السر فى ثلاث كلمات مثلت الفرق بين ظƒظˆط±ظٹط§ ط§ظ„ط¬ظ†ظˆط¨ظٹط© وبين دول أخرى كـ مصر خلال الــ 50 عاما الماضية ‘التعليم” و”التكنولوجيا” و”الديمقراطية” و شكلوا معا أسباب الاختلاف الكبير بين مكانة الدولتين على الصعيد الاقتصادي.
الواقع أن التعليم كان أساس الطفرة الكورية خلال الفترة التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وحتي الان، فقد كانت نسبة الأمية فى الدولة الجنوب اسيوية قبيل الحرب تقترب من الــ 30%، ولكن مع إعلان الحكومات المتعاقبة – أثناء وعقب – الاحتلال والسيطرة الأمريكية والصراع السياسي، الحرب على الأمية فى كافة أنحاء الدولة، وصلت نسية الأمية فى عام 1990 إلى أقل من 1% من إجمالي السكان.
لم تقتصر الجهود الكورية على التعليم الطبيعي فحسب، وإنما لجات إلى شعار محو الامية الالكترونية، فركزت جهودها على إنهاء أمية مواطنيها تكنولوجيا، لتتمكن بعد ذلك من فرض ستطوتها العالمية على المجال التكنولوجيا ويصبح من أهم صادراتها.
التعليم المتخصص لم يكن بمنأي عن اهتمام الدولة كذلك، فقد ادركت أن الاحتياج للعمال والمتخصصين مهنيا هو امر لا يقل اهمية عن التعليم الأساسي، لتتوسع فى بناء المدارس الصناعية لإخراج عمال ومهنين على طراز علمي.
كوريا تنفق نحو 7,1%من الناتج من الناتج الداخلي الخام على التعليم، لتكون أكبر دولة فى العالم انفاقا على التعليم، وبفضل هذا الدعم المالي للبحث العلمي،تقدمت كوريا الجنوبية بأكثر من 5935 طلبا لبراءات الاختراع للمنظمة العالمية للملكية الفكرية، محتلة المرتبة الرابعة، بعد الولايات المتحدة ثم اليابان وألمانيا.
الاقتصاد
كوريا الجنوبية هي الاقتصاد الــ 11 على مستوي العالم، بمعدل نمو سنوي يتجاوز فى أغلب الأحوال معدل الــ 5%، وناتج قومي داخلي يصل إلى 680 مليار دولار.
كلمة السر فى التفوق الكوري الجنوبي تكمن فى التصدير الخاص بمنتجاتها الصناعية، فكوريا تمتلك صناعات كبيرة فى مجالات السيارات والشاحنات(نيسان و هيونداي وكيا)، وكافة المنتجات التكنولوجيا من أجهزة الحاسب وحتي اجهزة الأم بي 3 ومشتقاتها( سامسونج إحدي الأمثلة وهي ثاني أكبر شركة تكنولجية فى العالم).
ويتضمن التصدير الكوري كذلك مجالات الاتصالات والخدمات المالية ومنتجات التأمين، ناهيم عن عدد من الصناعات الخفيفة، مثل الملابس والاحذية وغيرها من المنتجات.
والواقع أن كوريا عقب الحرب العالمية الثانية كانت مجرد دولة فقيرة يعمل معظم سكانها بالزراعة، ولكن القرار والارادة شكلا الدافع للتحول إلى الصناعة، ليرتفع الدخل القومي من 2,3 مليار دولار مع بداية الستينات، إلى 931 مليار دولار عام 2024، كما ارتفع نصيب الفرد من الدخل القومي من 87 دولارا، إلى أكثر 19,4 ألف دولار أمريكي حاليا.
كوريا الجنوبية لم تحقق معجزة كما يردد عدد كبير من خبراء الاقتصاد والمالية فى العالم، فأي شئ يمكن تحقيقه عندما يجتمع عاملين رئيسيين، هما الرغبة فى فعل الشئ، والقدرة على فعله، وهذا هو الفارق بين كوريا الجنوبية ومصر خلال الــ 50 عام الأخيرة، فمصر تمتلك القدرة على الفعل، ولكنها لم تمتلك الرغبة والاصرار على فعله بعد !!!
مشكورة