تخطى إلى المحتوى

القران شفاء للارواح والابدان 2024.

القرآن الكريم ط´ظپط§ط، ظ„ظ„ط§ط±ظˆط§ط­ ظˆط§ظ„ط§ط¨ط¯ط§ظ† .. كيف ؟؟

بحث للدكتور
سمير محمد البهواشى

( قبل أن تقرأ : يجب أن تعرف أن غيرتى على القرآن كغيرتك تماما ، وانا أربأ به أن يكون مادة للبحوث المادية الغير قائمة على الايمان به مجرداً عن انه من عند الله وأنه كلام الله أنزله على نبيه الكريم بواسطة الروح القدس جبريل الأمين ، لذلك فلن يكون القرآن الكريم شفاءاً على الاطلاق لجسم او نفس من لا يؤمنون به وبمن نزل به وبمن أنزله وبمن عليه نزل .. بل هو فى آذانهم وقرا وعليهم عمى ) ….

أقول معتمداً على الله السميع العليم :

كثر الجدل فى الوقت الحاضر حول ما إذا كان باستطاعة القرآن الكريم علاج الامراض العضوية أم أن تأثيره ينحصر فقط فى شفاء الارواح والنفوس من الناحية المعنوية .

ولكى نجيب على هذا السؤال ينبغى ان نعرف اولا بعض الحقائق عن الامراض . فما هو المرض ؟

المرض عبارة عن خلل فى أجهزة الجسم المختلفة بعضها أو كلها نتيجة فقد التوازن البيوكيميائى الطبيعى الذى بنى الله الجسم عليه ليعمل بكامل كفاءته من خلال بقائه فى معدله الطبيعى ، مثال لذلك : الدم وخلايا الجسم لابد وان يكون بها نسبة معينة من السكر ( الجلوكوز ) حتى تعمل بكامل طاقتها وتسمى من الناحية الطبية صحيحة ، هذه النسبة لها حد أدنى هو 80 مليجرام لكل 100 مليلتر مكعب دم وحد أقصى هو 120 مجليجرام لكل 100 مليلتر مكعب دم ، وتعمل غدد الجسم المختلفة على حفظ هذا المعدل على الدوام فى حيز هذين الحدين ، فإذا ما أثر مؤثر خارجى من خارج الجسم أو داخلى من داخل الجسم نفسه على إفرازات الغدد زيادة أو نقصاناً أدى ذلك الى حدوث الخلل فى نسبة السكر فى الدم تبعاً لذلك فيحدث المرض الذى قد يكون ناتجاً عن ارتفاع السكر ، أو انخفاضه .

وقس على ذلك جميع الامراض العضوية الأخرى بل والنفسية أيضا بعد أن اهتدى علماء الغرب الى أن معظم أسباب الامراض النفسية تكون نتيجة لخلل فى أفراز مادة السيروتونين فى خلايا المخ وغيرها من المواد ، وهم فى سبيلهم الى اكتشاف العلاقة بين بيوكيميائية الجسم والتهور والإجرام والشذوذ وما اليها ما احرافات سلوكية أخرى !

إذن

فالصحة تعنى وجود معدلات العمليات البيوكيميائية داخل الجسم فى حدودها الطبيعية ،
والمرض هو خلل فى هذا التوازن زيادة ونقصاناً .

والشفاء هو القدرة على اعادة التوازن البيوكيميائى المفقود الى الجسم ليستعيد نشاطه الذى قدره الله له فى الحالات الطبيعية .

والجسم الانسانى يتحكم فيه جهازان فى منتهى الاهمية يؤثران فيه ويتأثران به ويؤثر كل منهما ويتأثر بالآخر ، هذا الجهازان هما الجهاز المناعى والغدد الصماء ،
فالجهاز المناعى مسئول عن تكوين ما يسمى بالأجسام المناعية المضادة لكل ما من شأنه القدرة على غزو الجسم من الخارج لتدميره والتأثير عليه ، من خلال علاقة وطيدة الصلة بالغدد الصماء والجهاز العصبى الذاتى أو ال (
autonomic nervous system ) كما يسمونه ، الذى يتأثر بدوره بالعواطف والانفعالات والوجدان وغيرها من الظواهر الميتافيزيقية .

لذلك فإن للايحاء قوة كبيرة على تنشيط خط الدفاع الاول فى الجسم وحث الغدد الصماء على الوصول بمعدلات الافراز الى المعدلات الطبيعية مما يكون له الأثر الفعال فى الصمود امام المرض ودحره فى النهاية والرجوع الى الصحة .

قال الامام على كرم الله وجهه ورضى عنه :
دواؤك فيك وما تبصر ؟
وداؤك منك وما تشعر ؟
أتزعم أنك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر ؟
فأنت الكتاب المبين الذى
بأحرفه يظهر المضمر
وما حاجةٌ لك من خارج
وفكرك فيك وما تصدر ؟

هذا ما يفعله الايمان بشيئ ما والايحاء الايجابى ، ويفعل عكس ذلك الايحاء السلبى وعدم اليقين ، فنرى المريض قد يتناول أنفع الدواء وأحسنه ولا يتحسن ، فى نفس الوقت الذى يتناول فيه غيره دواءاً خاليا من المواد الفعالة ، ولكن بيقين انها هى الشافية ، فتتحسن حالته ويتماثل للشفاء فيما يعرف فى المجال الطبى لاختبار فعالية الادوية بالبلاسيبو .

إذن فالقرآن الكريم شأنه شأن أى يقين آخر ، أو أى إيحاء إيجابى يمكن ان يكون شفاءً لأمراض البدن والنفس . يقول الله تبارك وتعالى فى كتابه الكريم :
"وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (44) سورة فصلت

و فى رأيى بعد كل هذه المقدمة أن السؤال الذى يجب أن يطرح للمناقشة
ينبغى أن يكون هكذا :

ما هو التأثير البيولوجى للأيمان واليقين على الجسم والعقل والنفس ؟‍
وذلك حتى نستطيع أن نفهم دور القرآن ، كمادة اعتقاد ، فى الشفاء من الأمراض ، مثله فى ذلك مثل ، كل المعتقدات الأخرى ، سواء المنزلة من عند الله ، أو الفلسفات الأرضية ، كاليوجا فى الهند ، والبوذية ، والكونفوشيوسية ، فى الصين واليابان ، وبعض المعتقدات الباطلة فى أحراش إفريقيا .

فإذا كان مجرد التوهم والايحاء له من قوة التأثير فى النفس ما يجعلها قادرة على الشفاء ، فما بالك اذا كان الامر متعلقا بالايمان واليقين .

ولنضرب مثلاً لما يمكن ان يفعله كل من الايمان المبنى على اليقين والعلم ، و التوهم المبنى على التخيل والظن ، فى كل من النفس والبدن ، فنقول

ما الذى يجعلك تمشى مطمئنا فوق معبر من المعابر التى تقام فوق الانهار والترع والمجارى المائية وتتكلم بحرية وتتحرك بلا خوف وانت تحازى سور المعبر ولا تلامسه ، وقد لا تلامسه طوال مشوارك فوقه ؟

انه علمك اليقينى بوجود السور عن يمينك او يسارك ، وتأكدك من متانة هذا السور وقدرته على صدك ومنعك من السقوط فى النهر إذا ما حدث ودفعك شخص أو اختل توازنك أو ما إلى ذلك ..

فى الوقت الذى لو انعدم وجود السور لما أحسست بالأمان ولساورك الخوف أن تسقط فى النهر ، ولدفعك ذلك الخوف الى اللجوء الى بحر الطريق وليس حزاء السور .

وفى المقابل لو تصورنا أن هناك أحد مكفوفى البصر ، وقد اعتاد عبور المعبر يوميا بمحازاة السور ، بأمان كامل وبلا أدنى خوف ، ايماناً بأن السور موجود ، وأنه سوف يدرأ عنه أذى السقوط فى النهر عند اللزوم ، أقول لو تصورنا هذا الكفيف ، بعد أن أزلنا جزءاً كبيرا من السور ، وليكن فى منتصف المسافة ، ثم جعلناه يطمئن بعصاته الى وجود السور فى بدايته ، ( اى قمنا بتنشيط منطقة العلم و اليقين فى عقله ان السور موجود ) وطلبنا منه المضى الى آخر الطريق ، لمضى كما يفعل كل يوم دون أدنى خوف ( معتمدا على تيقنه السابق ، ومتوهماً أن السور موجود ) ولاجتاز المسافة باطمئنان ، دون أن يلمس السور بعصاه ، ولمشى محازيا الحواف بدون ان يكون هناك سور حقيقى ، وبدون ان يسقط او ان يخاف من السقوط ،
وهذا هو ما يفعله التوهم الايجابى بالنفس الانسانية وبالتالى بالبدن

وهناك على النقيض من ذلك ما يسمى بالتوهم السلبى ،الذى يؤدى الى نتيجة عكسية سيئة على النفس والروح والبدن ، فاذا ما تخيلنا عكس المثال السابق ، وهو ان يقر فى ذهن العابر ، سواء كان كفيفاً او مبصراً ، ان السور المحازى على وشك الوقوع والانهيار ، وهو ليس فى الحقيقة كذلك ، فسوف نجد العابر يبعد عن السور بأمتار اتقاء شر الوقوع او السقوط فى النهر ، انه التوهم السلبى اذن الذى يدفع الى حالة الخوف او الايجابى الذى يدفع الى حالة الاطمئنان وما يستتبع كل حالة من ردود أفعال تنعكس على الجسم والبدن والعقل والروح ايضاً .

والايهام هذا ممكن ان يحدث عن طريق الايحاء الخارجى بواسطة شخص من الاشخاص الموثوق بهم صاحب الشخصية القوية المؤثرة اى الذى على يقين من قوة علمه ونفسه وقدرته على الفعل بحول الله وقدرته واما عن طريق الايحاء الذاتى الداخلى معتمدا على الايمان بالله وبقدرته على كل شيئ ، وبأنه تعالى قد أودع فى الانسان كل شيئ بما فى ذلك حقيقة الوجود والكون ذاته كما قال على بن ابى طالب كرم الله وجهه .

وفى القرآن الكريم نجد إن نبى الله يعقوب عندما اشتد حزنه على فقد يوسف ، ابيضت عيناه ، أى أصيب بما نسميه الآن بالمياه البيضاء أو الكاتراكت التى تؤدى الى ضعف الرؤية ، بل وانعدامها فى النهاية ، وهو مرض عضوى بكل المقاييس ، وأسبابه كيميائية بحتة ، وهى تغير فى بروتين العدسة يؤدى الى ظهور العتامة فيها وبالتالى الفقد التدريجى للبصر ، قال تعالى : " وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ " آية (84) سورة يوسف.

وكان أولاً لأيمان يعقوب بوجود يوسف حيا ، وأنه سيراه يوماً ما ثم شمه لرائحة يوسف ، التى خشى ان يصارح بها أولاده خوفا من تكذيبه دورا كبيرا فى عدم تدهور حالة العينين الى الفقد الكلى للبصر وسرعة شفائه بمجرد أن جاءه البشير فألقى القميص على وجهه الفعل الذى نقل حديث النفس والتوهم الى منطقة الايمان واليقين لدى اولاد يعقوب على الاقل
وكان ثانياً للمعرفة الذوقية ليوسف
كنبى يوحى اليه – بأن شم أبيه رائحة القميص الخاص به سيؤكد إيمانه بوجود يوسف حياً مما سيكون له الأثر الكبير فى عودة النور الى عينيه ، قال تعالى : " اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ * وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلَا أَنْ تُفَنِّدُونِ * قَالُوا تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ * فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ " يوسف 93 – 96 .

ان هذه القصة كغيرها من قصص القرآن الكريم لم تأت عبثاً وانما لحكمة او لمجموعة من الحكم تتكشف مع الايام ليظل عطاء القرآن موصولا كما يقول الامام الشيخ الشعراوى ، ومن هذه الحكم ما يمكن استخلاصه الآن بصدد موضوعنا وهو تأثير الحزن وهو معنوى على البدن وهو مادى بتحويله من الصحة الى المرض ، ثم تأثير الايمان وهو معنوى فى تحول البدن وهو مادى من حالة المرض الى الصحة . وكيف ان تأثير كل من هذه الامور يكون سريعا ومطردا حسب قوة الايمان وضعفه ، هذا ما يفعله الايمان بالروح والنفس والجسد ،
فما بالكم اذا كان هذا الايمان بالقرآن الكريم ، الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، لا شك سيختلف الأثر اختلافاً شديداً .

ما هو الايمان ؟؟

الايمان مطلقاً هو الافكار التى تقر فى القلب معرفة وتصديقا ، وتخرج على الجوارح فى صورة أعمال تترجم هذه الافكار ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تعريفه للايمان بانه ما وقر فى القلب وصدقه العمل ، وما هنا نكرة أى ان كل ما يقر فى القلب ويصدقه عمل صاحبه يسمى أيمانا ولو كان باطلاً ، الا ان كلمة الايمان اذا اطلقت ولم تقيد فانها تعنى الايمان بالله ، ففى بعض الاحيان يكون الايمان بأشياء لا تمت الى الدين بصلة ولكن صدق التوجه يجعلها بقوة الدين فى القلب فتقر فيه وتؤتى أكلها طيبة كانت او خبيثة ، المهم ان لها ناتج ملموس ومحسوس ، ومؤكد ان هذا الايمان ان كان ملتزما بكتاب الله وشريعته كان أجدى فى الدنيا والآخرة .

أثناء دراستى فى كلية الطب وبالتحديد فى المرحلة التى كنا ندرس فيها مادة الكيمياء الحيوية ، كان يترأس هذا القسم فى كلية طب القصر العينى الاستاذ الدكتور محمد محمود عبد القادر رحمه الله ، وكان عالما تقيا حافظا للقرآن الكريم ومجودا له ومقلدا ممتازاً لصوت الشيخ رفعت ، وكانت له أبحاث كثيرة حاول من خلالها الربط بين الايمان بالله أساساً وبين التوازن الهورمونى والنفسى والعصبى فى الانسان ، وكان مما يميز هذا العالم الجليل تواضعه الجم وحبه لمناقشات ابنائه الطلاب ، وما زلت أحتفظ له بتسجيلات صوتية يقلد فيها الشيخ رفعت مسجلة من برنامج زيارة لمكتبة فلان ، وأيضا بمحاضرات تربط بين الايمان وصحة البدن ، و لكى نفهم علاقة الايمان ببيولوجية الجسم ينبغى أن نأخذ فكرة مبسطة عن جسم الانسان وانفعالاته البيولوجية وعلاقة النفس والوجدان بكيمياء الجسم .

يقول الدكتور محمد محمود عبد القادر : ( كثيرا ما نتكلم عن المخ وعن العقل .. العقل ما هو الا حصيلة العمليات البيوكيمائية التى تحدث فى المخ – لا يوجد عقل الانسان فى فراغ بل يتعلق وجوده بكيميائية المخ وتقترن جميع انفعالاتنا ومشاعرنا ووجداننا بهذه الكيميائية اذ لا يمكن ان نفكر او يصيبنا انفعال بدون حدوث تغير كيميائى .

وما قسوة الظالم وحقد الحاقد ووداعة المحب الا نتيجة لعمليات كيمائية مخية – ولا يمكن بأى حال من الاحوال مهما حاولنا او أردنا ان نفصل العقل عن المادة او ان نستخلص النفس عن الجسد .

ما هى مادة العقل ؟ على اى عملية بيوكيميائية تعتمد انفعالاتنا ووجداننا وتفكيرنا ومشاعرنا هذا سؤال عويص مازال يحير العلماء

المخ عبارة عن معمل كيمائى حيوى بالغ التعقيد ، ومادته الدافئة اللينة التى تشبه العجينة انما هى خلاصة تغيرات مستمرة لا تنقطع حتى أثناء النوم . وهو ينسج مادة حياة الانسان افكاره ، انفعالاته ، ذكرياته ، آماله ومخاوفه ..التى تكون اساس وجوده .

لا شك ان الخلية العصبية هى أساس المخ وهى الحاملة للفكر والشعور والوجدان وهذه الخلايا لا يمكن استبدالها اذا ما استهلكت بعكس الخلايا البدنية الاخرى ، لذلك لا يملك الانسان ما هو اغلى وأثمن من الخلايا العصبية بالنسبة لحياته البدنية والعقلية والانفعالية .أما الخلايا الجسمية الأخرى فهى دائمة التغير والتبدل ففى كل ثانية تتغير بلايين الخلايا فى الجسم وتتبدل الى غيرها أما الخلايا العصبية فهى ثابتة لا تتغير ولا تتبدل اذا ما استهلكت .
يوجد الكثير من الخلايا العصبية فى الجسم ، أما المخ فيحتوى على حوالى عشرة بليون خلية عصبية وتعمل هذه الخلايا فى كل مكان ويوجد فى المخ رئاسات مختلفة فى طبقات المخ تعلو بعضها البعض مثل الهرم بحيث يكون الأعلى أكثر تعقيدا مما تحته حتى يصل التعقيد الى أقصاه فى قشرة المخ

ويمثل كل مستوى فى الجهاز العصبى تقريبا مستوى مختلف لوجود الانسان ، فمثلاً لا يدرى العقل الواعى _ وهو الجزء الذى يشير اليه الانسان بال " أنا " بما يجرى ليلاً ونهاراً فى مستويات المخ الواطئة التى يعتمد على نشاطها وجود الانسان فى الحياة ، وهذه الأخيرة تتعلق ب " المخ الغريزى " أو ما يسمى بالجهاز العصبى الذاتى autonomic nervoussystem ) )
الذى يحكم كيميائية الجسم بما أوتى من الحكمة التى لا يملكها المخ الواعى ، بل على النقيض فإنه يخيب أمل المخ الغريزى بفرض جميع أنواع الأخطار عليه بطريقة ديكتاتورية أو تحت ضغط ظروف الحياة القاسية وألامها .

يوجد المخ الغريزى فى الحبل العصبى ، حيث يوجد فوقه مباشرة جسم يسمى بال " هيبوثالاماس " Hypothalamous
الذى يراقب ويبعث التوافق فى حياة الانسان وانفعالاته ، ويتصل مباشرة بغدة تسمى ال " نخامية " او
Pituitary
او الغدة المايسترو التى تتولى قيادة باقى غدد الجسم وتسيطر تماما على التفاعلات الكيميائية التى تؤثر فى الحياة الروحية والمادية للانسان ، وتتأثر بدورها بالأشارات العصبية التى ترد اليها من قشرة المخ مباشرة والمتأثرة بانفعالات الانسان ووجدانه ، اذن يمكن القول ان الحالة الصحية للانسان والتوازن النفسى والهارمونية البيوكيميائية لجسم الانسان انما تعتمد فى المقام الأول على التوازن الهرمونى تحت مسئولية القائد الأعلى المسمى بالغدة النخامية ) .

ما دخل هذا الكلام بموضوعنا ؟

ان له دخل كبير خصوصا اذا عرفنا تأثير العوامل الخارجية من توتر وانفعال على عملية الافراز الهورمونى زيادة ونقصانا وبالتالى التأثير غير المباشر على العمليات الحيوية داخل الجسم مما ينعكس صحة ومرضا على البدن نفسه ، يقول الدكتور عبد القادر :

( وهناك ما يسمى فى العلم ب " طيف الحياة " فاذا تصورنا طيف الحياة بألوان الطيف العادية السبعة المعروفة فاننا سنلاحظ ان هناك المنطقة الخضراء التى تتوسط الألوان الأخرى المرئية ، وهذه تمثل منطقة الأمان ، وهناك منطقتان غير مرئيتين الاولى تحت المنطقة الحمراء infra red والثانية فوق المنطقة البنفسجية ultra violet وهاتان المنطقتان شديدتا الخطورة ، وذات الانسان ( التى هى حصيلة العين والمخ والقلب ) لها مؤشر يقف فى الحالة العادية فى المنطقة الخضراء الآمنة وهو ما يطلق عليه " مؤشر الحياة " واذا تصورنا هذه الذات تتحرك بين تلك المناطق التى تتم تحت تأثير عوامل داخلية وخارجية لوجدنا ان الشخص الطبيعى المتوازن الصحيح فى معظم الأحيان فى المنطقة الآمنة ونادرا ما يشرد الى المناطق الطرفية ،

نعم قد يتحرك مؤشر الحياة نحو هذا الطرف او ذاك نتيجة انفعالات داخلية او خوف وقلق ولكن سرعان ما يرجع الى منطقة الأمان الخضراء عند زوال المؤثر. ودرجة انحراف المؤشر نحو المناطق الطرفية يعتمد على درجة الايمان فى المقام الاول وكذلك على تكوينه الوجدانى وعمق ضميره وفؤاده .

لقد أثبت العلم الحديث ان الذين لا يؤمنون والذين تخلو قلوبهم من ذكر الله ، هذا النوع من البشر حينما يتعرضون الى بعض ضربات الزمن او ما لا يتفق مع أهوائهم فانهم يلعنون الزمن والايام ويستولى عليهم القلق والحزن مما يؤدى الى انحراف مؤشر الحياة بقوة نحو المناطق الطرفية شديدة الخطورة فى مناطق تسمى تحت الحمراء او فوق البنفسجية وهذا يؤدى الى افراز المزيد من هورمون الادرينالين وغيره من المركبات الهدامة وما يصاحب ذلك من تأثيرات مدمرة على بيولوجية الجسم وعلى مستويات المخ العليا ، واضطراب فى التوازن الهورمونى والكيميائى وما يصاحب ذلك من اختلال فى عمليات التمثيل فى جسم الانسان فتضيع هارمونية السيمفونية الداخلية للانسان وهنا تظهر العلل والامراض والتدمير الصحى ) .

لذلك كان القرآن الكريم للمؤمنين به هدى لأرواحهم ونفوسهم وشفاء لأبدانهم ، فى الوقت الذى من الممكن ان يكون فيه _ وهو هو نفس القرآن _ وقراً فى آذان الكافر به غير المصدق له ، وعمى وأمراضاً أيضاً .

وأعتقد أن ما يجب أن نبحث عنه ونجيب عليه هو تأثير جرس كلمات القرآن وحروفه بالذات على اتزان بيوكيميائية جسم الانسان أى إنسان ( بشرط إيمانه ) ، بل وجميع الكائنات الحية منها بعرفنا وبتعريفنا نحن القاصر لمعنى الحياة ، والغير حية ، فمن المؤكد ان هناك علاقة قوية بين حروف القرآن كما جاءت من عند الله وبين الكون المخلوق لله بقدرة الحرفين العظيمين ( كن ) ، بدليل الدراسات التى أجريت أخيرا بإحدى المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية حول التأثير الايجابى لسماع القرآن لغير الناطقين او الفاهمين للغة العربية على سرعة شفائهم من أمراضهم المستعصية . قال تعالى فى سورة الحشر : (لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ) (21) فإذا كان للسحر الذى حاربه القرآن ونهى عنه وهو عبارة عن طلاسم وعبارات سريالية وكلمات عبرانية ورموز هندية تأثيراً عجيباً فى الكائنات سلبا وايجاباً

وإذا كان للنظرة من العين بنية خبيثة التأثير العجيب فى النفس الانسانية والجسد بل وعلى الحيوانات والنباتات والجمادات ، وبقدرتها ادخال الرجل القبر والجمل القدر كما جاء فى الأثر
وإذا سلمنا بما للأشعة الغير مرئية الصادرة من شاشات الكومبيوتر والتليفزيون وللموجات الصادرة من الهواتف المحمولة ، وللموجات الصوتية عالية التردد التى لا نسمعها نحن وتسمعها بعض الكائنات الأخرى كالخفافيش مثلاً ، أقول لو صدقنا كل هذا فكيف ننكر ما للقرآن بالذات من تأثير إيجابى على الكائنات بما فيها الانسان –

وأعود فأكرر ان الانسان هو الكائن الوحيد الذى يشترط فيه الايمان مرسلاً كان او مستقبلاً ليؤثر فيه القرآن الكريم تأثيراً إيجابياً –

وبعد فهذا جهد المقل أردت به وجه الله غير متعصب لكلام على كلام ولا لملة على ملة ، ولا للقرآن على غيره مما يعتقده الناس ويؤثر فى ابدانهم صحة ومرضا ،

دكتور سمير محمد البهواشى
أخصائى الباطنة والسكر
كاتب وباحث اسلامى

القران شفاء لكل داء

الله يجزاك الف خير

لا اله الا الله
محمد سولــــــــ الله
القراء علاج لكل الامراض المستعصيه
وان بذكر الله تطمئن القلوب
جزاكي الله الف خير ع الموضوع
الجميل
يعطيكي الف عافيه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.