بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونشكره ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا و سيأت اعمالنا من يهيده الله فهو الهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً وأشهد ان محمد عبده ورسوله أدى الأمانة نصح الأمة جاهد فى الله حق الجهاد تركنا على المحجه البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وأرض اللهم عن أبى بكر وعن عمر وعن عثمان وعن على وعن جميع الصحابة و التابعين ومن اقتدى أثرهم إلى يوم الدين
لا إله إلا الله سبحانه وتعالى
سبحان من قسم بالموت رقاب الجبابرة وكسر به ظهور الأكاسرة وقصر به امال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جائهم الوعد بالحق فأرداهم فى الحافرة فنقلوا من القصور الى القبور ومن ضياء المهود الى ظلمة اللحود ومن ملاعبة الجوارى والغلمان الى مقاساة الهوام والديدان ومن التنعم بالطعام والشراب الى التمرغ فى الوحل والتراب ومن انس العشرة الى وحشة الوحدة
أهل القبور أخذ الموت مناصبهم ومحا التراب محاسن صورهم تبددت أجزائهم ترملت نسائهم تيتم أولادهم ووزعن أموالهم خلت منهم مساجدهم ومجالسهم كانوا يأملون فى طول العيش و البقاء ونسوا أنهم زرع للفناء بعد القوة تهدمت أرجلهم وبعد النطق اكل الدود ألسنتهم وبعد الضحك أكل التراب أسنانهم
لا … لن أتكلم عن الموت وشدته ولا عن القبر وظلمته ولكنى اتكلم بإذن الله تعالى عن ما قبل الموت بلحظات عن تلكم العلامات التى تدل على صاحبها
أتكلم عن ط§ظ„ط®ط§طھظ…ط© الحسنة وبعض علاماتها وعن الخاتمة السيئة وبعض أماراتها
روى الحاكم من حديث رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) " من مات على شئ بعثه الله عليه " ووافقه الألبانى والذهبى .
أتكلم عن تلكم اللحظات التى يعانى منها الإنسان من سكرات الموت والتى عانا منها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) عانا منها لدرجة ان يدخل يده فى إناء الماء الذى بجانبه ويأخذ قطعة مبللة يغطى بها وجهه الكريم ويقول " لآ إله إلا الله … أن للموت لسكرات " سكرات الموت أشد من ضرب السيوف , سكرات الموت أعظم من وقع النبال , سكرات الموت أشد من نشر المناشير .
كم حمل هذا الموت وسكراته الصالحون ولكم بكى من ذلك المجتهدون فكيف بنا نحن المقصرون .
, اتعلمون لماذا اتكلم عن حسن و سوء الختام … يقول عليه الصلاة والسلام – كما ثبت عند البخارى ومسلم والترمذى يقول فى ذلك الحديث الذى يحرك الأفئدة ذلك الحديث الذى يدمع العيون حقا …
يقول عليه الصلاة والسلام ( والذى نفس محمداً بيده , أتقسم يا رسول الله ؟ نعم يقسم فإن الأمر جلل والذى نفسى بيده إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا زراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها , وإن أحدكم لا يعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينها وبينه إلا زراع فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) اللهم ثبتنا يا رب العالمين .
يقول الإمام أحمد , أسمع وانتبه يا عبد الله وأنت يا أمة الله … ضعوا تحت هذا الكلام ألف خط .
" اعلم أن سؤ الخاتمة أعاذنا الله منها لا تكون لمن استقام ظاهرة وصلح باطنه وما سُمع بهذا الكلام ولا عُلم به والحمد لله , وإنما تكون لمن له فساد فى العقيدة أو إصرار على الكبائر إقدام على العظائم , فربنا غلب عليه ذلك حتى ينزل به الموت قبل التوبة , فيأخذه فبل إصلاح الطوية , ويصطلمه قبل الإنابة , فيظفر به الشيطان عند تلك الصدمة , ويختطفه عند تلك الدهشة والعياذ بالله , أو يكون ممن كان مستقيماً ثم يتغير حاله ويخرج عن سننه , ويأخد فى طريقه فيكون ذلك سببا لسؤ خاتمته وشؤم عاقبتهً " انتهى كلامه رحمه الله .
يقول ابن القيم فى الداء والدواء مبيناً حال الذين يختم لهم بالخاتمة السيئة , يقول رحمه الله :-
" فإذا كان العبد فى حال حضور ذهنه وقوته وكمال إدراكه , قد تمكن منه الشيطان , واستعمله فيما يريد من معاصى الله , وقد أغفل قلبه عن ذكر الله تعالى وعطل لسانه عن ذكره وجوارحه عن طاعته , فكيف الظن به عند سقوط قواه , واشتغال قلبه ونفسه بما هو فيه من ألم النزرع ؟ وقد جمع الشيطان له كل قوته وهمته , وحشد عليه بجميع ما يقدر عليه لينال منه فرصته , فإن ذلك آخر العمل , فأقوى ما يكون عليه شيطانه ذلك الوقت , وأضعف ما يكون هو فى تلك الحال , فمن ترى من يسلم على ذلك ؟ فهناك ( يثبت الله الذيم آمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا والآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء ) … انتهى كلامه رحمه الله .
فمن هذا خاف السلف من الذنوب أن تكون حجاباً بينهم وبين الخاتمة الحسنة , فسوء الخاتمة حير أفئدتهم وليس لهم فى الدنيا راحة , كلما دخلوا سكة من سكك السكون أخرجهم الجزع إلى شارع من شوارع الخوف .
بكى سفيان الثورى رحمه الله ليلة إلى الصباح فلما أصبح قيل له أكل هذا من الذنوب ؟؟ فأخذ تبنة من الأرض وقال الذنوب أهون من هذا … إنما ابكى من سوء الختام .
آه يا إخوتى كم بكى الصالحون من سوء الخاتمة , آه يا اخوتى كم سمعنا عن من آمن ثم كفر , وكم رأينا من استقم ثم انحرف .
صدق الصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) وهو يردد بقوله " يا مقلب القلوب ثبت قلبى على دينك " اللهم آمين .
كم بكى العباد على الخاتمة , لن تخرج الأرواح حتى يسمعوا نغمة ملك الموت بإحدى البشريين أما أبشر يا ولى الله بالجنة أو أبشر يا عدو الله بالنار .
سفرنا بعيد زادنا قليل
أيها العباد .. الناس صنفان … سعداء وأشقياء ( فأما الذين شقوا ففى النار لهم فيها زفير وشهيق * وأما الذين سعدوا ففى الجنة خالدين فيها ) .
السعداء هم الذين يختم لهم بأعمال السعداء يموتون وعلامات الخير تتنزل بهم , يودعون الدنيا وهم فرحين بما آتاهم الله من فضله , يبشرون بالنعيم المقيم فى دار الكرامة والرضوان جزاءَ لهم بما كانوا يعملون , جزاءً لهم بما كانوا يصبرون , جزاءً لهم بما كانوا لأنفسهم يجاهدون , قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون ) .
وأما اهل الشقاوة هم الذين يظهر البئؤس والألم على وجوههم وأجسادهم قبل أن يظهر لهم فى قبورهم .
عن عمر بن الحمق الخزاعى ( رضى الله عنه ) قال :- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إذا أحب الله عبداً عسٌله فقيل له وما عسُله ؟ , قال يوفق له عملاً صالحاً بين يدى أجله حتى يرضى عنه جيرانه , أو قال من حوله " .
فهذا من أعظم علامات حسن الخاتمة … أن ييسر الله تعالى للعبد أو للأمة عملاً صالحاً يموت عليه , ييسر له قبل موته توبة صادقة , أو صدقة طيبة , أو صلاة خاشعة إلى الله تعالى .
يا لله ما أروع الصالحين عند موتهم … كم من البشارات تنزل عليهم … يفرحون والناس عليهم يبكون يسعدون والناس عليهم يحزنون .
كان بعض السلف يشتاق للموت اشتياقاً … هاهو أبو هريرة رضى الله عنه … كان يقول من رأى الموت يباع فليشتريه لى .
لما احتضر الحارث بن عبد المطلب قال ( لا تبكوا على فإنى لم أتلطخ بخطيئة منذ أسلمت ) .
هذا العماد النقدسى ( رحمه الله ) يقول عنه ابن قدامة ( من عمرى اعرف العماد المقدسى , ما عرفت انه عصى الله معصية ) .
يا الله … هنيئاً لهؤلاء الذين كانوا فى طاعة الله , هنيئاً لهم بالخاتمة الحسنة .
فى صحيح البخارى عن عائشة ( رضى الله عنها ) قالت:- قال رسول الله ( صلى الله عليه وسيلم ) " من احب لقاء الله أحب الله لقائه , ومن كره لقاء الله كره الله لقائه , فقلت يا رسول الله … أكراهية الموت ؟ كلنا يكره الموت … قال ليس كذلك , ولكن المؤمن إذا بُشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله , وإن الكافر إذا بُشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقائه ".
فيقول ابن القيم :- فكيف يحسن الخاتمة من أغفل الله قلبه عن ذكره واتبع هواه وكان أمره فرضا ؟ فبعيد عن قلبه بعيد من الله تعالى غافل عنه متبع لهواه أسير لشهواته ولسانه يابس عن ذكر الله وجوارحه معطلة عن طاعته … مشتغلة بمعصيته .
أسأل الله تعالى أن يختم لى ولكم بأعمال الصالحين .
اهل الخاتمة الحسنة هم الصادقون مع الله اتعرف معنى ان تكون من الصادقين مع الله ؟
بان تريه تعالى من قلبك حال نشاطك وعافيتك وقبل غرغارة الروح تريه تبارك وتعالى انك تعب وانك تتمنى ان تموت على طاعته وتعمل لذلك فيكون عمل جوارحك هو المترجم لصدق نيتك وسريرتك .
تصدق مع الله فلا تكذب فى اقوالك , الرياء… تتذكر دائما ان مولاك يراك وقال ( يأيها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) لبيك وسعديك يا رب .
الصدق اساس الدين الصدق عمود فسطاط اليقين من لم يكن من الصادقين فهو من المنقطعين الهالكين .
انظر بالله عليك الى احوال الكاذبين عند موتهم انظر الى الذين هم امام الناس اتقياء ولكنهم اذا خلو بمحارم الله انتهكوها . انظرالى احوال الذين يظهرون الاخلاص الى الناس وهم فى الحقيقة هدفهم الحصرة والرياء …..
…………………………………….
اسئل الله ان يختم لى ولكم باعمال الصالحين
المصدر:تحفة الذاكرين
مشكوره اختي على الموضوع الديني ,,
الرائع ,,
واثابنا واياااكم ..
عشوووووق