ان زيادة الشعر عند النساء أو ما يعرف بالنساء الشعورات أمر منتشر نوعا ما فى بلادنا العربية وهو يمثل مشكلة نفسية كبيرة الى كثير من النساء. وتمثل هذه المشكلة حوالى 10% من النساء البالغات. هذه النسبة قد تكون أكثر أو أقل حسب نوع الجنس البشرى فمثلا هى أقل ما تكون فى نساء جنوب شرق آسيا ومن ثم نساء الولايات المتحدة ولكنها كثيرة نوعا ما فى النساء العربيات وجنوب آسيا. يكون عدد البصيلات الشعرية عند النساء عند الولادة حوالى 50 مليون بصيلة شعر. 100 ألف منهم فقط موجود فى جلدة الرأس. وهذا العدد عادة لايزيد مع بلوغ المرأة ولا يختلف من امرأة شعورة أو غير شعورة ولكن الذى يختلف هو طبيعة هذا الشعر وسرعة نموه.. أما نوع الشعر فيقسم إلى نوعين رئيسيين. شعر "خفيف" وهو ما ينبت على كثير من أجزاء الجسم ويكون عادة بلا لون ونصف قطره أقل من 0.03 ملم. أما الشعر الآخر فهو الشعر "الغليظ" وهو ما ينبت فى جلدة الرأس وفى منطقة العانة وتحت الإبط وفى الحاجب ويكون عادة ملونا وبه نخاع مما يعطيه غلظة. فوجود هذا الشعر الغليظ فى أماكن غير أماكنه الطبيعية هو ما يعطى النساء الشعورات هذه الصفة. ففى النساء الشعورات ينبت الشعر الغليظ فى أماكن هى منابت للشعر عند الرجال مثل الوجه والشوارب والصدر والظهر والفخذين.. أما نبوت الشعر فى الساق والساعد فلا يعتبر" لوحده" سببا فى تصنيف المرأة بأنها شعورة حيث ان هذين الموقعين منتشرين فى كثير من النساء . فى حال مرض ط§ظ„ط´ط¹ظˆط±ط© يتحول الشعر "الخفيف" الموجود أصلا فى جميع النساء الى الشعر"الغليظ" وهذا الذى يؤدى الى ظهور الشكوى من "الشعورة" الظاهرة. أول ما نفعله فى فحص المرأة الشعورة يكون بإعطاء درجة الشعورة. وتقسم درجة الشعورة عند النساء الشعورات الى خمس درجات تكون الدرجو الأولى أقلها والدرجة الخامسة أكثرها. أسباب هذه الزيادة والتحول من الشعر "الخفيف" الى الشعر"الغليظ" فى الشعورة لها عدة أسباب وهنا سوف نتعرض لأهم أسبابها وطرق تشخيصها وعلاجها. يعتمد تشخيص سبب الشعورة الزائدة على عدد من الفحوصات الهرمونية. فيجب عمل فحص الهرومونات الذكرية ويجب ان تشمل هذه الفحوصات على الأقل أهم ثلاث من فحوصات الهرمونات الذكرية مشتقات من هرمون التستسترون. كما يجب عمل فحص هرمونات الغدة النخامية والغدة الكظرية. مصدر الهرمونات الذكرية عند النساء هو المبيض والغدة الكظرية . فأى خلل فيهما قد يؤدى الى زيادة الهرمونات الذكرية فى المرأة وبالتالى ظهور مرض الشعورة. وتقسم أسباب الشعورة عادة الى تسعة أسباب رئيسية: السب الأول: وجود زيادة فى الهرمونات الذكرية فى جسم المرأة نتيجة وجود خلل فى المبيض. وهؤلاء النساء عادة مايكون عندهم تكيس فى المبيض. هذا المرض مرض شائع عند كثير من النساء وأعراضه تتلخص فى وجود اختلال فى الدورة الشهرية (سواء كان ملحوضا باضراب الدورة الشهرية ( عنما تكون الدورة أقل من 20 يوما أو أكثر من 35 يوما) أو كان غير ملحوظ ( الدورة منتظمة ولكن لايكون هناك تبويض) ويكشف عن ذلك بعمل هرومون البرجسترون للمرأة فى اليوم الواحد والعشرون أوالثانى والعشرون من الدورة الشهرية، فان أقل من الطبيعى فان المرأة فاقدة للتبويض. أما الأعراض الأخرى المصاحبة لمرض تكيس المبايض فتكون ،بالإضافة الى زيادة الشعورة، فهى زيادة فى حب الشباب فى الوجه أو ظهوره فى سن يجب أن يكون وجه المرأة خال منه. ووجود عقم أو قلة خصوبة عند المرأة . ونلحظ فى الفحوصات المخبرية لهذا النوع زيادة فى هرمون LH على هرمون FSH وكذلك بزيادة هرمون الانسلين بدرجة كبيرة فى الدم . وتوضح الفحوصات الاشعاعية وجود تحوصلات فى المبايض. هذا المرض للأسف منتشر كثيرا وعدم تشخيصه مبكرا قد يؤدى الى أضرار كبيرة للمرأة فى حياتها الزوجية. وكثيرا ما يصاحب هذا المرض (عند حوالى40%) من النساء وجود البدانة (السمنة الزائدة). بقى ان نقول ان هذا السبب قد يكون بأكثر من فرد من أفراد العائلة لوجود العامل الوراثى فيه. أما السبب الثانى : وهو يعتبر أكثر الأساب انتشارا ويمثل حوالى 45% من أسباب الشعورة الزائدة، فهو "الشعورة الزائدة الخلقية" ويتمثل هذا المرض بوجود شعورة زائدة فى الجسم مع أن الفحوص المخبرية تبين أن نسبة الهرمونات الذكرية فى الدم طبيعية و الدورة عند المرأة منتظمة. وهذا السبب أيضا قد يكون وراثيا. السبب الثالث: هو أخذ المرأة لبعض الأدوية : فبعض الأدوية تسبب زيادة فى الشعر وهى على التحديد : أدوية L-thyroxine الذى يعطى لقلة افراز الغدة الدرقية ودواء Danazole الذى يعطى لحالات وجود أنسجة من بطانة الرحم فى مناطق خارج الرحم (endometriosis) ،حبوب منع الحمل (contraceptive pills) . أما السبب الرابع: فهو التدخين. فالتدخين يزيد من الانزيم الذى يؤثر على بصيلات الشعر ويزود من حساسية الشعر للهرمونات الذكرية حتى وان كان مستوى هذه الهرمونات فى الدم بالمستويات الطبيعة. فينصح للمرأة المدخنة والشعورة أن تعمل الفحوصات الذكرية الثلاث وفحوصات الاباضة فان كانت طبيعية فيكون التدخين هو المتهم الرئيسى فى هذه الحالة. أما السبب الخامس: فيكون بزيادة كمية هرمون الحليب عند المرأة حيث زيادة نسبة هذا الهرمون تؤدى الى تنشيط الهرمونات الذكرية وزيادة الشعورة وعادة ماتكون مصحوبة باضطرابات فى الدورة الشهرية أو حتى فقدانها. وبإصلاح هذا الهرمون ترجع الأمور الى نصابها. أما السبب السادس فهو السمنة الزائدة. لقد وجد ان النساء البدينات لهم القدرة على تحويل كثير من الهرمونات الى هرمونات ذكرية فعالة وينتج عنه زيادة فى الشعورة عندهم بأكثر 3 مرات من النساء الغير بدينات. فان كان هذا هو السبب، فعلى المرأة تخفيض وزنها لدرجة كبيرة لتنظيم هرمونات الذكورة لديها. أما السبب السابع : فيكون فى ظهور تضخم فى الغدة الكظرية نتيجة وجود نقص فى أحد الانزيمات الهامة لاصدار هرمونات الغدة الكظرية وهذا المرض وان كان عادة ما يبدأ ظهوره عند الأطفال ، قد يتأخر ظهوره الى بلوغ المرأة. أما السبب الثامن فيكون نتيجة وجود أورام فى المبيض أو فى الغدة الكظرية. وعادة ماتكون هذه الأورام سرطانية. أما العلاج لهذا المرض فيبدأ بالتشخيص الدقيق. أما الأدوية المستعملة فهى تهدف الى تقيل كمية الهرمونات الذكرية فى الدم ان كانت عالية أو تقلل أثرها على البصيلات الشعرية ان كانت طبيعية. تعطى هذه الأدوية عادة لمدة سنة كاملة. و وجد أن أكثر من 80% من النساء يستجبن الى درجة كبيرة جدا لهذه الأدوية. ويختار بين الأدوية المختلفة طبقا لسبب الشعورة وان كانت المرأة متزوجة أم غير ذلك.
يسلموو