قنوات ظپط¶ط§ط¦ظٹط© ظˆظ…ط¬ظ„ط§طھ ظˆط¬ط±ط§ط¦ط¯ ظˆظ„ظˆطط§طھ ط¥ظ„ظƒطھط±ظˆظ†ظٹط© تروج عن طريق الدعاية لمستحضرات عشبية وهمية
د.جابر بن سالم القحطاني
في السنوات الأخيرة بدأت بعض القنوات الفضائية والمجلات والجرائد ولوحات إلكترونية تنشر دعايات لأدوية عشبية خطيرة، هذه المستحضرات مجهولة ولا ينطبق عليها أي معيار من معايير الأدوية العشبية المقننة التي تنتجها مصانع عشبية معترف بها من قبل الجهات الصحية المسؤولة في أي بلد والذي خضع لاختبارات كثيرة تحدد مدى صلاحيته للاستخدام الآدمي ويحمل معلومات تفصيلية دقيقة عن مكوناته ونسب هذه المكونات والادعاءات الدوائية التي تقوم بها المكونات في هذا المستحضر وكذلك طرق استعماله وتحديد جرعاته للكبار والصغار وتعليمات خاصة باستعماله من قبل الحوامل والمرضعات والأطفال الصغار وخلوه من المبيدات الحشرية والمعادن السامة مثل الزئبق والرصاص والكادميوم والزرنيخ وكذلك من المواد الاستيرديدية والمواد الأخرى التي تضاف بقصد الغش مثل أقراص السكر والصرع والروماتزم وخلاف ذلك والتي تضاف إلى المستحضر دون ذكرها وكذلك بعض الأدوية العشبية التي تروج للاستعمال الجنسي والتي تغش بمادة الاستانافيل وهي المادة المعروفة تجارياً بالفياجرا.
إن أي مستحضر لا يحتوي شهادات تحليل تبين وجود أو عدم وجود المواد التي ذكرناها مسبقاً وكذلك لا توضح أضراره الجانبية وتاريخ إنتاجه وصلاحيته لا يعتبر مستحضراً يمكن استخدامه من قبل الإنسان. إننا لو نظرنا إلى المستحضرات العشبية التي تبث بعض القنوات الفضائية دعاية لها وكذلك بعض المجلات على أغلفتها الخارجية وأيضاً بعض الجرائد والمبوبات لوجدنا أنها خالية من المعايير المذكورة آنفاً وأنها مجهولة وتعتبر مستحضرات وهمية يغرر بها المريض الذي يعتقد أن هذا الإعلان أو هذا الترويج لمثل هذه المستحضرات قد رخصته الجهات الصحية الرسمية في أي بلد وتهافت الناس على شراء هذا المستحضر ظانين أنه آمن وهو في الحقيقة عكس ذلك فقد تسبب تلفاً للكبد أو فشلاً للكلى أو مسبباً للعقم أو متلفاً لبعض الغدد الهامة في الجسم مثل غدد الدرق الكظرية والنخامية والصنوبرية وخلاف ذلك. لقد وصلتنا تقارير عديدة من أهم المستشفيات في الرياض مثل الملك خالد الجامعي والحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الأمن تفيد بأن أعداداً كبيرة من المرضى الذين استخدموا بعض الأدوية العشبية غير المقننة والتي حصلوا عليها من بعض المعالجين الشعبيين ومحلات العطارة والذين عادة يعرضون خلطاتهم عن طريق بعض القنوات الفضائية وبعض المجلات وبعض الجرائد لعلاج بعض الأمراض فيقوم هؤلاء المرضى باستخدامها دون استشارة طبية، معتمدين على أن الجهات الصحية قد أجازت نشر هذه الدعايات وفجأة يصاب بأعراض خطيرة لم تكن لديه قبل استخدام هذه الأدوية الخطيرة والتي أدت بحياة كثير من هؤلاء المرضى.
مع الأسف نشاهد ونقرأ هذه الدعايات الترويجية لهذه المستحضرات الوهمية ولم نلاحظ اتخاذ أي إجراء رسمي من قبل الجهات المسؤولة عن هذه القنوات والمجلات والجرائد وإنما ترك لهم الحبل على الغارب، بل تعدى الأمر إلى أكثر من ذلك حيث يقوم بعض العطارين بنشر إعلانات عن أدويتهم الوهمية وغير المرخصة في لوحات الإعلانات الإلكترونية في الشوارع الكبيرة وهذا فيه تحد للجهات الصحية والذي يدل على عدم وجود أي رقابة من الجهات المسؤولة توقف مثل هذه الإعلانات. وحيث أن الجهات الصحية والجهات الإعلامية والجهات المسؤولة عن الإعلانات في اللوحات الإلكترونية في الشوارع في كل الدول العربية لم تتخذ أي إجراء لوقف مثل هذه الدعايات الترويجية التي ليس لها أساس من الصحة عن ما يقال. ونظراً إلى هذا السبات العميق فإني أناشد منظمة الصحة العالمية وبأعلى صوتي وصوت المرضى الذين عانوا من أضرار هذه الدعايات وراحوا ضحية لها أن تتدخل بصفتها المسؤولة عن الصحة لوقف مثل هذه الدعايات لهذه الأدوية الوهمية التي راح ضحيتها أعداد كبيرة من مستعمليها وأن يكون هناك عقوبات على القنوات الفضائية والمجلات والجرائد التي تروج لمثل هذه الأدوية وأن تكون العقوبات صارمة وعدم التهاون في تنفيذها وألا ينشر أي شيء يتعلق بالدواء إلا بعد أن يقدم صاحب المنتج ترخيصاً من الجهات الصحية في كل بلد عربي تجيز الإعلان عن ذلك المنتج.
سأذكر لكم عدداً من الحالات التي وقع ضحيتها الأشخاص الذين استعملوا مثل هذه المستحضرات وهي:
1- بثت بعض القنوات الفضائية علاجاً عشبياً لعلاج فيروسات الكبد من نوع B، C وطلب من المرضى أن يوقفوا العلاجات التي تستخدم وهي مقننة من قبل المستشفى واستعمال العلاج المعلن عنه في هذه القنوات وفعلاً قام بعض المرضى بشراء هذا المنتج واستعملوه وبعضهم أصيب بتلف الكبد تماماً والبعض حصل لديهم استسقاء.
2- قامت بعض المجلات ومع الأسف بعضها مجلات صحية المسؤول عن إصدارها شركات لا هم لها إلا أن تضع على غلاف المجلة صورة ملونة لخلطة عشبية، تقبض على هذا الإعلان مئات الآلاف وتكتب على هذا الإعلان مميزات علاجية وهمية لا تمت لها بصلة ومع الأسف اطلعت على مجلتين تحمل دعاية لخلطات عشبية مرفوضة من قبل الجهات الصحية الرسمية وصدر قرار يرفضها وبالرغم من ذلك ظهر على الغلاف صورة بالألوان لهذه المستحضرات. وقد ثبت أن هذه الخلطات لا تصلح للاستخدام الآدمي فقد وجد من ضمن محتوياتها مواد تسبب سرطان القولون.
4- قامت بعض الجرائد بنشر دعايات لأدوية عشبية تستخدم منشطة للجنس وتروج على أساس أنها عشبية ويقوم المريض بشراء هذه الوصفات ويستخدمها وقد وجدنا أن عدداً من الذين استخدموها ماتوا مباشرة بعد استخدامها وبعضهم أصيب بأعراض خطيرة. وعند تحليل هذه الوصفات العشبية وجدنا أنها تحتوي على مادة الفياجرا المنشطة للجنس وقد وضعت هذه المادة بطريقة الغش والفياجرا هي مأمونة الجانب إذا وصفها المختص بعد عمل الفحوصات اللازمة للمريض وبعد أن يحدد الجرعة اللازمة لهذا المريض. ولكن الأدوية العشبية المضافة لها هذه المادة لا يعرف المريض أساساً أنها مغشوشة بالفياجرا.
5- من أخطر ما تنشره بعض الصحف في مبوباتها وجود مستحضرات عشبية لتكبير الأثداء والشفايف والأرداف.. ويعطي الإعلان رقم جوال للاتصال بالشركة أو صاحب المنتج لتزويده بهذه الوصفات وإرسال قيمتها عن طريق حساب بنكي وقد ذهب ضحية مثل هذه الخلطات أعداد كبيرة من السيدات والرجال والذين يعانون من تشوهات في الأماكن التي استخدمت من أجلها هذه الوصفات الوهمية. 6- هناك معالج شعبي في دولة خليجية ذهب إليه شاب لم يتجاوز عمره الثلاثين عاماً حيث اطلع على إعلان منشور في إحدى الصحف ذاكراً أن لديه وصفة تخسيس مميزة للوزن فذهب هذا الشاب وابتاع هذه الوصفة والمكونة من خمسة أنواع من الأعشاب وذكر له المعالج أن يستخدمها لمدة 40يوماً وبدأ الشاب المسكين الصحيح الجسم في استعمالها وبعد ثلاثين يوماً من استخدامها بدأ يعاني من بعض المشاكل في الجهاز البولي فذهب إلى المستشفى للفحص فكانت الصدمة الكبرى للشاب المسكين أن لديه فشلاً كلوياً ولا بد له من الغسيل أو الزراعة فانهار هذا الشاب الذي لا زال في مقتبل عمره والذي كان يخطط للزواج.