كيف يكون الزواج سكنا وتكون البيوت سكنا؟
قال تعالى :" والله جعل من بيوتكم سكنا " ، فالبيت ليس مجرد جدران وأساس بل هو مكان للتربية وللإعداد للفرد ط§ظ„ظ…ط³ظ„ظ… ، فيجيب أن يعمر بالإيمان والمودة بين الزوجين والحب المتبادل بين أفراد الأسرة ،يجب أن يكون جميع أفراده قرآنا يمشى على الأرض .
وما هو ط§ظ„ظپط±ظ‚ بين ط§ظ„ط¨ظٹطھ المسلم وغير المسلم ؟
الفرق يتركز في العقيدة التي تملأ قلوبهم بنور الإيمان ، هذا النور الذي ينعكس على تصرفاته ومعاملاته.
البيت المسلم يعبر كل شئ فيه من آثاث أو جدران أومعاملات عن إسلامه فيكون الإسلام قولا وفعلا.
وليس بالبيت الفخر يكون الإسلام بل بالطمانينة التي تعم أرجائه والرضا والصبر والشكر الذي يملأ صاحبه سعادة ،
فبيت النبي مع أم المؤمنين عائشة " رضى الله" عنها كان يسوده الإيمانيات والطمأنينة والرضا.
وتعالو بنا نتعرف على مكوناته
البيت عبارة :
عن حجرة من جريد مستور بمسوح الشعر (جمع مسح ) وهوكساء من الشعر .
الآثاث سرير من خشبات مشدودة بحبال من ليف .
وسادة من جلد حشوها ليف.
وقربة من ماء وآنية من فخار لطعامه ووضوئه .
وكذلك كانت بيوت أقرب الأقربين له _ صلى الله عليه وسلم _ فهذا جهاز فاطمة ابنته " رضى الله عنها"
ثوب من قطيفة ووسادة من آدم (جلد) حشوها ليف ورحا وسقاء وجرتان .
وليس معنى ذلك أن الإسلام لايرغب في أن ينعم الإنسان ، ولكن قدوة رسول الله لنا في ذلك أن الأسلام ليس بكل هذه النعم ، ولكن بالرضا والقناعة .
والدليل: أن الله سبحانه وتعالى قال :" واما بنعمة ربك فحدث "فالله يحب ان يرى آثار نعمته على عبده ولكنه سبحانه وتعالى لا يحب التفاخر بذلك والتعالي الذي ادى بالناس الآن أن ترفض أزواج بسبب الآثاث والمهر واشياء أخرى.
وأصبحت السعادة في هذا العصر بالنسبة لمن لايسيروا على منهج الله مستحيلة لأنهم لا ينظرون إلى الهدف الأساسي وهوبناء بيت مسلم صالح مصلح للمجتمع ، بل أصبح الهدف التفاخر والدنيا .
نفترض أن كلا من العروسين كونا كل شئ فاخر لشقتهما ولم يستحضروا النية في تكوين البيت المسلم قبل الزواج وجاء أجله حين عرسهم ، ماذا يكون الموقف أمام الله ، هل نفعهم الآثاث الذي بني على التفاخر؟
يجب على كل مسلم أن يعلم ان هذا البيت الصالح المصلح لا يبنى إلا بصانع متقن ومهندس ماهر يخططا لهذا البناء ويضعا قواعده والتي ليس بالرمل والزلط ، ولكن بالدين ومنهج الله ورسوله فالرجل هو مسئول عن ذلك أمام الله وتشاركه في هذه المسئولية الزوجة التي يجب أن يختارها منذ البداية راغبة في هذا الطريق واقول راغبة لأنه لا يوجد شئ كامل فالكمال لله وحده ، ولكن اهم شئ أنها ترغب في هذا الطريق فلو محجبة تكون على أصول دينية سليمة وليست مجرد مظهر ، ولو غير محجبة لامانع إذا وجد فيها رغبة في التدين وتحتاج مساعدة وعندما يجد من مساعدته لها تقدم في هذا الطريق يأخذ بيدها أكثر ، وياخذ في ذلك ثوابا كبيرا بتغير فرد مسلم وحماية المجتمع من فرد لوترك كان سيكون سببا في فساده "والله لا يحب الفساد" .
وأخيرا أنظر إلى دينها وليس المظهر الخادع ، وكما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم
-" فاظفر بذات الدين تربت يداك"