شكر ط§ظ„ظ…ظ†ط¹ظ… ظˆط§ط¬ط¨
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر المنعم واجب
@الحمد لله على ما أنعما ، حمدا يزيح عن القلب العمى @وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي أنعم على العباد نعما ظاهرة وباطنة ، وكفى بنعمة الإسلام نعمة @وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله @صلى الله عليه وعلى آله صحبه ، وعلى التابعين ومن تبعهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين @أما بعد : أيها الناس ! اتقوا الله تعالى ربي وربكم ، واشكروه على نعمه كما أمركم @عباد الله ! على المؤمن أن يتفكر ويتأمل في نعم الله تعالى عليه ، وليعلم أنه في كل حالة من أحواله أنه يتقلب في نعم الله ، بل ولا يمكن أن يمر عليه لحظة في حياته إلا وهو يتقلب في نعم الله تعالى ، وفي هذا استجابة لأمر الله تعالى بقوله سبحانه : (وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ) [آل عمران] وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ) [فاطر3] والآيات في هذا المعنى كثيرة . ومن هنا ينبغي أن يرفع العبد كف الضراعة إلى الله تعالى بأن يوزع عبده الضعيف شكر نعمته ، وأن يعينه على القيام بهذه الوظيفة العظيمة وظيفة الشكر ، التي لا قيام للعبد بها إلا بإعانة الله تعالى ، والضراعة صفة أنبياء الله تعالى ورسله وعباده الصالحين . قال تعالى حكاية عن سليمان عليه الصلاة والسلام : (رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ) [النمل19] . وقال : (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف15] . وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل رضي الله عنه بهذا الدعاء العظيم فقال له وقد أخذ بيده : "يا معاذ ، والله إني لأحبك، ثم أوصيك يا معاذ ألا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" [أبو داود رقم (1522) والنسائي (3/ 53) بإسناد صحيح] . وعن أبي هريرة رضي الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "أتحبون أن تجتهدوا في الدعاء ؟ قولوا : اللهم أعنا على شكرك وذكرك وحسن عبادتك" [أحمد (7969) قال الهيثمي (10 / 172) : (رجاله رجال الصحيح غير موسى بن طارق وهو ثقة) ويشهد له حديث معاذ الذي قبله. وقال أحمد شاكر: (إسناده صحيح )].
@ على صاحب النعمة أن ينظر إليها وإن قلت بعين التعظيم وإظهار الفاقة والشكر والحمد له سبحانه ؛ لأنها من الله تعالى وقليله لا يقال له قليل . وقد أوصلها إليك فضلاً منه وامتناناً لا باستحقاق منك . ومن الجهل بقدر النعمة أن يراها الإنسان يسيرة لا تستحق الشكر وبإمكانه أن ينالها، وهذا فهم سقيم ، فإن كل مطلوب يريده الإنسان لن يكون إلا بتيسير من الله مهما كان صغيراً ، فإذا تحقق فهو من نعم الله عليه لأن حصوله مصلحة لهذا المخلوق الضعيف الذي لا يملك لنفسه ضراًّ ولا نفعاً.
كما يجب أن يفكر الإنسان في حاله ويتأمل حياته قبل حصول هذه النعمة ، وكيف كانت حاله آنذاك . وينظر إلى حاله لو كان فاقدها ، فإن كان غنياً فلينظر إلى حال فقره ، وإن كان صحيحاً فإلى حاله يوم كان مريضاً ، وإن ملك بيتاً فإلى حاله يوم كان لا يملك بل كان يستأجر أو في بيت ضيق لا يرتضيه ، وهكذا كل نعمة ينبغي عليه أن ينظر إلى ضدها ليعرف بذلك قدرها فيشكرها .
@ نعم الله جل وعلا علينا كثيرة ومتتابعة ، ومترادفة وغزيرة . لا نحصي عددها ولا نوفيه شكرها ، فهي كثيرة كما قال القائل :
نعم الإله على العباد كثيرة ،،، وأجلهن نجابة الأولاد
ولا بد أن يعلم الإنسان أن الله تعالى يسأله يوم القيامة عن شكر نعمه . هل قام بذلك أو قصّر ، قال تعالى : (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر8] . أي : ثم لتسألن يومئذٍ عن شكر ما أنعم الله به عليكم من الصحة والأمن والرزق وغير ذلك ماذا قابلتم به نعمه من شكر وعبادة . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن مما يسأل العبد عنه يوم القيامة أن يقال : ألم نُصحَّ جسمك ، ونرويك من الماء البارد" [الترمذي رقم (3358) وابن حبان (16/ 364) والحاكم (4 / 38) وقال صحيح الإسناد . ووافقه الذهبي . وذكره الألباني في الصحيحة رقم (539)].
وينبغي أن يعلم الإنسان يقيناً أن النعم إذا شكرت قرت وزادت ، وإذا كفرت فرت وزالت ، قال تعالى : (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) [إبراهيم7] . فمتى أراد العبد دوام النعم وزيادتها فليلزم الشكر . وبدونه لا تدوم نعمة . قال الفضيل بن عياض رحمه الله: عليكم بملازمة الشكر على النعم فقلَّ نعمة زالت عن قوم فعادت إليهم [مختصر منهاج القاصدين ص (291)].
@عباد الله ! إن شكر النعم يكون بلسان الحال ، ويكون بلسان المقال ، فبلسان المقال بأن تتلفظ بشكر الله تعالى وتتكلم بذلك وتثني الله حمدا وثناء باللسان ، وأما شكره بلسان الحال ، فأن تكون أحوالك وتصرفاتك تبين وتظهر وتخبر بأنك شاكر لله جل وعلا ، فتحافظ على النعمة ولا تبذرها ، ولا تلقي بها في صناديق القمامة ، أو في الشوارع وعلى الأرصفة ليمشي الناس عليها ويهرسونها بأقدامهم .
(ولتسألن يومئذ عن النعيم) ما هو هذا النعيم الذي سنسأل عنه ؟ قال ابن مسعود رضي الله عنه: الأمن والصحة ، وقال سعيد بن جبير رحمه الله: الصحة والفراغ ، وقال ابن عباس رضي الله عنهما: السمع والبصر ، وقال الحسن: الغداء والعشاء.
خرَّج البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أوليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر، فقال: ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ قالا: الجوع يا رسول الله ؛ قال: وأنا والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوما؛ فقاما معه، فأتى رجلاً من الأنصار فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت: مرحباً وأهلاً؛ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين فلان؟ قالت: يستعذب لنا من الماء؛ إذ جاء الأنصاري، فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه، ثم قال: الحمد لله! ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني، قال: فانطلق فجاءهم بعِذْق فيه بُسْر وتمر رطب، فقال: كلوا من هذه؛ وأخذ المدية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إياك والحلوب؛ فذبح لهم، فأكلوا من الشاة، ومن ذلك العِذْق، ثم شربوا، فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر: والذي نفسي بيده لتسألن عن نعيم هذا اليوم يوم القيامة! أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم". وزاد الترمذي : "هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد". فاتقوا الله يا عباد الله ، وحافظوا على النعم ، واشكروا الله عليها
الحمدلله على جميع نعمه الظاهره والباطنه….
الله يعطيك العافيه مملكه على الموضوع…