قيمة الإنسان ظˆط³ط¹ط§ط¯طھظ‡ بروحه..
إن الروح هي الطاقة المحركة لهذا الجسد ، الجسد مثل (الميكرفون) ، ما الذي يشغل (الميكرفون)؟ الكهرباء ، إذا نزعنا الكهرباء هل يبقى له ظ‚ظٹظ…ط© ، هل يكبر الصوت.. الثلاجة تقوم بتبريد الطعام ، ما الذي يجعلها تبرد ؟ الكهرباء ، إذا نزعنا الكهرباء لم تعد تبرد الطعام ، رغم أن الثلاجة موجودة . الجسد يتحرك ، والعين تبصر، من الذي يحركها ؟ الروح ، إذا صعدت الروح هل تبصر العين ؟ العين موجودة لم يذهب شيء ، لكن ذهبت الروح المحركة لها.. الأذن تسمع فإذا خرجت الروح لا تسمع ، مع أن الأذن موجودة والجهاز السمعي موجود ، تأتي فتصيح في سمعه فلا يسمعك ، لماذا ؟ الذي يحركها ليس موجوداً . القلب يضخ الدماء ، إذا خرجت الروح يقف القلب ، لا يتحرك ، لأنه لا يوجد محرك ، وتسمعون الآن عن عمليات زرع الأعضاء ، إذا مات الشخص أخذوا قلبه ووضعوه في شخص آخر، حسناً.. لماذا تحرك هناك ولم يتحرك هنا ؟ لأن المحرك الذي هنا خرج وهي الروح ، كليته فشلت هنا أخذوها وتحركت هناك ، إذاً الحياة ليست في القلب ولا في الكلى.. الحياة في الروح..
حسناً.. ما هي الروح ؟ لا نعلمها ، عندما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح قال الله له : وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً [الإسراء:85]. وهذه الروح من الأشياء التي استأثر الله بعلمها ، ولا نعلم عنها شيئاً إلا بعض صفاتها ، بأنها تخرج ، وأنها تصعد وأنها إذا مات الإنسان صعدت روحه ، ولهذا تجدون الميت إذا مات ، فإنه يشخص ببصره ، ويسن تغميضه ، لماذا ؟ لأنه إذا خرجت الروح تبعها البصر، وأن الروح تتوفى عند النوم ، وتتوفى عند الموت ، قال الله عز وجل: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ [الزمر:42] أي: يتوفاها فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً [الزمر:42].
حسناً.. النوم هو وفاة ، قد يقول شخص : كيف ؟ نقول : الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا إذا قمنا من النوم أن نقول : (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا) كنا قد متنا في النوم ، والروح تخرج من الجسد ، وتجلس قريبة منك ، ولها صلة بالجسد تحركه لكن من بعيد ، بالليزر – كما يقولون – أو (بالريموت كنترول) بعيدة عنك ، ولكن تخرج منه حتى يستريح ، إذا لم تخرج الروح لا يستريح الإنسان..
ولذلك عندما تأتي نائماً وتتكلم عند أذنه فلا يسمعك ، تأتي عند عينه ، وتضع أمامها شيئاً فإنه لا يراه ، تضع عند أنفه شيئاً لا يشمه ، تريده أن يشم ويرى ويسمع ، قل له : يا فلان.. – أيقظه من النوم – فيقول : نعم ، فتعطيه الطيب فيشمه ، وتريه شيئاً فيراه ، وتتكلم معه فيسمعك ، لماذا ؟
لأن الروح كانت بعيدة ، وهي التي تشم ، وهي التي تنظر وهي التي تسمع ، فكيف تعلقها بالجسد ؟ لا نعلم ، هل هي موجودة أم غير موجودة ؟ قال العلماء : لو تظل الروح في الجسد ، لن يستريح الإنسان ولن ينام ، ولن يستطيع أن يفعل شيئاً..
لو دخلت إلى بيتك وأنت متعب ، ومثقل بهموم العمل ، خصوصاً لو كان عملك مهنياً بدنياً ، ودخلت إلى البيت وقلت : أبنائي ! دعوني أنام ، قالت لك امرأتك : هل تريد أن تستريح ؟ قلت : نعم . أريد أن أنام ، قالت : خذ راحتك ، هذا السرير والمكيف فوقك شغال ، لكن لا تنم.. وكلما أغمضت عينك فتحت عليك الباب وقالت : استرح استرح.. ما رأيك هل تستريح ؟ لو تجلس على السرير ستين ساعة فلن تستريح ، لكن لو نمت ثلاث أو أربع أو خمس ساعات ثم تقوم بعدها ، وإذ بك تقول : لا إله إلا الله ! الحمد لله ، الحمد لله ، استرحت وأصبحت نشيطاً ، وقد رجع لك كل نشاطك ، وكل قوتك.. لماذا ؟
لأن الروح خرجت ، لو لم تخرج وتدع الجسد يستريح لما استراح أبداً..
هذه الروح لا نعلم عنها شيئاً ، ويكفينا من العلم ما علمنا الله ، قال : قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلاً [الإسراء:85] وهي كما قلت لكم : بمنزلة الطاقة المحركة للجسد..
للشيخ : سعيد بن مسفر
مِنقول
يسلمو على مرورك
ماشاءالله مبدع
جزاك الله خير
مــشكــور ه..