تخطى إلى المحتوى

ماذا تعرفين عن عاشوراء ؟ 2024.

  • بواسطة

1- ط¹ط§ط´ظˆط±ط§ط، هو اليوم العاشر من شهر محرم أول شهور السنة الهجرية .
2- يستحب فيه الصيام لأمر النبي صلى الله عليه وسلم : (صِيَامُ يَوْمِ عَاشوراءَ إنِّي أحْتَسِبُ على الله أنْ يُكَفِّرِ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ ) (رواه مسلم والترمذي) ، وعن أبي هُرَيْرَةَ ، قال: قالَ رسولُ الله : ( أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ صِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ شَهْرِ الله المُحَرَّمُ ) (رواه مسلم وأحمد وغيرهم) . وذلك لأنه نجى الله نبيه موسى من الغرق وأغرق فرعون وجنوده .
3- صام موسى عليه السلام يومَ العاشر من محرم شكراً لله على نعمته وفضله عليه بنجاته وقومه وإغراق فرعونَ وقومه ، وأصبحت بعد ذلك سنة متبعة .
4- وتلقته الجاهلية من أهل الكتاب، فكانت قريشٌ تصومه في جاهليتها ، وكان النبي يصومه معهم بمكة . ولا يأمر الناس بصومه.
5- فلما قدم الرسول المدينةَ مهاجراً، واليهود إذ ذاك بها ، فوجدهم يصومون اليوم العاشر، وأمر الناس بصيامه، حتى أمر من أكل في ذلك اليوم أن يمـسك بقية ذلك اليوم. وكان ذلك في السنة الثانية من الهجرة؛ لأنه قدم المدينة في ربيع الأول.(وكان الصيام واجباً) ، (عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَدِمَ الْمَدِينَةَ. فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَاماً، يَوْمَ عَاشُورَاءَ. فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللّهِ « مَا هَـ?ذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هـ?ذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ. أَنْجَى? اللّهُ فِيهِ مُوسَى? وَقَوْمَهُ. وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ. فَصَامَهُ مُوسَى? شُكْراً. فَنَحْنُ نَصُومُهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ :
( فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى? بِمُوسَى مِنْكُمْ» فَصَامَهُ رَسُولُ اللّهِ . وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ). (متفق عليه) .
أجل، إن محمداً وأمته أولى بموسى وأولى بكل الأنبياء؛ لأنهم آمنوا بالأنبياء، وصدَّقوا رسالاتهم .

6- لمـا فرض رمضان في السنة الثانية نُسِخَ وجوب صوم عاشوراء، وصار مستحباً، فلم يقع الأمر بصيامه إلا سنة واحدة ، قالت عن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالت: ( كان يوم عاشوراءَ تصومُه قُريشٌ في الجاهلية. وكان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصومُه في الجاهليةِ، فلما قَدِمَ المدينةَ صامَهُ وأمَرَ بصِيامهِ، فلما فُرِضَ رمضانُ تَرَكَ يومَ عاشُوراءَ، فَمنْ شاءَ صامَهُ ومَن شاءَ ترَكه) (متفق عليه) .
وقال عليه الصلاة والسلام : ( صوم يوم عرفة يكفِّر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفِّر سنة ماضية) (رواه أحمد)
7- الأمر بمخالفة اليهود في صيام عاشوراء :
( وَكَانَ رَسُولُ اللّهِ يُحِبُّ مُوَافَقَةَ أَهْلِ الْكِتَابِ فِيمَا لَمْ يُؤْمَرُ بِهِ ) (متفق عليه) ، حتى أُمر بمخالفتهم، ونُهي عن موافقتهم، فعزم على أن لا يصوم عاشوراء مفرداً، فكانت مخالفته لهم في ترك إفراد عاشوراء بالصوم.
وكان من الصحابة والعلماء من لا يصومه ، ولا يستحب صومه ، بل يكره إفراده بالصوم ، كما نقل ذلك عن طائفة من العلماء ، ومن العلماء من يستحب صومه .
والصحيح أنه يستحب لمن صامه ، أن يصوم معه التاسع ؛ لأن هذا آخر أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله :
( لئِنْ عِشتُ إلـى قَابِلٍ لأصُومَنَّ التَّاسع أي : عاشوراء) . فهذا الذي سنَّهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وعلى صحة هذا الحديث فإن من لم يصم الـتـاسـع فإنه يصوم الحادي عشر؛ لتتحقق له مخالفة اليهود في عدم إفراد عاشوراء بالصوم.
قال الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله : ( فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر ) المغني (3/174) .
– وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( صوموا يوم عاشوراء ، وخالفوا فيه وصوموا قبله يوماً أو بعده يوماً ) (رواه أحمد وابن خزيمة وعبدالرزاق في مسنده) .
أما رواية: (صُومُوا يومَ عَاشوراءَ، وخَالِفُوا فيهِ اليهودَ، صُومُوا يَوْماً قَبْلَهُ أو يَوْماً بَعْدَهُ ) فهي ضعيفة (رواه أحمد والبزار)
فإنه قال بمشروعية صيام الحادي عشر لمن لـم يصم التاسع، لتحصل له مخالفة اليهود .
8- لم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور من البدع المحدثة في أيامنا هذه ، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح ، ولكنه صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة، وجد اليهود تصوم عاشوراء ، فقال : (ما هذا ؟).فقالوا: هذا يوم نجَّى الله فيه موسى -عليه السلام- من الغرق فنحن نصومه . فقال : (نحن أحق بموسى منكم). فصامه وأمر بصيامه . كانت قريش أيضاً تعظمه في الجاهلية ولكنهم لم يفعلوا كما فعلوا الروافض والنواصب من البدع ما أنزل الله بها من سلطان .

بعض الفوائد والوقفات لعاشوراء :
1- في هذا اليوم يوم العاشر من محرم (ويسمى بعاشوراء) تاب الله على نبيه ادم عليه السلام، وكان ادم عليه السلام قد نهاه الله عن أن يأكل من الشجرة فأكل منها فعصى ادم ربه ولكنها ليست كفرًا وليست بمرتبة الزنا ولا بمرتبة شرب الخمر ثم تاب إلى الله تبارك وتعالى .
2- وفيه نجى الله سفينة نوح من الغرق .
3- وفي ذلك اليوم أيضًا نجَّى الله فيه نبيه موسى ـ عليه الصلاة والسلام ـ والمؤمنين معه ، وأغـــرق فيه فرعون وحزبه .
4- وفي اليوم العاشر من المحرم قتل سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب، سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في يوم الجمعة سنة إحدى وستين بكربلاء من أرض العراق ، وله من العمر ثمان وخمسون سنة ، (البداية والنهاية 11/569 )
وكان هذا من المصائب العظيمة على الأمة قال ابن تيمية رحمه الله : وكان قتله – رضي الله عنه – من المصائب العظيمة؛ فإن قتل الحسين , وقتل عثمان قبله كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأمة وقتلتهما من شرار الخلق عند الله .( مجموع الفتاوى 3 /411 )

5- يوم عاشوراء حدث تأريخي في حياة البشرية ، ونقطة تحول في حرب الإيمان مع الكفر، ولذلك كانت حتى الأمة الجاهلية تصومه، كما قالت عائشة _رضي الله عنها_: ( أَنَّ قُرَيْشاً كَانَتْ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ) (متفق عليه) . بل حتى الأمة الكتابية كانت تصوم هذا اليوم، وتتخذه عيداً كما ثبت في الصحيحين .
6- صيام يوم عاشوراء يدل أن هذه الأمة أولى بأنبياء الأمم السابقة من قومهم الذين كذبوهم ، ويدل لذلك رواية الصحيحين ( أَنْتُمْ أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصُومُوا) وهذا من مميزات الأمة المحمدية عند الله، ولذلك يكونون شهداء على تبليغ الأنبياء دينهم يوم القيامة .
7- يوم عاشوراء تأكيد على وجوب مخالفة هدي المشركين حتى في العبادة ويدل لهذه المخالفة ما يلي:
أ- لما قيل للنبي صلى الله عليه وسلم : ( كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْماً تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ، وَتَتَّخِذُهُ عِيداً. فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ : صُومُوهُ أَنْتُمْ ) (رواه مسلم )
ب- أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يصام يوم قبله أو يوم بعده ) رواه أحمد في المسند وفيه مقال.
8- صيام يوم عاشوراء دليل على يسر الشريعة، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : (مَن شاءَ أن يَصُومَهُ فلْيَصُمه، ومَن شاءَ أن يترُكَهُ فلْيَتْرُكْه) (متفق عليه) .
9- من تأمل الأحاديث تبين له أنه لا ينكر على من تركه ، فقد كان ابن عمر رضي الله عنهما_ يترك صيامه إلا إن وافق عادته في الصيام ) (رواه البخاري) . ومع ذلك لم ينكر عليه بقية الصحابة _رضي الله عنهم – .
10- صيام يوم عاشوراء تربية للناس على فتح باب المسابقة والتنافس في الخيرات، فقد دل النبي _صلى الله عليه وسلم – على فضل عاشوراء ثم ترك الأمر راجع إلى اختيار الشخص حتى يتبين المسابق للخيرات مع غيره .
11- كان الصحابة رضي الله عنهم يربون صبيانهم على صيامه كما في حديث الربيع بنت معوذ _رضي الله عنها_ قالت : ( فكنّا نَصومهُ بَعدُ ونصَوِّمُ صِبيانَنا) (متفق عليه) . وهو دليل على أنه ينبغي إظهار بعض شعائر الدين في المجتمع حتى عند غير المكلفين حتى يتربى لديهم الانتماء لهذا الدين وأهله .
12- أن نشهد أن كل من كان من أمته (أي أمة موسى) ولم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام منه براء .

أخطاء يقع فيها بعض الناس في عاشوراء :
1 ـ من الخطأ الاكتحال يوم عاشوراء .
2 ـ تخصيص يوم عاشوراء بصلاة .
3 ـ الاغتسال والتعييد بالمصافحة وإعداد بعض ألوان الطعام الخاصة كأكلة عاشوراء .
4- أرشد النبي صلى الله عليه وسلم لصيام هذا اليوم شكراً لله على نجاة موسى وإهلاك فرعون ، ولا علاقة لصيامه بمقتل الحسين رضي الله عنه أبداً .
5 ـ اتخاذ يوم عاشوراء يوم حزن وعزاء :
هناك طائفة جاهلة ظالمة : إمَّا ملحدة منافقة ، وإما ضالَّة غاوية ، تظهر موالاته وموالاة أهل بيته ، تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة ، وتظهر فيه شعار الجاهلية ، من لطم الخدود ، وشق الجيوب ، والتعزي بعزاء الجاهلية .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وصار الشيطان بسبب قتل الحسين – رضي الله عنه- يحدث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء ، من اللطم والصراخ ، والبكاء ، والعطش ، وإنشاء المراثي، وما يفضي إلى ذلك من سبّ السلف ولعنهم، وإدخال من لا ذنب له مع ذوي الذنوب ، حتى يسب السابقون الأولون ، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها كذب ، وكان قصد من سن ذلك ، فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة ، فإن هذا ليس واجباً ولا مستحباً باتفاق المسلمين ، بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة ، من أعظم ما حرمه الله ورسوله) ا.هـ .
وهذا مخالف لشرع الله ؛ فالذي أمر به الله ورسوله في المصيبة- إن كانت جديدة-إنَّما هو الصبر،والاسترجاع والاحتساب ، كما قال تعالى:{….وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ *الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} (سورة البقرة : 155- 156- 157)
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( ليس مِناَّ من لَطَمَ الخُدودَ، وشَقَّ الجُيوبَ، ودَعا بدَعْوَى الجاهلية) (رواه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلم : ( أنا بَرِىءَ مِنَ الصَّالِقَةِ وَالْحَالِقَةِ وَالشَّاقَّةِ ) (متفق عليه) . وقال صلى الله عليه وسلم :
( النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا، تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ، وَدِرْعٌ مِنْ جَرَب) (رواه مسلم) .
وقال صلى الله عليه وسلم: ( أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ ) (رواه مسلم)
عن أُمَّ سَلَمَةَ ، زَوْجَ النَّبِيِّ تَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ ( مَا مِنْ عَبْدٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيقُولُ: إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ. اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا ـ إِلاَّ أَجَرَهُ اللّهُ فِي مُصِيبَتِهِ. وَأَخْلَفَ لَهُ خَيْراً مِنْهَا». قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ قُلتُ كَمَا أَمَرَنِي رَسُولُ اللّهِ . فَأَخْلَفَ اللّهُ لِي خَيْراً مِنْهُ. رَسُولَ اللّهِ ) (رواه مسلم)
6- يستقبل بعض المنتسبين إلى الإسلام في بعض البلدان شهر محرم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل ؛ فيصنعون ضريحاً من الخشب ، مزيناً بالأوراق الملونة ويسمونه ضريح الحسين ، أو كربلاء ، ويجعلون فيه قبرين ، ويطلقون عليه اسم ( التعزية ) ، ويجتمع أطفال بملابس وردية أو خضر، ويسمونهم فقراء الحسين .
7- بدعة الفرح في يوم عاشوراء عند النواصب الذين عارضوا الرافضة ، فجعلوا يوم عاشوراء موسم فرح ، وهم النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجهَّال فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ؛ كالاكتحال ، والاختضاب ، وتوسيع النفقات على العيال ، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح .
8- إن الذي سنه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم هو صيامه ، وأما سائر الأمور : مثل اتخاذ طعام خارج عن العادة إما حبوب وإما غير حبوب ، أو تجديد لباس ، أو توسيع نفقة ، أو اشتراء حوائج العام ذلك اليوم ، أو فعل عبادة مختصة كصلاة مختصة به . أو قصد الذبح ، أو ادخار لحوم الأضاحي ليطبخ بها الحبوب ، أو الاكتحال ، أو الاختضاب ، أو الاغتسال ، أو التصافح ، أو التزاور ، أو زيارة المساجد والمشاهد ، ونحو ذلك . فهذه من البدع المنكرة التي لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون ، ولا استحبها أحد من أئمة المسلمين المشهورين .
فيجب على الإنسان ، طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، واتباع دينه وسبيله ، واقتفاء هداه ودليله . وعليه أن يشكر الله على ما عظمت به النعمة .
قال تعالى :{ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (سورة آل عمران : 164)
وقال صلى الله عليه وسلم: ( إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ الله. وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَىَ مُحَمَّدٍ. وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا. وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ ) . . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .. والحمد لله رب العالمين ..

المصادر والمراجع :
1- ثلاثون وقفة مع عاشوراء – عقيل بن سالم الشمّري .
2- البدع التي أحدثت في شهر محرم – عبدالله التويجري – المصدر: كتاب البدع الحولية .
3- بعض الآثار الواردة في شهر محرم – عبدالله التويجري – المصدر: كتاب البدع الحولية .
4- يوم عاشوراء أحكام وفوائد – عبد اللطيف بن محمد الحسن .
5- ظ…ط§ط°ط§ تعرف عن عاشوراء ؟ – محتسب (أبو مصعب) .
6- لماذا لا نجعل يوم مقتل الحسين مأتماً ؟ – ماجد بن عبدالرحمن الفريان .
7- وللإستزادة والتوسع ومعرفة المزيد عن الموضوع يمكنكم زيارة الموقع :
www.saaid.net

لا تنسونا من دعائكم الصالح ..

منقول من الشاملة نت لفائدتكن

مشكورة الحلا كله

البرونزية

يوم استشهد فيه الحسين (عليه السلام) وهو يوم المُصيبة والحُزن للائمة (عليهم السلام) وشيعتهم وينبغي للشّيعة أن يمسكوا فيه عن السّعي في حوائج دُنياهم وأن لا يدّخروا فيه شيئاً لمنازلهم وأن يتفرّغوا فيه للبكاء والنّياح وذكر المصائب وأن يقيمُوا ماتم الحسين (عليه السلام) كمنا يقيمُونه لاعزّ أولادهم وأقاربهم وأن يزوروه بزيارة عاشوراء الاتية ان شاء الله تعالى وأن يجتهدوا في سبّ قاتليه ولعنهم وليعزّ بعضهم بعضاً قائلاً اَعْظَمَ اللهُ اُجُورَنا بِمُصابِنا بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهَ السَّلامُ وَجَعَلْنا وَاِيّاكُمْ مِنَ الطّالِبينَ بِثارِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الاِمامِ الْمَهْدىِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد عَلَيْهِمُ السَّلامُ وينبغي أن يتذاكروا فيه مقتل الحسين (عليه السلام) فيستبكي بعضهم بعضاً .

وروى انّه لمّا أمر موسى (عليه السلام) بلقاء خضر (عليه السلام) والتّعلّم منه كان أوّل ما تذاكروا فيه هو انّ العالم حدّث موسى (عليه السلام)بمصائب آل محمّد (عليهم السلام) فبكيا واشتدّ بكاؤهما وعن ابن عبّاس قال : حضرت في ذيقار عند أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخرج صحيفة بخطّه واملاء النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وقرأ في من تلك الصّحيفة وكان فيها مقتل الحسين صلوات الله وسلامه عليه وانّه كيف يقتل ومن الذي يقتله ومن ينصره ومن يستشهد معه ثمّ بكى بكاءً شديداً وأبكاني ، فمن شاء فلطيطالع كتب الخاصّة في المقتل وعلى أيّ حال فمن سقى النّار عند قبر الحسين (عليه السلام) في هذا اليوم كان كمن سقى أعوانه (عليه السلام) في كربلاء ولقراءة التّوحيد ألف مرّة في هذا اليوم فضل .

وروي انّ الله تعالى ينظر الى من نظر الرّحمة وقد روى السّيد لهذا اليوم دعاء يشابه دعاء العشرات بل الظّاهر انّه نفس الدّعاء على بعض رواياتها وقد روى الشّيخ عن عبد الله بن سنان عن الصّادق (عليه السلام)صلاة ذات ركعات ودعاء يؤدّى غدوة ولم نوردها اختصاراً (من شاء فليطلبها من زاد المعاد) وينبغي ايضاً للشيعة الامساك عن الطعام والشّراب في هذا اليوم من دُون نيّة للصّيام وأن يفطُروا في آخر النّهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب كاللّبن الخاثر والحليب ونظائرهما لا بالاغذية اللّذيذة وأن يلبسوا ثياباً نظيفة ويحلو الازرار ويكشطوا الاكمام على هيئة اصحاب العزاء وقال العلامة المجلسي في زاد المعاد : والاحسن أن لا يصام اليوم التّاسع والعاشر فانّ بني اميّة كانت تصومها شماتة بالحسين (عليه السلام) وتبرّكاً بقتله وقد افتروا على رسول الله (عليه السلام) احاديث كثيرة وضعوها في فضل هذين اليومين وفضل صيامهما وقد روي من طريق أهل البيت (عليهم السلام) احاديث كثيرة في ذمّ الصّوم فيهما لا سيّما في يوم عاشوراء وكانت أيضاً بنو أميّة لعنة الله عليهم تدّخر في الدّار قُوت سنتها في يوم عاشوراء ولذلك روي عن الامام الرّضا صلوات الله وسلامه عليه ، قال : من ترك السّعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائج الدّنيا والاخرة ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحُزنه وبكائه جعل الله يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرّت بنا في الجنّة عينه ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادّخر لمنزله فيه شيئاً لم يبارك له فيما ادّخر وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد الله بن زياد وعمر بن سعد لعنهم الله فينبغي أن يكفّ المرء فيه عن أعمال دنياه ويتجرّد للبكاء والنّياحة وذكر المصائب ويأمر أهله بأقامة المأتم كما يقام لاعزّ الاولاد والاقارب وأن يمسك في هذا اليوم من الطّعام والشّراب من دون قصد الصّيام ويفطر آخر النّهار بعد العصر ولو بشربة من الماء ولا يصوم فيه الّا اذا أوجب عليه صومه بنذر أو شبهه ولا يدّخر فيه شيئاً لمنزله ولا يضحك ولا يقبل على اللّهو واللّعب ويلعن قاتلي الحسين (عليه السلام) ألف مرّة قائلاً : اَللّـهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ أقول : يظهر من كلامه الشّريف انّ ما يروى في فضل يوم عاشوراء من الاحاديث مجعولة مفتراة على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد بسط القول مؤلّف كتاب شفاء الصّدور عند شرح هذه الفقرة من زيارة عاشوراء اَللّـهُمَّ اِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُواُمَيَّةَ وملخّص ما قال : انّ بني اميّة كانت تتبرّك بهذا اليوم بصور عديدة :

منها : انّها كانت تستن ادّخار القوت فيه وتعتبر ذلك القوت مجلبة للسّعادة وسعة الرّزق ورغد العيش الى العام القادم وقد وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت (عليهم السلام) في النّهي عن ذلك تعرّضاً لهم .

ومنها : عدّهم هذا اليوم عيداً والتّأدّب فيه بآداب العيد من التّوسعة على العيال وتجديد الملابس وقصّ الشّارب وتقليم الاظفار والمصافحة وغير ذلك ممّا جرى على طريقة بني اميّة وأتباعهم .

ومنها : الالتزام بصيامه وقد وضعوا في ذلك اخباراً كثيرة وهم ملتزمون بالصّوم فيه .

الرّابع : من وجوه التّبرّك بيوم عاشوراء ذهابهم الى استحباب الدّعاء والمسألة فيه ولاجل ذلك قد اقتروا مناقب وفضائل لهذا اليوم ضمنوها ادعية لفقوها فعلّموها العصاة من الامة ليلتبس الامر ويشتبه على النّاس وهم يذكرون فيما يخطبون به في هذا اليوم في بلادهم شرفاً ووسيلة لكلّ نبيّ من الانبياء في هذا اليوم كاخماد نار نمرود واقرار سفينة نوح على الجودي واغراق فرعون وانجاء عيسى (عليه السلام) من صليب اليهود كما روى الشّيخ الصّجدوق عن جبلة المكيّة قالت : سمعت ميثماً التّمار قدّس الله روحه يقول : والله لتقتل هذه الامّة ابن نبيّها في المحرّم لعشرة تمضي منه وليتّخذنّ اعداء الله ذلك اليوم يوم بركة وانّ ذلك لكائن قد سبق في علم الله تعالى أعلم ذلك بعهد عهده الى مولاي أمير المؤمنين (عليه السلام) الى أن قالت جبلة : فقلت : يا ميثم وكيف يتّخذ النّاس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين (عليه السلام) يوم بركة فبكى ميثم (رضي الله عنه) ثمّ قال : سيزعمون لحديث يضعُونه انّه اليوم الّذي تاب الله فيه على آدم وانّما تاب الله على آدم (عليه السلام) في ذي الحجة ويزعمون انّه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح (عليه السلام) على الجودي وانّما استوت في العاشر من ذي الحجّة ويزعمون انّه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى (عليه السلام) وانما كان ذلك في ربيع الاوّل وحديث ميثم هذا كما رأيت قد صرّح فيه تصريحاً وأكّد تأكيداً انّ هذه الاحاديث مجعولة مفتراة على المعصومين (عليهم السلام) وهذا الحديث هو امارة من امارات النبوّة والامامة ودليل من الادلّة على صدق مذهب الشّيعة وطريقتهم فالامام (عليه السلام) قد نبّأ فيه جزماً وقطعاً بما شاهدنا حدوثه حقّاً فيما بعد من الفرية والكذب رأى العين فالعجب أن يلفق مع ذلك دعاء يضمّن هذه الاكاذيب فيورده في كتابه بعض من ليس من ذوي الخبرة والاطّلاع من الغافلين فينشر الكتاب بين العوام من النّاس .

وقراءة ذلك الدّعاء لا شكّ انّها بدعة محرّمة والدّعاء هو :

سُبْحانَ اللهَ مِلاَْ الْمِيزانِ وَمُنْتَهَى الْعِلْمِ وَمَبْلَغَ الرِّضا وَزِنَةَ الْعَرْشِ وفيه بعد عدّة سطور ثمّ صلّ على محمّد وآله عشر مرّات وقل : يا قابِلَ تَوْبَةَ آدَمَ يَوْمَ عاشُورآءَ يا رافِعَ اِدْريسَ اِلَى السَّمآءِ يَوْمَ عاشُورآءَ يا مُسْكِنَ سَفينَةِ نُوح عَلَى الْجُودِىِّ يَوْمَ عاشُورآءَ يا غِياثَ اِبْرهيمَ مِنَ النّارِ يَوْمَ عاشُورآءَ الخ ولا شكّ انّ هذا الدّعاء قد وضعه بعض نواصب المدينة أو خوارج المسقط أو أمثالهم متمّماً به ظلم بني اميّة .

تمّ ملخصّاً ما ذكره مؤلّف شفاء الصّدُور وعلى كلّ حال فجدير أن تذكر في آخر النّهار حال حرم الحسين (عليه السلام)حينئذ وبناته وأطفاله وهُم اُسارى بكربلاء حَزينات باكيات مُصابات بما لم يخطر ببال أحد من الخلق ولا يطيق اليراع شرحه ولقد أجاد من قال :

فاجِعَةٌ اِنْ اَرَدْتُ اَكْتُبُها مُجْمَلَةً ذِكْرَةً لِمُدِّكِر

جَرَتْ دُمُوعى فِحالَ حامِلُها ما بَيْنَ لَحْظِ الْجُفُونِ وَالزُّبُرِ

وَقالَ قَلْبى بُقْيا عَلَىَّ فَلا وَاللهِ ما قَدْ طُبِعْتُ مِنْ حَجِر

بَكَتْ لَهَا الاَْرْضُ وَالسَّمآءُ وَما بَيْنَهُما فى مِدامِع حُمُر

من از تحرير اين غم ناتوانم كه تصويرش زده آتش بجانم

ترا طاقت نباشد از شنيدن شنيدن كى بود مانند ديدن

ج ــزاكـ الله خ ـي ـر

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.