سيدى الفاضل: أنا فتاة أبلغ من العمر 30 عاما من أسرة متدينة ومحافظة وقد أديت مناسك العمرة بتوفيق من الله تسع مرات متتالية وأحفظ سورا يسيرة تقترب من جزء عم من القرآن الكريم ومعروفة بحسن الخلق بين زملائي و تديني وأبي رجل صالح لا يفوته فرض في المسجد طيب اللسان والخلق، لم أشهد، أو أعرف أحدا يذمه، أو يكرهه، وأمي إنسانة فاضلة وصالحة وقعت في مذلة ولا أعرف كيف غاب عقلي حينما وقعت فيها؟ فقد تعرفت عن طريق الأنترنت على شيطان كان يمثل أنه ملاك وصاحب قيم بغرض الزواج وأخذ يقول لي إنه من عائلة جيدة وأخوه في السلك القضائي والآخر ضابط وهو مهندس طيران بالخارج وعرفت أنه يعاني من مشاكل أسرية وأن أمه تعاونت مع أخيه في أكل إرثه وأنه كره الناس وعنده مبدأ في حياته أن لا أحد من البشر يستحق الرحمة ولا يستحق أن يُرحم إذا وقع تحت يديه وعلمت أنه يشرب الخمر، ولكن وجدت في كلامه ما يشير إلى أنه يعرف الله كذكر آيات قرآنية ومواقف إسلاميه وادعائه للقيم والأخلاق النبيلة وذكره مواقف بطوليه لأخذ حق الناس إلى آخر الأمر فقلت من الممكن أن ظروف الحياة وما ذكره أجبره على ارتكاب المعاصي كشرب الخمر والزنا فوجدت أنني سوف أكسب ثواباً إذا أعدت توجيه هذا الإنسان إلى طريق الله وبالفعل اشترطت عليه لكي أستمر معه في إجراءات الزواج أن يكف عن كل المحرمات وأن يبدأ صفحة جديده
وتكلمنا فترة وكان يزعجه أنني لا أثق في أحد وأنني أحتاط وكان يمثل أنه يخاف علي ويثور إذا ضايقني أحد وقد صدقته وكان كلامه معي محترما وفي حدود وهذا ما دفعني إلى الاطمئنان له بعض الشيء وأخذ يقول لي إنه وجدني بعد عناء سنين طوال ولا يتخيل أنه يمكن أن يفقدني يوما ما، لأنه سوف يموت إلى آخر هذه الاسطوانات التى لم أمر بها من قبل في حياتي، وفي يوم كنا نتكلم وجاء الكلام حول ماذا سأفعل إذا اتصل بي وقال لي إنه مريض ويستغيث بي، فقلت له سوف اتصل بالأسعاف أو أبعث إليه بأحد كي يسعفه ومن هذه النقطة أخذ يضغط علي بالإقناع والأيمان المغلظة بعزة وجلال الله وكل ما يخطر على بالك من حلف ويمين تهتز له السموات إنه لا يمكن أن ينوي بي سوءا مهما حدث إذا كنت معه، ومرت الأيام وحدث أن عقلي قد غاب ولا أعلم كيف؟ والله لا أعلم كيف غاب عقلي؟ وكيف أقنعني أن أذهب إليه لكي يثبت لي أنه ليس سيئا ولا أعلم كيف غاب عني كلام الله؟ ولكنني وثقت به وذهبت إليه وما إن ذهبت إليه حتى ظهر شيطانا وعرض علي فعل الفاحشة فرفضت رفضاً شديدا فأخذ يهددني بأنني إن لم أستجب له فسوف يأتي بأبي وسوف يستدعي الجيران إلى آخر الأمر وكنت مصدومة وخائفة على نفسي وعندما رآني مصرة ـ وبعد أن لعب بأعصابي وهدد روعي وأذلني وأهانني طلب مني أن أعطيه ذهبي الذي أرتديه، لأنه كتب على نفسه شيكا ويجب أن يسدده وعندما قلت له إن هذا الذهب ليس ملكا لي قال إن لم تعطه لي فإنني أعرف كيف آخذ أضعاف أضعافه بطريقتي وآخذ ما يوازي ثمنه 25 ألف جنيه وطلب مني عندما عرف أنني أدخر 3 آلاف جنيه أن أحول له هذه النقود إلى حساب فتاة يقول إنها ساقطة لكي يبعد عنه الشبه وسرق مني اللاب توب ملكي وفتح حقيبتي وفتشها وأخذ كارت عملي وأخذ يتوعدني إن لم أحول له النقود وأنه سيفضحني في عملي وعند أهلي وحين أخذ مني الذهب قال لي إنه سيرهنه إلى أن تزول أزمته فحين علمت هذا قلت له سوف أعطيك ما يوازى الرهن وأرجع إلي ذهبي وقال لي لا تظني أنني سأقابلك وأعطيك الذهب وتعطني النقود ولكن حولي لي النقود عن طريق نفس الفتاة وهي سوف توصل إليك حاجتك فصدقته وتدينت بالنقود وحولتها له وبعد ذلك قال لي إن الفتاة نصبت عليه وأخذت النقود وعلمت أنه نصاب ولكنه أقسم أنه سيرجع إلي الذهب واللاب توب وأخذ يلعب بأعصابي وقال لي إنه سيتركه عند طبيبة في المستشفى قبل أن يسافر وعندما ذهبت إليها لم أجد طبيبة بالاسم الذى يقوله وأغلق هواتفه وأعلم أنني أخطأت ولكننني أبكي ليلا ونهارا و أستغفر الله ويملأني الغل منه لما فعله معي وغدره بي وظلمه لي قل لي يا سيدي ما حكم هذا الشيطان عند الله؟ وهل سيأخذ الله لي حقي؟ وكيف سأرى فيه يوماً ما يشفي غليلي ويطفئ نار قلبي بعد أن أخذ كل ما ادخرته وتعبي وشقائي؟ فكل ما أرى كيف يرتفع الذهب يوما بعد يوم أشعر بالقهر والظلم، لأنني عاجزة عن أخذ حقي فقل لي ما يريحني ويطمئن قلبى حيث إنني لم أقدر على الإبلاغ عنه خوفا على أهلي من الصدمة وكنت عديمة الحيله والقوة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا يخفى أن التعارف بين الرجال والنساء أمر غير جائز ـ ولو كان بغرض الزواج ـ لما يجر من الفتن وما يترتب عليه من المفاسد, وقد صان الشرع المرأة وحفظ كرامتها وعفتها ولم يرض لها أن تكون ألعوبة في أيدي العابثين, فالعجب منك كيف فرطت وتهاونت في حدود الله وأغضبت ربك وخاطرت بعفتك وكرامتك وطاوعت هذا الشاب في سلوك طريق الشيطان واتباع خطواته؟ فالواجب عليك التوبة إلى الله مما فرطت فيه والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود إليه, فعليك قطع كل علاقة بهذا الشاب ولا تشغلي نفسك بأمره, فالله تعالى حكم عدل لا يظلم عنده أحد, واعلمي أن ظ…طµظٹط¨ط© ط§ظ„ظ…ط§ظ„ ط£ظ‡ظˆظ† من مصيبة ط§ظ„ط¯ظٹظ† والعرض, فأشغلي نفسك بتحقيق التوبة وتعلم أحكام دينك والحرص على تقوية صلتك بربك، ومما يعينك على ذلك مصاحبة الصالحات, وسماع المواعظ النافعة, وكثرة الذكر والدعاء.
والله علم.