قوله تعالى: ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ ) الآية 27 .
قال ابن عباس في رواية عطاء الخراساني: كان أُبيّ بن خلف يحضر النبيّ صلى الله عليه وسلم ويجالسه ويستمع إلى كلامه من غير أن يؤمن به، فزجره عقبة بن أبي معيط عن ذلك، فنـزلت هذه الآية.
وقال الشعبي: وكان عقبة خليلا لأمية بن خلف، فأسلم عقبة، فقال أمية: وجهي من وجهك حرام إن تابعت محمدًا عليه الصلاة والسلام، وكفر وارتدّ لرضا أمية، فأنـزل الله تبارك وتعالى هذه الآية.
وقال آخرون: إن أُبيّ بن خلف وعقبة بن أبي معيط كانا متحالفين، وكان عقبة لا يقدم من سفر إلا صنع طعامًا فدعا إليه أشراف قومه، وكان يكثر مجالسة النبي صلى الله عليه وسلم، فقدم من سفره ذات يوم فصنع طعاما فدعا الناس، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعامه، فلما قرب الطعام قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أنا بآكل من طعامك حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله"، فقال عقبة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم من طعامه، وكان أُبيّ بن خلف غائبًا، فلما أخبر بقصته قال: صبأت يا عقبة، فقال: والله ما صبأت ولكن دخل عليّ رجل فأبى أن يطعم من طعامي إلا أن أشهد له، فاستحييت أن يخرج من بيت ولم يطعم، فشهدت له فطعم، فقال أُبيّ: ما أنا بالذي أرضى عنك أبدًا إلا أن تأتيه فتبزق في وجهه وتطأ عنقه، ففعل ذلك عقبة، فأخذ رحم دابة فألقاها بين كتفيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ألقاك خارجًا من مكة إلا علوت رأسك بالسيف"، فقتل عقبة يوم بدر صبرًا، وأما أُبيّ بن خلف فقتله النبيّ صلى الله عليه وسلم يوم أُحد في المبارزة، فأنـزل الله تعالى فيهما هذه الآية.
وقال الضحاك: لما بزق عقبة في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، عاد بزاقه في وجهه فتشعب شعبتين، فأحرق خديه وكان أثر ذلك فيه حتى مات.
مشكورة غناتي