السؤال: من الملاحظ أن الإنسان إذا سمع موعظة كالصلاة يجد لديه الحماس في الحضور المبكر والسنن الرواتب، فلا تكاد تمر أيام حتى ينقص لديه هذا الحماس و يعود إلى ماكان عليه، فهل من توجيه في القضية، ولكم خالص الشكر والتقدير؟
الجواب: السائل الكريم:
كثير من الطيبين يشكون مما منه تشكو , خصوصا مع كثرة الأعباء الحياتية, وتراكم الهموم اليومية , وتزاحم أصناف الزخارف فيما يمر بآحاد الناس في كل وقت , فالمستمسك بدينه كالقابض على جمر ملتهب, والمهتم بقلبه كغريب في ديار غريبه , ونسأل الله أن يهدينا إلى طاعته وأن يجنبنا معاصيه , وأوصيك بعدة وصايا مهمة:
الأولى: سؤالك دليل على بقاء الحياة بقلبك واستعداده لليقظة , فاشكر ربك الكريم الرحيم الذي بصرك بحالك ذاك , وقد سبق وقال الصالحون أن من علامة سواد القلب " ألا يجد المرء للتذكرة موضعا ولا للموعظة موجعا " , وفي الحديث الثابت: " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم " أخرجه الطبراني.
الثانية: وجهنا ربنا سبحانه نحو علاج مهم وهو صحبة الخير في الطاعة فقال سبحانه: " واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا.. الآيات ".
الثالثة: معرفة الجزاء تدفع القلب نحو العمل, فتدبر أيها الكريم في فضائل ما قد تتكاسل فيه وحسن جزائه من سنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم أو من كتاب الله سبحانه.. ستجد الدافع والمثير.
الرابعة: أنصحك بالتوبة ابتداء قبل البحث عن أي معوق يعوقك عن الطاعة فإن التوبة النصوح تعد دافعا بذاتها للخير والمغفرة والفلاح في العمل إذ يقول سبحانه: " وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ".
الخامسة: حب الطاعة دافع مهم في الاستمرار عليها , فأنصحك بالتدبر في ط§ظ„ط¹ط¨ط§ط¯ط© التي تكاسلت فيها والتي فتر عملك فيها , وتفهمها بعقلك , وافتح لمعانيها قلبك , واسأل العلماء عن أسرارها , حتى تملأ بحبها قلبك, وعندئذ ستجد للقياها سعادة وستبحث بالتالي عن الاستمرار عليها , وتدبر حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة – عند أبي داود وغيره – " أرحنا بها يا بلال ".
السادسة: مناجاة الله سبحانه ودعاؤه وسيلة ناجعة لاستدراج النفس نحو الخير وتقريبها من تذوق طعم العبادة, فابدأ بمناجاة صادقة بما في قلبك وادع ربك به مخلصا, وهو سبحانه خير مأمول.
السابعة: مستشرف العبادة دوما هو ذكر الله سبحانه , فهو الداعي للثواب, وهو المؤهل للقربى , وهو المطهر لخبث النفس وهو الشارح للصدور , فاستمسك به أخي السائل الكريم فثم الخير كل الخير.
الكاتب: خالد رُوشه
المصدر: موقع المسلم
جزاك الله خير
تسلمين اختي
وشاكرة لك مرورك العطر