تخطى إلى المحتوى

ما هي فوائد و اضرار القهوه 2024.

البرونزية

عند مطلع القرن السادس عشر دخلت القهوة إلى الصيدليات والمقاهي في اوروبا، حيث أذهلت مستهلكيها بقدرتها على تنبيه الدماغ، وقد اعتبرت القهوة في بداية دخولها بأنها قوية وخطرة، وكانت نداءات في ذلك الوقت بحظر استخدامها، وانقلب حالها اليوم حيث تستخدم القهوة لدى الملايين في مختلف أنحاء العالم، رغم أنها لاتزال تصنف بأنها عقار، ولا يمكن إنكار تأثيراتها التي تشبه تأثيرات الدواء

البحوث العلمية أثبتت أن القهوة بها مادة الكافيين، الذي يصنف بأنه منبه، حيث يكبت المواد الكيميائية في الدماغ بدلا من أن يحررها، وذلك بسبب التشابه الكيميائي للكافيين مع مادة في الدماغ تسمى الأدينوزين تفرزها النهايات العصبية لكبح نشاط خلايا الدماغ، فعند تناول فنجان القهوة فإن مادة الكافيين تأخذ موقع الأدينوزين، مما يمنع الأدينوزين من تثبيط نشاط خلايا الدماغ، مما يضعها في حالة من النشاط والإثارة، وحسب الدراسات فإن كمية الكافيين الموجودة في فنجانين من القهوة كافية للتغلب على مستقبلات الأدينوزين في الدماغ لمدة ساعتين، لذلك فإنه لايفيد في تنبيه ونشاط الجسم عند زيادة تناول كميات القهوة،وقد أظهرت الدراسات أن الجرعات المنخفضة من الكافيين يمكن أن تحسن الأداء العقلي، كما أثبتت دراسة قام بها العالم النفساني "هاريس ليبرمان" في معهد البحوث التابع للجيش الأمريكي، أن جرعات الكافيين كلها حتى الجرعات الصغيرة، أدت إلى تعزيز أداء الإنسان، حيث نبهت أدمغتهم إلى سرعة التفكير وتفاعل أسرع وتركيز أكبر وبالتالي تحسين الأداء. وأفضل جرعة هي 100-200 ملجرام تقريبا من الكافيين، وهي كمية نجدها في فنجان قهوة سعته خمس أونسات، ويفضل تناول فنجان قهوة في الصباح، وفنجان آخر بعد الظهر عندما تكون فعالية الكافيين قد تلاشت وتضاءل النشاط، وقد أشار الباحثون أن تناول المزيد من الكافيين لا يعزز الأداء الفعلي بشكل أكبر. بينما تناول جرعات كبيرة من القهوة (أكثر من خمسة فناجين يوميا)، يمكن أن تتسبب في القلق والتململ وحتى الرعاش ( وهذا الحد قد يوصف بأنه التسمم بالقهوة)، ولأن الأشخاص يختلفون في مدى تأثرهم بالقهوة، فإن جرعة الكافيين قد تكون نشوة لأحدهم بينما تكون سما لآخرين.

إلا أن الغريب أن القهوة تعتبر مسكنا ومهدئا عند البعض، فقد كشفت دراسة في هارفارد عن مسألة مدهشة وهي أن القهوة تتسبب في النعاس بدلا من النشاط لدى بعض الأشخاص، ويُعتقد بأنهم يعانون من حالة نادرة ومتناقضة حيث يغلبهم النعاس عند شربهم القهوة.
فعالية القهوة في المزاج
تعد القهوة عقارا نفساني المفعول، يستخدم على نطاق واسع في كافة أنحاء العالم، وله دور فاعل في تحسين المزاج ومقاومة الإحساس بالتعاسة وتحقيق تحسن مزاجي بعد تناولها في الصباح أو الظهيرة والمساء، ولها تأثير في تعديل المزاج وربما الاكتئاب المزمن، لذلك يزعم البعض أن فنجان القهوة الصباحي يجلب البسمة وهذه المقولة كثيرا ماتكون صحيحة. ويتسبب تناول القهوة في الإحساس بالنشوة والسعادة والإحساس بالرضا وتخفيف القلق، ويؤيد الدكتور (ملفن كونر/ جامعة ايموري) استخدام الكافيين كمضاد خفيف للاكتئاب. وقد يؤدي تناول القهوة لدى البعض في الشعور بالقلق والعصبية والتوتر، وتكون الإصابة بالقلق لديهم مزمنة، وربما تزيد من حالة الخوف والخشية والشك، مع هجمات من تسارع نبضات القلب وتعرق وارتعاش، ورغم أن تناول الكافيين الموجود في القهوة بجرعات عادية آمن لدى معظم الناس، فهو يحسن المزاج والأداء، إلا أن هناك مجموعة من الذين تكون الخلايا الدماغية عندهم حساسة للكافيين، فإن شرب خمسة إلى ستة فناجين يوميا، يمكن أن يؤدي إلى الاعتلال النفسي. وكلما زادت جرعة تناول القهوة أدى إلى أن يؤثر على زيادة قلقهم لحساسيتهم من الكافيين، وتصنف الجمعية النفسية الأمريكية التسمم بالكافين كاضطراب عقلي يتضمن الإثارة والتململ وسرعة نبضات القلب والأرق والاهتياج النفسي الحركي وتخبط التفكير والكلام، وتكمن المشكلة في عدم التمييز بين أعراض تسمم القهوة وأعراض عصاب القلق.

يعود الاختلاف في تأثير القهوة على البشر إلى اختلاف طبيعة جسم الإنسان، ورد فعله في مدى التأثر بالكافيين ، فالبعض لديه حساسية عالية للتأثر بالقلق والكرب عند تناول الكافيين حيث تتجاوز ردود أفعالهم المعايير المتوقعة، وقد تصل إلى إثارة مفرطة والهلع، والغريب أنها أصابت بعض الأصحاء عند تناولهم أربعة إلى خمسة فناجين قهوة. ومن الواضح أن رد فعل وحساسية تأثر الدماغ يختلف بين البشر في حساسيتهم للكافيين، ويعتبر التوقف عن تناول القهوة (الكافيين) هو أسرع وأفضل علاج للقلق، ويقول الدكتور مالكولم بروس من معهد الطب النفسي في لندن ان دراسة أثبتت أن 25% من مرضاه باضطراب القلق حققوا شفاء مثيرا بعد توقفهم عن تناول القهوة.
لذلك نجد أن للقهوة تأثيرا إيجابيا من تحسين المزاج والنشاط لدى البعض، إلا أنه قد يؤدي إلى الكسل والنوم لدى آخرين، بينما قد يؤثر على البعض الآخر بالقلق ونوبات من الخوف والذعر وخفقان القلب، وذلك تبعا للحالة البيولوجية والوراثية لدى الشخص، ومن المهم أن نميز بأن تناول الغذاء أو الدواء قد يفيد بعض الأشخاص بينما قد لاينفع لآخرين وربما قد يؤذيهم ويضرهم.

المصدر جريدة الرياض

معلومات قيمة ومفيدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.