تخطى إلى المحتوى

الجوع وسوء التغذية فى العالم 2024.

الجوع ظˆط³ظˆط، ط§ظ„طھط؛ط°ظٹط© فى العالم

لا بد، لكى نحيا حياة ملؤها الصحة والنشاط، أن نحصل على الغذاء بكميات كافية ونوعية سليمة ومتنوعة لتلبية احتياجاتنا من الطاقة والمغذيات. فبدون تغذية كافية، لن يستطيع الأطفال تنمية قدراتهم الخاصة إلى أقصى حد ممكن، وسيصادف قابل البالغون صعوبات فى المحافظة على إمكانياتهم الخاصة أو توسيع آفاقها.
ولكن ليس كل فرد قادرا على الحصول على ما يكفيه من الغذاء الذي يلبى احتياجاته، وقد أدى ذلك إلى انتشار ط§ظ„ط¬ظˆط¹ وسوء التغذية على نطاق واسع فى العالم. فهناك اليوم ما يقرب من 800 مليون نسمة يعانون من نقص مزمن فى الأغذية وغير قادرين على الحصول على كميات كافية من الغذاء تلبي حتى احتياجاتهم الدنيا من الطاقة. ويعانى ما يقرب من 200 مليون طفل دون الخامسة من أعراض نقص الأغذية الحاد أو المزمن، ويزيد هذا الرقم فى فترات النقص الموسمى فى الأغذية وفى أوقات المجاعة والاضطرابات الاجتماعية. ووفقا لبعض التقديرات، يعتبر سوء التغذية أحد العوامل الهامة فى وفاة 13 مليون طفل دون الخامسة يموتون كل عام من الأمراض وأشكال العدوى المختلفة التى يمكن تلافيها مثل الحصبة والإسهال والملاريا والالتهاب الرئوى، أو من توليفة من هذه الأمراض.
وتعيش الغالبية العظمى من ناقصي الأغذية فى آسيا والمحيط الهادى. ويضم هذا الإقليم، الذي يعيش فيه 70 فى المائة من مجموع سكان ط§ظ„ط¹ط§ظ„ظ… النامي، نحو ثلثى من يعانون من نقص الأغذية فى العالـم (526 مليون نسمة). فالهند بمفردها تضم 204 ملايين نسمة من ناقصي الأغذية، ويضم إقليم جنوب آسيا الفرعى أكثر من ثلث ناقصي الأغذية فى العالم (284 مليون نسمة). أما نسبة الثلاثين في المائة المتبقية (240 مليون نسمة) فتعيش فى جنوب شرق وشرق آسيا حيث يعانى 164 مليون نسمة من مجموع سكان الصين البالغ عددهم 1.2 مليار نسمة من نقص الأغذية. ويوجد ما يقرب من ربع ناقصى الأغذية فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهو الإقليم الذى يضم أكبر نسبة من ناقصي الأغذية بين سكانه. ويعتبر الموقف شديد الخطورة فى وسط وشرق وجنوبى أفريقيا حيث يعانى 44 فى المائة من السكان من نقص الأغذية.
سوء التغذيةهو السبب الرئيسي لانخفاض الوزن عند الميلاد وفى الأطفال حديثي الولادة وفى سوء النمو. ومن الأرجح أن الأطفال الذين ينجون من نقص الوزن عند الميلاد سيظلون يعانون من تأخر النمو والمرض طوال طفولتهم وفترتى المراهقة والبلوغ، ومن الأرجح كذلك أن النساء اللاتى يعانين من تأخر النمو سيواصلن الحلقة المفرغة لسوء التغذية بما سيقدمنه من أطفال يعانون من نقص الوزن عند الميلاد. وقد بدأت فى الظهور الصلات بين سوء التغذية فى بداية العمر، بما فى ذلك فترة نمو الجنين، والإصابة، فى فترة العمر التالية، بالأعراض الصحية المزمنة مثل أمراض القلب التاجية والسكرى وارتفاع ضغط الدم. ويولد فى العالم النامى سنويا نحو 30 مليون طفل من حديثى الولادة بعوائق أمام النمو نتيجة لسوء التغذية فى رحم الأم.
وسوء التغذيةالمتمثل فى نقص الفيتامينات والمعادن الأساسية مازال يتسبب فى أمراض شديدة أو الوفاة للملايين من السكان فى مختلف أنحاء العالم. فأكثر من 3.5 مليار نسمة يعانون من الإصابة من نقص الحديد، ويتعرض مليارا نسمة لنقص اليود و200 مليون طفل دون سن الدراسة لعدم كفاية فيتامين أ. ويمكن أن يؤدى نقص الحديد إلى تأخر النمو، وانخفاض القدرة على مقاومة الأمراض، والإعاقة الذهنية وعدم النمو الحركى فى المدى البعيد، والإعاقة عن أداء الوظائف الإنجابية. ويسهم هذا النقص فى نحو 20 فى المائة من الوفيات ذات الصلة بالحمل. وقد يؤدى نقص اليود إلى إحداث أضرار دائمة بالمخ، والتخلف العقلى وعدم الإنجاب وانخفاض نسبة بقاء الطفل على قيد الحياة والغدة الدرقية. ويمكن أن يؤدى نقص اليود فى الأم الحامل إلى إصابة طفلها بدرجات متفاوتة من التخلف العقلى. وقد يؤدى نقص فيتامين أ إلى العمى أو الوفاة بين الأطفال، كما يسهم فى خفض النمو البدنى ويعوق مقاومة العدوى مع ما يترتب على ذلك من زيادة الوفيات بين الأطفال الصغار.
وحتى الأشكال المعتدلةمن هذا النقص قد تحد من نمو الطفل وقدرته على الاستيعاب فى مستهل حياته مما قد يؤدى إلى عجز متراكم فى أدائه الدراسى، ومن ثم زيادة معدلات التسرب من المدارس وارتفاع أعباء الأمية بين سكان المستقبل. ويمكن التخفيف من الكثير المضاعفات الصحية الوخيمة الناجمة عن حالات نقص المغذيات الرئيسية الثلاثة هذه من خلال ضمان توافر إمدادات غذائية كافية وتنوع النظام الغذائى الذى يوفر الفيتامينات والمعادن الأساسية.
وفى كثير من البلدان، تمثل المشكلات الصحية ذات الصلة بالإفراط فى الغذاء خطرا متزايدا. فالسمنة فى الطفولة وفترة المراهقة ترتبط بمشكلات صحية شتى، ويؤدى استمرارها فى فترة البلوغ إلى آثار ترتبط بمشكلات صحية تتراوح بين زيادة مخاطر الموت المبكر والعديد من الظروف التي وان كانت لا تفضي إلى الموت فإنها مقعدة تؤثر فى الإنتاجية. وهذه المشكلات الناشئة لا تقتصر على سكان العالم المتقدم، فهناك العديد من البلدان النامية التى تواجه العبء المزدوج لنقص التغذية المزمن، والأمراض المزمنة ذات الصلة بالنظام الغذائى. وعلاوة على ذلك، فان تلوث الأغذية بالعناصر الجرثومية، والمعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية يشكل عائقا أمام تحسين التغذية فى كل بلد فى العالم. فالأمراض التى تحملها الأغذية من الأمور الشائعة فى الكثير من البلدان، والأطفال هم الضحايا عادة حيث يتعرضون للإسهال الذى يؤدى إلى نقص الوزن والهزال وارتفاع معدلات الوفاة بينهم.
وسواء كانت الأشكال التى تتخذها مضاعفات سوء التغذية والصحةمعتدلة أو حادة، فإنها تؤدى إلى خفض المستوى العام للرفاهية ونوعية الحياة، ومستويات تنمية الإمكانيات البشرية. فسوء التغذية يمكن أن يؤدى إلى خسائر اقتصادية وإنتاجية، حيث يصبح البالغون المصابون باضطرابات تغذوية أو ذات صلة بها عاجزين عن العمل، والى خسائر تعليمية، حيث يكون الأطفال الذين يعانون من الضعف أو اعتلال الصحة غير قادرين على الانتظام فى الدراسة أو التعلم على النحو السليم، فضلا عن تكاليف الرعاية الصحية لأولئك الذين يعانون من الأمراض ذات الصلة بالتغذية، والتكاليف التى يتحملها المجتمع فى العناية بأولئك الذين أقعدهم المرض بل والعناية بأسرهم فى بعض الأحيان.
وخلال العقد الماضىتحقق تقدم كبير فى زيادة كمية ونوعية الإمدادات الغذائية فى العالم وفى تحسين الحالة التغذوية للسكان. ونظرا لمواكبة الإمدادات الغذائية العالمية للزيادة فى أعداد السكان، وتحسن الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية فى مختلف أنحاء العالم، انخفضت أعداد من يعانون من الجوع وسوء التغذية انخفاضا كبيرا. ومع ذلك، مازال الحصول على الإمدادات الكافية من مجموعة من الأغذية السليمة وذات النوعية الجيدة يشكل مشكلة خطيرة فى كثير من البلدان، حتى فى البلدان التى تكون فيها الإمدادات الغذائية كافية على المستوى القطرى. فما زال هناك، فى كل بلد، شكل أو آخر من أشكال الجوع وسوء التغذية.
ووضع نهاية للجوعيبدأ بالضرورة بضمان إنتاج أغذية كافية وإتاحتها لكل فرد. غير أن مجرد زراعة ما يكفى من الأغذية لا يضمن ببساطة القضاء على الجوع. فلا بد من ضمان حصول جميع الناس فى جميع الأوقات على ما يكفيهم من غذاء مفيد تغذويا وسليم لممارسة حياة حافلة بالنشاط والصحة – أى تحقيق الأمن الغذائى. ويتعين زيادة الجهود فى مختلف أنحاء العالم، لضمان الأمن الغذائى من أجل استئصال الجوع وسوء التغذية، وما يترتب عليهما من مضاعفات وخيمة سواء على الأجيال الحالية أو القادمة. ولذا فان مساهمة كل فرد وشخص منا، من خلال تبادل المعلومات والاهتمام والمشاركة فى النشاطات – يعد أمرا ضروريا لضمان الحق الأساسى لجميع البشر فى التحرر من الجوع.

جزاك الله خيرا

يعطيك الف العاافيه

آمينِ وِيآكِ يآلغلآ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.