ما هي ط§ط¶ط±ط§ط± و ظ…ط®ط§ط·ط± سحب ط¹ظٹظ†ط© ط§ظ„ط³ط§ط¦ظ„ الشوكي
على ذوي المرضى عدم الالتفات إلى ما يقال وعلى الأطباء الشرح الوافي للحالة ومدى المخاطر المترتبة
«أرفض عمل عينة السائل الشوكي» … عبارة قد يكون ضحيتها طفل معاق بصرياً أو سمعياً أو حركياً !
خلال ممارسة عملي في عيادة طب الاطفال تعرضت الى بعض تلك المفاهيم الخاطئة من بعض المرضى والتي كانت عائقا لتقديم الخدمة الطبية المثالية للمريض ، من خلال هذا العدد والاعداد القادمة نستعرض بعض تلك المعتقدات متمنيا ان أُوفق في المساهمة في تصحيحها سعيا لخدمة المريض على الوجه الاكمل :
• سحب عينة السائل ط§ظ„ط´ظˆظƒظٹ من أسفل الظهر تسبب الشلل !
هذا اعتقاد بعض المرضى أو آبائهم وبالطبع هو اعتقاد خاطئ بل على النقيض فربما تسبب امتناعهم عمل تلك العينة الى حصول مضاعفات خطيرة مع الطفل المريض قد تصل الى الوفاة لاقدر الله كما سنعرف لاحقا عند شرح مستطبات عمل ذلك الفحص .
يتعرض الطفل وخاصة في السنوات الخمس الاولى الى تشنجات تصحب بحالة من فقد الوعي وارتفاع درجة الحرارة .
تتعدد اسباب تلك الحالة وتتفاوت من مسببات بسيطة وغير مترافقة مع مضاعفات في معظم الاحيان مثل التشنجات الحرارية المترافقة مع الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي وامراض الرشح خاصة في فصل الشتاء ولدى الاطفال الذين لديهم قابلية لحدوث مثل تلك التشنجات .
ولكن في الجانب الاخر قد يكون سبب تلك التشنجات امراض خطيرة اذا لم يتم تشخيصها وعلاجها بشكل سريع مثل التهاب السحايا والدماغ والذي قد يؤدي في حالة اهماله الى اعاقات بصرية ، سمعية او حركية او جميعها معا .
تكون علامات التهاب السحايا واضحة عند الاطفال الاكبر سنا من خلال الفحص السريري حيث تظهر على شكل تيبس وألم في العنق ، الخوف من الضوء ، ألم في اسفل الظهر عند ثني الطرف السفلي من مفصل الفخذ والركبة .
ولكن تلك الاعراض لا تكون ظاهرة بشكل عام على الاطفال الاقل عمرا من سنة ونصف مما يجعل فحص السائل الشوكي حتميا لدى المصابين بمثل تلك التشنجات مجهولة السبب .
نستعرض اسباب الحمى الشوكية " التهاب السحايا" وطرق تشخيصها وعلاجها ومضاعفاتها .
تتعدد اسباب الحمى الشموكية فمنها البكتيرية والفيروسية والطفيلية .. تعتبر الاسباب الفيروسية اكثر الانواع المسببة شيوعا … اما المسببات البكتيرية فهناك أكثر من نوع بكتيري يسبب التهاب السحايا، من أهمها بكتيريا تسمى Haemophilus influenzae وبكتيريا pneumococcal ، meningococcal لدى الاطفال الاكبر سنا وبكتيريا Escherichia coli or Listeria species , GBS عند المواليد الجدد .
تهاجم هذه البكتيريا اغشية الدماغ وتتكاثر في السائل الدماغي داخل هذه الاغشية.وتشبه اعراض هذا المرض في البداية اعراض الرشح العادي ،ثم يتبعها صداع وحمى تسمى الحمى المخية الشوكية وتشنج في عضلات الرقبة والظهر.يصاب الإنسان أحيانا في الحالات الشديدة بفقدان السمع وفقدان الوعي.
في الاطفال الصغار والموليد الجدد تظهر الاعراض على هيئة :
– البكاء أو الأنين غير العادي
– التنفس السريع
– العصبية لمجرد اللمس
– التقيؤ (الاستفراغ)
– رفض تناول الطعام
– البشرة الشاحبة
– فقدان التوازن الحركي أو فتور الهمّة وعدم الاستجابة
– الإحساس بالنعاس المتكرر أو صعوبة الاستيقاظ من النوم
– ارتفاع درجة الحرارة مع برودة اليدين أو القدمين
– انتفاخ اليافوخ (وهو المنطقة الليّنة الموجودة في الجزء العلوي من رأس الطفل
– ظهور بقع أو طفح جلدي
تحدث العدوى عن طريق استنشاق رذاذ الهواء الملوث بالبكتيريا، حيث تدخل بداية إلى الجهاز التنفسي وتتكاثر، ومن ثم تنتقل عن طريق الدم إلى الجهاز العصبي ،وبالتحديد إلى اغشية الدماغ ،وتفرز السموم هناك ومن الظواهر الملفتة لهذه البكتيريا أنه يسهل امتصاصها بوساطة كريات الدم البيضاء التي تتجمع عند الأغشية الملتهبة وتعيش البكتيريا في المسالك الأنفية والأغشية المخية ومنها تنتشر أثناء الحديث أو السعال.
التشخيص والعلاج
كما ذكرنا سابقا انه يمكن تحديد ذلك من القصة المرضية والفحص السريري وبعض الفحوصات المخبرية التي من اهمها بل هي حجر الزاوية في تشخيص مثل تلك الحالات وهي عمل عينة للسائل الشوكي خاصة لدى الاطفال الاقل من عمر سنة ونصف ممن حدث لديهم تشنجات مترافقة مع ارتفاع في درجة الحرارة لاسيما وان كان هذا التشنج هو الاول من نوعه في حياة الطفل .
عمل عينة البزل القطني " ابرة صغيرة يتم تمريرها بين الفقرات السفلى للظهر حيث تصل الى التجويف الذي يملؤه السائل الشوكي لغرض الحصول على كمية بسيطة من هذا السائل وفحصه " هذا الاجراء يًعمل خلال 15 دقيقة تحت التعقيم وتحت مستوى الحبل الشوكي . لذا فان احتمالية حدوث شلل كما يتناقلها البعض غير واردة اطلاقا .
يتم الحصول على النتيجة المبدئية خلال نصف ساعة يطمئن بعدها الطبيب كما يطمئن الاهل على صحة طفلهم .
وخلال ذلك يكون الطبيب قد بدأ باستعمال المضادات الحيوية عن طريق الوريد قبل ظهور النتائج خاصة اذا كان هناك ترجيح كبير للاصابة بالحمى الشوكية .
يتم العلاج عادة بمضادين حيويين مركبين لضمان ان يغطيا جميع الاسباب البكتيرية المسببة المحتملة .
في حال ظهور النتيجة سلبية "سليمة" قد يرى الطبيب تخفيض جرعة المضادات الحيوية والاكتفاء بمضاد حيوي واحد او خروج المريض على مضاد حيوي عن طريق الفم لعلاج أي التهاب في الجهاز التنفسي مرافق بعد استقرار حالة الطفل واعطاء التعليمات للوالدين بكيفية تجنب التشنجات الحرارية مع الطفل مستقبلا .
بهذا الفحص البسيط نحن كسبنا مايلي :
– اختصرنا فترة بقاء المريض في المستشفى
– كان علاجنا موجها بصورة صحيحة
– والأهم انا استبعدنا وجود مرض خطير كان سيتسبب في اعاقات دائمة مع الطفل او الوفاة لا قدر الله في حال عدم معالجته عاجلا .
الجدير ذكره أن ذوي بعض الاطفال وعند طلب الطبيب عمل تلك العينة يقومون بالرفض مبدئيا وبعد يومين او ثلاثة يبدون الموافقة وهنا اشير ان عينة السائل الشوكي تتأثر بالمضاد الحيوي المعطى للطفل اذا كانت فترة البدء بتلقيه اكثر من 36 ساعة حيث تعمل جرعات المضاد الحيوي بتدمير البكتيريا المراد الكشف عنها فيصبح عمل العينة بعد تلك الفترة غير مجدٍ بدرجة كبيرة .
رسالتي للقراء الكرام سؤال اهل الاختصاص وعدم الالتفات الى مايقال هنا وهناك عن بعض المعتقدات الطبية الخاطئة والتي قد يكون ضحيتها طفل لم يُقدّر له ان يختار صالحه . ورسالتي الى زملائي في المهنة الشرح الوافي للمريض عن حالته ومدى المخاطر المترتبة على رفض هذا الفحص والرفق بالمريض بالحديث اللين والإجابة عما يتبادر في ذهنه بكل سعة صدر ومحاولة كسب ثقته وقناعته بما هو مناسب طبيا له . خلال فترة ممارستي في طب الاطفال لم أر حالة واحدة تأثرت بشلل أو بغيره نتيجة عمل عينة من السائل الشوكي من أسفل الظهر وفي المقابل شاهدت العديد من الاعاقات التي حدثت نتيجة التهابات حمية شوكية سابقة . أرشدنا الله واياكم لما ينفعنا وحمانا جميعا من كل مكروه . والى اللقاء في عدد قادم نناقش فيه مفهوم طبي خاطئ اخر ..