماهي خطورة ان تكون الوجبة الدسمة هي وجبة العشاء ثم النوم خلال ساعتين او ثلاث؟
– المشكلة تكمن في زيادة الارتجاع الحمضي وزيادة الدهون وتراكمها واضطراب النوم وهناك مفهوم خاطئ يتداوله كثير من الناس ان الاكل ثم النوم مباشرة يؤدي الى زيادة الوزن وإن كان ذلك التصرف غير صحي لكنه ليس بالضرورة يؤدي الى زيادة الوزن أكثر من أكل نفس الطعام في أوقات أخرى من اليوم..ويكثر في مرضى الاكتئاب أكل 25% من حاجتهم اليومية (على الاقل) بعد الساعة العاشرة ليلا.
والخلاصة:
ان الاحتفالات الاجتماعية لايمنع ابدا ان يكون الاكل فيها صحيا وعلى ماخفت سعراته الحرارية وثقلت قيمته الغذائية حيث ان اغلب الوجبات الدسمه لايتم استهلاكها واعتقد ان البادرة تكون منا نحن كأفراد وتغيير هذا المفهوم تدريجيا مع الوقت…. وقد أعطانا حبيبنا صلى الله عليه وسلم قاعدة ذهبية حيث قال (حسب ابن ادم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه).
.يعطيكِ العافيةة