تخطى إلى المحتوى

أدمغتنا البشرية ، و دماغ الفأر‎ 2024.

البرونزية

قد يكون العنوان غريباً ، لاسيما أن المقارنة تتم بين أكثر الأعضاء تعقيداً في هذا الكون ( الدماغ البشري ) و بين مخ كائن صغير لا يعي ( ط¯ظ…ط§ط؛ الفأر ) . و ما يجدر قوله في هذه المناسبة هو أنّ العلم قد أعلن مؤخراً و في سابقة حديثة قُدرته على السيطرة الفعلية لدماغ الفأر و التحكم بأفعاله ! هذه التقنية الحديثة و التي بدأت كتجارب في أدمغة الحيوانات سوف تنتهي مستقبلاً بالتحكم في الخلايا العصبية في دماغ الإنسان ، و هذا يعني أن ط£ط¯ظ…ط؛طھظ†ط§ ستُصبح تحت تهديد الاحتلال في حال تمكن أعداءنا – مثلاً – من امتلاك هذا السلاح الشرير مستقبلاً !
و عللّ البروفيسور Boyden ( مدير و مبتكر التقنية ) أن هذه الخطوة التكنولوجية ستزيد من احتمالية علاج المشاكل الدماغية و العصبية التي يتعرض لها الإنسان ، و ستطوّر عمليات التخدير في مواضع محددّة في جسده عن طريق التحكم في الأعصاب المسئولة عن الإحساس .
نجاح هذه التقنية بنسبة 100 % يعني وصول العلم للإجابة الشافية على السؤال الأكثر تعقيداً في علم الأعصاب : هل يملك النشاط الكهربائي القدرة الكافية على التحكم في الأفكار و المشاعر و السلوك ؟ و هل سيتمكن المهندسون من بناء دوائر الكترونية قادرة على أن تتفاعل بشكلٍ إيجابي مع دماغ الفأر في الوقت الراهن و دماغ الإنسان مستقبل ؟ هذه الأسئلة المثيرة ستجعلنا نفكّر في عدّة محاور مهمّة تستحق التأمل في حال نجاح التجربة ط§ظ„ط¨ط´ط±ظٹط© :
– قُدرة الغرب الفائقة على الإنتاج البحثي المبدع ، و هذا ليس بغريب لكل مطلّع على الساحة العلمية و التكنولوجية ، و اهتمامهم بهذا النوع من البحوث سيجعل من الأمور الخيالية واقعاً خلال بضع سنين فقط ، و لكم في المخطط الياباني قُدوة لذلك ..
– احتواءهم الكامل لكل المبدعين مُنذ نعومة أظفارهم ، فقد تلقّى البروفيسور Boyden اهتماماً كاملاً منذ أن كان ابناً للسادسة عشر من عمره و قد تخصصّ بدراسة أنظمة التحكم عن طريق الحاسوب ، و هذا ما جعله قادراً على خلق نظام إبداعي للسيطرة على سلوك الفأر عصبياً . هذا الاحتواء الإبداعي بعيد كُل البُعد عن مملكتنا حتى وقتنا الحاضر ، فالطالب يدرس و يدرس بالمواد العامة حتى يصل للعشرين من عُمره ، و بعد ذلك سيبدأ بدراسة تخصصه المحببّ له ( هذا في حال اختياره دُون إجباره على تخصص غير مطلوب ) لمدة تتراوح ما بين سنتين إلى أربعة سنوات ، و من المرجّح أن تكون وظيفته في غير تخصصه و هذا واردٌ إلى حدٍّ كبير !
– مدى قوة هذه التقنية إن تمّ تطويرها لغسيل أدمغة البشر و السيطرة على سلوكياتهم و أحاسيسهم ، فالتحكم بالسلوك الإنساني قد يصنّف من ضمن الحروب الباردة و التي تهدف إلى تفتيت المجتمعات الأخرى دون ضجيجٍ يُذكر ، هذا لو افترضنا بأنها قد تُستخدم لأغراض غير سلمية في يومٍ ما ..
هل سنشكر دماغ الفأر أم نذمّه بعد مساعداته العلمية السابقة ؟
البرونزية

مشـــــكوِـرِة يآلغلآ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.