بسم الله الرحمن الرحمن
زفُّوا الشهيدَ إلى الجنانِ وحورِها — لو تعلمون بشوقِها وشعورِها
إن الحسانِ تزيَّنتْ لوصالِه — وتعطَّرتْ من طيبِها وبخورِها
طوبى له عند العناقِ لدى اللقا — واهًا له إذ يرتمي بصدورِها
لا تحبسوه عن الجنانِ فإنه — يجدُ النسائمَ من أريجِ زهورِها
واسعوا به فلناظريه يلوحُ مِنْ — بُعْدٌ بريقٌ ساطعٌ من نورِها
واستعجلوا في حملِه فلقد رأى — ما يُشتهى من حسنِها وحبورِها
لا تبطئوا فالشوقُ مستعرٌ وكم — يهفو لسكنى دورِها وقصورِها
باللهِ لا تتأخروا فالنفسُ لو — قدرتْ لطارتْ نحوها من فورِها
سيروا به نحو الجنانِ فقد دنت — وأتاه من أنفاسِها وعبيرِها
سيروا به حانَ اللقاءُ وبادروا — واخشوا من التأخيرِ غضبةَ حورِها
لله درَّ فتى يجودُ بنفسه — نالُ الشهادةَ حائزًا بأجورِها
طوبى له الجناتُ ذاقَ نعيمَها — متقلبًا في طيبِها وسرورِها
ما فاته شيءٌ من الدنيا ولا — يجدُ التحسُّرَ طرفةً لأمورِها
ولقد غدا من بؤسِها في مأمنٍ — ولقد نجا من كيدِها وشرورِها
قد طلَّقَ الدنيا وبتَّ طلاقها — لم يستجبْ لخداعِها وغرورِها
في وصفه كلُّ القصائدِ لا تفي — مهما سمتْ في وزنِها وبحورِها
ليس الشهيدُ بميِّتٍ فالميْت من — بذلَ النفوسَ لبهرجٍ من زورِها
يا عاشقَ الدنيا الدنيةِ لاهثًا — لا فرقَ بين قصورِها وقبورِها
دنياك سجنٌ قد سجنتَ به فهل — مُدحتْ قيودُ السجنِ من مأسورِها ؟
وانظرْ إلى الدنيا وآخرِ أمرها — فأميرُها في القبرِ مَعْ مأمورِها
واخترْ لنفسكَ أي دارٍ تبتغي — من جنةٍ تجدُ المنى في دورِها
والنارُ دارُ أخي الشقاءِ له الردى — فالنفسَ أسلمَها هوىً لفجورها
واللهَ أسألُه التجاوزَ عائذًا — أن يخرجَ الزلاتِ من مستورِها
شعر : أبي عبد الله عبد الرحيم بن سعيد
سلمتى
وأسأل الله أن يرحم أخواننا الشهداء نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكيهم على الله.
مشكورة الله يعطيك العافيه