"يجب أن تحسن الإصغاء كما تحسن الكلام"، هكذا قال عبد الله ابن المقفع صاحب كتاب كلية و دمنة.
بالمدرسة، "تعلمنا" القراءة و الكتابة… و ليس "الاستماع".
و لكن في حقيقة الأمر، نحن نستمع:
– خمس (05) مرات أكثر مما نكتب؛
– ثلاث (03) مرات أكثر مما نقرأ؛
– و مرة ونصف المرة (½) أكثر مما نتكلم.
إن نصف الوقت الذي نستغرق في التواصل و الاتصال بالتقريب، نستهلكه في عملية الاستماع… و هو الفن الذي لم نتلق بشأنه أي تعليم مسبق.
و ها هنا، أسدي لكم بعض النصائح التي تمكنكم من تحسين "فنكم في الاستماع":
– الاستماع بالأعين و الأذنين؛
– الاستماع بغرض رصد الأفكار ؛
– كونوا "مستعدين، حين يكون بإمكانكم إضافة ما يعرفه محدثكم و تعرفونه، فهكذا تتحسنون.
– اجتنبوا البقاء و الانزواء في وضعيات "دفاعية": ففي بعض الأحيان تبدؤون بالاستماع لشخص ما ببال واسع و رحب… إلى أن يبدي هذا الشخص فكرة ما… كلمة ما… تثير بوجدانكم رد فعل سلبي أو دفاعي.
هنا، باب فكركم و عقلكم ينغلق و بالتالي ينقطع الاتصال.
– بالعكس، دعوا الشخص يواصل سرده، لأنه من المحتمل أن يمدكم فيما بعد بأسباب جيدة و مقنعة لتفكروا كما يفكر و للحديث كما يفعل… أسباب تبدو للشخص (أي محدثكم) مواتية (حسب رأيه هو) بالرغم من أنها لا تتوافق مع وجهة نظركم.
– زاولوا "فن الاستماع" بكثرة.
– استمعوا… كي تتذكروا.
من بين المشاكل و المصاعب، نجد أننا نتكلم ما يعادل متوسط 150 إلى 200 كلمة في الدقيقة… في الوقت الذي بامكان فكرنا و عقلنا أن يستوعب الأفكار بمعدل عشرة (10) مرات أكثر من هذا المقدور.
في بعض الأحيان، نستهلك هذا الوقت المتبقي المتخلل في التفكير بشيء أخر (في نفس وقت الاستماع)… و بالتالي فبمقدور تفكيرنا أن يغدو مثيرا و مسليا لدرجة أننا نتوقف عن الاستماع.
إليكم الآن، طريقتان لتجنب الاختلال:
1 – يجب التذكر باستمرار و بطريقة دورية في صميم أذهاننا ما كان المحدث يسرده. فالإعادة تقوي و تساعد و تدعم الذاكرة.
2 – استباق ما سوف يحدثكم به الشخص. فهذه الخاصية أيضا تساعد عمل الذاكرة.
و في القريب سأجتهد لأمدكم بالمزيد لما فيه المنفعة العامة إن شاء الله.
ملاحظة: الرجاء من كل البرونزيات المهتمات بالموضوع أن يفدننا بإثرائهن له زيادة في المنفعة و شكرا.