هل ستبقى طيبة ؟؟
جلست تحتسي قهوتها كعادتها عند الصباح .. وفاطمة الست
التي تساعدها بالبيت مشغولة بالمطبخ تعد الأفطار للأولاد ..
سرحت بأفكارها ماذا يلزم بيتها من أغراض .. كعادتها بداية
كل شهر ..
تفاجئت بأبنها الصغير يهزها بقوة .. ماما .. ماما هناك امرأة تحمل
بيدها ورقة بيضاء .. كتب اسم أبي عليها .. وتريد أن تراك ..
وتقف أمام الباب ..
خرجت لترى من القادمة .. وقد ذهب تفكيرها كأي حواء ..
من هذه ..؟ ومن أين يعرفها زوجي ؟ ولما جاءت الآن ..
قابلتها .. فتفاجئت بأمرأة متشحة بالسواد .. حزينة الملامح
توشك على البكاء .. رحبت بها .. وأدخلتها .. وجلست
تستمع اليها .. بصمت وانتباه ..
فتذكرت أن زوجها قال لها .. سأحضر لك أمرأة تساعدك
عوضا عن تلك التي بالدار .. فهي كثيرة الشكوى .. والغياب
وكل يوم تأتي بأعذار .. وأنا لاآتي بالدرهم إلا بالعمل والشقاء
طول النهار .. فياأمرأة لم يعد لها عندنا عَماَر …
حاولت ثنيه عن رأيه .. فكان أكثر أصرار .. وقد اتخذ القرار ..
فأحتارت ماذا تفعل .. فهي لم تجرح يوما أنسان .. فكيف
ستطلب منها مغادرة الدار .. وهي أمضت معها ثلاث سنوات
عاملتها كأخت ووارت لها كثير من الأخطاء .. وأكرمتها .. ودللتها
وعاملتها بكل حب ورافقتها بكل مشوار ..
دخلت الى المطبخ وهي تتقدم خطوة وترجع خطوة إلى الوراء ..
كيف ستخبرها أن زوجها لايريدها بعد الآن ..
بعد غياب دام أيام وأيام ..
فقالت لها : أنت تعلمين أن زوجي كثير العصبية .. ومعك على
غير اتفاق .. وقد اتفق مع اخرى لتساعدني ولاأستطيع له خلاف
فسامحيني .. وأعلم أنه قاسي بحقك هذا القرار .. فأسبوعا أمهليني
أجرب الأخرى .. وأجد له الحجة كي بعد الآن لاتفارقيني .. ولكن
بعد ذلك أريد منك الهمة بالعمل الدؤوب لترضيه قبل أن ترضيني ..
فقالت : جربيها أسبوعا ولاتخالفي زوجك .. فإن كان قلبك علي
فالله وحده الذي يغنيني ..
فعادت وأتفقت مع المرأة الأخرى التي ودعتها لتأتيها صباح اليوم
التالي مبكرة ولتبدأ يومها الأول عندها ..
ودخلت المطبخ فلم تجد فاطمة فيه بحثت عنها بأرجاء البيت فلآ
أثر لها .. سألت أولادها .. لاأحد رآها ..
أذهبوا اسألوا الجارة ربما اليها ذهبت .. وعن حالها بكت وأشتكت
فلم يجدوها .. فتضايق صاحبة البيت من تصرفها .. وعلى الأقل
بذهابها كانت تخبرها …
رن الجرس ففتحت الباب .. لعلها هي التي عادت .. فكان البواب..
يطلب جوال فاطمة التي نسيته على الطاولة .. قرب النافذة
فقالت له : أين هي .. شغلتني عليها .. لما هي ذاهبة ..
فقال: أنها تبكي وهي منك غاضبة .. وذهبت لجارتك
أم فلان شاكية باكية .. وتروي قصصا واهية .. وقد لمتها ..
لأنني أعلم كم هي كانت بقولها كاذبة ..
اعتلى الغضب وجهها .. ماذا تقول .. أهي هكذا تقول ..
سامحها الله .. خذ هذا جوالها ..فغدا سيهدأ بالها ..
وتعود الي راضية ..
ثم للداخل عادت .. وجلست تنتظر زوجها ..
لتخبره بأمر فاطمة وماصدر منها .. فلقد كثيرا تصرفها
هذا قد أبكاها وأحزنها ..
فرن جرس الهاتف بجانبها ..واتصلت صديقتها
لتسألها وهي مستنكرة تصرفها .. بطرد فاطمة من عندها ..
فلقد أكتشفت من قولها كم هي أمرأة ظالمة ..
وكلام استمعت اليه وهي
مصدومة .. متفاجأة ..ذاهلة .. وقبل أن ترد ..
أقفلت السماعة في وجهها .. مما أغضبها …
وانتابها الصداع .. من كثرة التفكير .. انا عني
هكذا تقول .. وأنا كنت لها كالأخت الحنون .. لم أجرحها بكلمة
وكنت أدافع عنها أمام زوجي وأحاول أداري تقصيرها
وهي الآن تتهمني بالنفاق والظلم .. وكلامها زور ..
كيف بالله سأتعامل مع الأخرى .. هل عليها سأقسى .. أم على
طبعي سأبقى ..؟؟
تركت أمرها لله .. فهو بما في القلوب أدرى .. وتعلمت أن
بعض البشر يجب أن لايعاملوا بالحسنى .. وأن المحبة لهم لاتعطى
فحسبي الله على من أضاعت بكلامها كل سنوات العْشْرَه …
وتعلم أمثالها أن يكون الناس مع بعضهم أشر وأقسى ..
مشكوووووووووووووورة عالقصة يالغلا
شكرا الك فجورة تشرفت بمرورك
يسسسسسسلمو حبيبتي..