تخطى إلى المحتوى

حديث البحر و المدينة 2024.


هناك . على بعد أمتار قليلة تترائى لك ط§ظ„ظ…ط¯ظٹظ†ط© . تستطيع من هذا المكان ان ترى البنايات والاشجار , و ان كنت حاد البصر تستطيع ان ترى الناس وهم يمضون في سبل شتى . لكنك مع ذلك لا تستطيع ان تدخل المدينة . اذ على بعد سنتمترات قليلة يمتد شئ غير مرئ لكنه افصح من لك المرئيات . شئ يفهمك مهما كنت عسير الفهم ان هذا العضو من الجسد ليس لك , ان هذا الامتداد الذي يتغذى من دمك مملوك لغيرك .
تصفعك الحقيقة . تحني رأسك . تنظر الى اسفل الحاجز الصخري الذي يكسر حركة الموج . الماء صافِ . سمكات تسبح . انواع كثيرة . وعلى بعد يسير تلوح سفينة ضخمة تتحرك في مجال محسوب .
ماذا تنتظر البرونزية ربما هفوة من هذه الاسماك كي تحملها بعيدا .
ترفع رأسك من جديد , تلوح لك المدينة غارقة في صمتها ، كعروس سبيت ليلة زفافها . كخرساء لم تجد لغة تسعف همها فلاذت بالصمت . المدينة قريبة . هكذا تبدو لكنها بعيدة بعيدة , ابعد من واقع عن حلم شقي عاشق لم يجد ما يهدي لمحبوبته غير خيالات واحلام اصر انبلاج الصباح على تبديدها . لكن المدينة هي ايضا عاشقة , هكذا قالوا الا انها بليت بحبيب لا يفهم فك رموز التلميح . وحين أعياها الانتظار توجهت للبحر شاكية . قالت المدينة للبحر : يا سيدي ط§ظ„ط¨ط­ط± . انا الضيق و انت الرحابة , انا الحبيسة وانت الطليق , انا الهامدة وانت المتحرك فهلا منتحتني بعض شساعتك كي اودع فيها بعض غمي البرونزية
تعجب البحر و قال : ما الامر ايتها المدينة البرونزية
ـ مكروبة يا بحر .
اندهش البحر واجاب : كيف امكن ذلك وانت التي لم يستطع انصباب الزمن فيك ان يغطي قعر قدحك البرونزية
ـ هراء ذلك يا بحر . تراتيل لصلاة في معبد قديم أفتى رهبانه ان تظل ابوابه موصدة الى الابد.
ـ لكن اصواتهم قوية واعترف بيني وبينك انها ترهبني , تعكر علي صفوي و مزاجي .
ـ ماذا اجدى ذلك وانا الاسيرة البرونزية
ـ زلزلي جدران الدير وبعدها ستتدفق الضياء داخله .
ـ اخشى على عيونهم التي الفت الظلمة ان تعميها الضياء التي ستتدفق فيها فجأة .
ـ ماذا تريدين مني اذن البرونزية
– ان تضرب بامواجك القوية جدران الدير لعل صوت ارتطامها يطغى على تراتيلهم فيدركون ان الحياة هنا خارج الدير .
صمت البحر فقالت المدينة : مابك يا بحر البرونزية
قال البحر بخنوع : أأستطيع ذلك وانا المستباحالبرونزية
انذهلت المدينة وقالت : أأنت أيضا وقد حسبتك المتجبر البرونزية
ـ انتِ آخر من اعتقد اني لازلت متجبرا .
ـ لكنك باستمرار تبتلع الافلاك والبشر البرونزية
ـ صحيح اني انهيت و سانهي لفظ انفاس كثيرة في رحابي لكن عليك ان تعي ان غرق اولئك الحقيقي بدأ هناك , في البر . لم تصدقي ..البرونزية انظري الى هناك , شاهدي تلك الاعلام من كل الالوان , انظري الى اولئك المصّرين على تجريد احشائي من كل انواع الحياة .
قالت المدينة مقاطعة : امنعهم يا بحر
قال البحر : ولماذا لم تمنعي انت من جعلوك غريبة داخل جسدك البرونزية
صمتت المدينة فسكن البحر .
وعند أبعد نقطة حيث يلوح تقاطع السماء مع البحر نطت الشمس للأعالي . ومع اشعتها الاولى لمحت الحزن يعلو وجه البحر والمدينة : فقالت معاتبة : هذا جزاء من يخوض في شؤون من اختصاص البشر .
قال البحر : لكننا احياء .
أضافت المدينة : نحن اوصال تمتد فيها شرايين الوجود .
اجبت الشمس : لا تنسيا انكما مجرد شهود .
قالا : عن اي شئ البرونزية
ـ عن العطاء و الجحود . وليفهم ذلك الذي يسترق السمع هناك ان لا احتجاج البحر ولا غضب المدينة قادران على مسح الحزن من نظرته . و ليبلغ الذين افتوا بالتحصن من الضياء ان تحصيناتهم لن تصمد امام الشمس الاخرى التي تسطع من نخوم الليل .

مشكوووووووورة على القصة الرائعة يا الغالية

تسلمين صديقتي على الموضوع

مشكورة ع القصة

مشكورة ع القصة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.