بعد خلاف يسير ومشكلة عابرة تعكرت بعده الأمزجة وساءت النفسيات وهاجت الأرواح
أطلقت معه الزوجة العنان للسانها تنكيل بزوجها ورميه بجارح السباب ومؤلم الشتائم ثم
أجهزت على أي محاولات صلحُ بنفض الغبار عن أرشيف الماضي ودفتر الذكريات
الأسود حيث سحبت ملفا قديما عفا عليه الزمن أكلا وشربا وقد اندرس من ذاكرة الزمان
و طوته الأيام ويبسته الليالي ولكنه للأسف لازال عالقا متشبثا في عقل هذه الزوجة وأسقت به
زوجها سم ناقعا..
وبكل لؤم أخذت في تذكيره وتعييره والتقليل من قدره وطعنته بهذه ..الملف الأسود
وهو اقرب ما
يكون للصندوق الأسود في الطائرات الذي لايترك شاردة ولا واردة الاحفظها..
وهذا الملف الأسود استحال لخنجر أدمى كرامة الزوج وقزم من رجولته.
*وهذا زوج آخر و في موقف مشابه مع زوجته استدعى قصة قديمة ومشهدا قد توارت
ذكرياته واختفت ملامحه وبدا يذكرها بسوء تصرفها مع والدته قبل سنوات ثم تناول ملف
قديما آخر محيت أثاره وانطمست معالمه عندما تركته في إحدى الليالي التي مضى عليها سنوات طوال بلا عشاء!!
وقفة !!
إن التنبيش في أوراق الماضي واستدعاء المواقف القديمة أمر مخجل ودلالة على ضعف في الشخصية وخلل في التفكير..
وهذا ليس مختص بالعلاقات ..
الزوجية فحسب بل على صعيد العلاقات الاجتماعية بأسره..
* وتلك بعض الوقفات والتوجيهات التي أتمنى أن يعيها الجميع بما فيهم الزوجين إن أرادا
سعادة وألفة وحبا في هذه الحياة..
– أخي الزوج وأختي الزوجة كيف للعلاقة أن تستقيم !
والحياة أن تحلو وتصفو وهذه الأساليب السقيمة مازالت حاضرة بكل بشاعتها وسوء
نتائجه التي تقضي على كل روابط الحب وتذوي معه زهور الود ؟!!..
إن الحياة الزوجية
مليئة بالأعباء مزدحمة بالمسؤوليات فكيف بزوجين قد جعل الله كل واحد منهما لباس
للآخر يفترض أن يسامحه ويتغاضى عن هفواته ويحميه ويخاف عليه وإذ به يعدد الأنفاس ويحصي الزلات!؟
– إن التعامل بهذا الأسلوب يشعل نيران الحقد ويوصد أبواب الأمان في الحياة الزوجية
و يفضي إلى تعميق الإحساس بعدم الأمان مع هذا الشريك وبعده والله لاخير في هذه العلاقة إذا انعدم الأمان!
– إن الحياة الزوجية قائمة على الحب مبنية على الرحمة لا القسوة أساسها المسامحة لا المشاحنة هدفها طمس
العيوب والتغافل عنها لا إثارتها والتلويح به كسلاح غادر في كل موقف خصومة وتذكرا أن المحك الحقيقي لسمو
الأخلاق إنما يكون وقت الانفعال والغضب!
– الزوجان العاقلان إما يناقشان الأمر في حينه ومن ثم ردمه ودفنه في قبر النسيان أو يتسامحان عنه نهائي ولا
يثيرونه نهائيا مهما كان حجم الاستفزاز وعظم الانفعال ومن باب المرؤة وكمال الأخلاق أن يسمو الإنسان ولا يعود
في هبته متسامحا كان أو متغافلا !
– إن من أسوء الأمور وأشدها وقعا على المشاعر والنفس هي أن تعيش مع شخص قد درب ذاكرته على
استحضار ما ساء وقبح ..وبرمجه على تناسي كل جميل وحسن! فهذا وأيما الله أيسر طريق لنسف العلاقة الزوجية
وتنغيص الحياة وتكديره.
– إن من الصعوبة بمكان أن تتقد شعلة الحب ويستمر نبع الود متدفق إذا كان العيش مع شريك ينسى أننا بشر
نصيب ونخطي ويتعامل كم يتعامل مع الآلات بمنطق جافا صلبا لامرونة ولا لين فيه.
– لربما حقق لك استدعاء أخطاء الماضي نصرا مؤقت وشهوة عارمة لحظية بإفحام الشريك وتحطيمه ولكنك وان
كسبت الموقف ستخسر القلوب وهو بلا شك نصرا هزيلا لايسمن ولا يغني من جوع…
وأخيرا أخي الزوج أختي الزوجة إن الخوض في ذكريات الماضي تشكل تهديدا خطير
لكما ولأسرتكما وسحبا عظيما من بنك المشاعر قد يعرضه للإفلاس وعندها ستطل الأحقاد والعداوات برأسيكما
ونهاية الأمر لاشك هو ابغض الحلال..
أمنياتي للجميع بحياة زوجية سعيدة ..
شكرا حبيبتي يعطيك العافية
العفو حبيبتي