الكوليسترول من الأمراض الصامتة لا يدرك المرء إصابته بها إلا إذا أجريت له فحوص طبية بسبب إعياء أصابه ليفاجأ أنه مصاب به. واللافت أن هناك نسبة كبيرة جداً من الأشخاص في الشرق الأوسط مصابون به.
ما هو الكوليسترول؟
الكوليسترول هو الشحم الموجود في الدم، وينقسم إلى ط§ظ„ظƒظˆظ„ظٹط³طھط±ظˆظ„ الجيد والذي يعرف بالـ HDL الذي يحمي الشرايين، وكلما كانت نسبته مرتفعة في الدم يحمي الشرايين ، والكوليسترول السيئ ويعرف بال LDL وكلما كانت نسبته ضئيلة كان الأمر أفضل للشرايين.
ما هي أسباب ارتفاع الكوليسترول السيئ؟
أسباب الكوليسترول السيئ عديدة، منها تناول الوجبات التي تحتوي على نسبة دهون مرتفعة مثل المقالي، الأجبان الصفراء كالقشقوان والغرويار، والمناقيش سواء الزعتر أو الجبن. أما الكوليسترول الجيد فليس هناك ما يزيد نسبته في الدم إلا رياضة المشي والتمارين وبعض الأدوية.
ما هي أخطار الكوليسترول السيئ؟
إذا ارتفعت نسبة الكوليسترول السيئ في الدم يتراكم في شرايين الجسم ويسدّها. وأهمها شرايين القلب والدماغ والكليتين. وإذا سدت شرايين القلب تحدث جلطة أو ذبحة قلبية. فمن المعروف أن القلب يتغذّى بالدم الذي تضخه الشرايين التاجية أو coronaire ، وإذ سد أحد هذه الشرايين بسبب تراكم الدهون وارتفاع نسبة الكوليسترول السيئ يحصل تصلّب في الشرايين مما يؤدي إلى الذبحة القلبية. والأمر نفسه بالنسبة إلى الدماغ وباقي شرايين الجسم.
لكن من الملاحظ أن هناك أشخاصاً مصابين بارتفاع الكوليسترول السيئ رغم أنهم رشيقو الجسم؟
ليس من الضروري أن يسبب الأكل وحده هذا النوع من الكوليسترول، فقد يكون وراثياً أي أن هناك في العائلة مصاباً به، وهذه الفئة من الناس في حاجة دائمة إلى تناول الأدوية الخاصة. وهناك كثر ممن يعانون من الوزن الزائد وليسوا مصابين به.
فهناك عوامل خمسة تعرف طبياً بالعوامل الخطرة على حياة الإنسان خصوص عند الأشخاص الذين تخطوا سن الخمسين عند الرجل والخامسة والخمسين عند المرأة وهي:
كل شخص يعاني هذه الأسباب الخمسة مجتمعة يعتبر طبياً في حالة صحية حرجة. في حين هناك من هو مصاب بواحد أو إثنين أو ثلاثة من العوامل. وأخطرها هو السكري، لأنه مرض صامت، فالشرايين تتآكل من دون أن يشعر المصاب بذلك. كل هذه العوامل تسبب تصلّب الشرايين. ودور الطبيب التخفيف من الآثار السلبية على صحة المصاب فهناك الأدوية والعلاج الذي يساعد على ذلك، إضافة إلى أن المريض عليه أن يتبع نمط حياة صحية، ويكون ذلك عن طريق الإلتزام بتعليمات الطبيب، وتغيير نمط حياته.
هناك الكثير من الأشخاص مصابون بال LDL رغم أنهم لا يعانون البدانة؟
1 السكري 2 الضغط 3 الدهون 4 التدخين 5 الوزن الزائد.
صحيح ولكن البدانة هي عامل من العوامل، فقد يكون الشخص نحيلاً ولكنه لا يمارس الرياضة على الإطلاق أو يدخّن أو مصاب بضغط الدم …. نحن اليوم طبياً لا نفكر فقط بطريقة العلاج وإنم بطرق الوقاية التي تجعل الإنسان يعيش حياة صحية من دون مشاكل. طبياً لا نهتم بزيادة عمر المريض بقدر ما يهمنا أن يعيش الإنسان حياة مديدة وصحية خالية من الأمراض.
ماذا تقول الدراسات الحديثة؟
ترى الدراسات الطبية الحديثة أن أي شخص تخطى سن الخمسين سواء كان مصاباً بال LDL أو لا وإذا كان يعاني عاملاً من العوامل الخمسة الآنف ذكرها، نصف له استعمال الستاتينس، خصوصاً مريض السكري.
في أي سن على الشخص إجراء فحوص طبية سنوية؟
إذا كان في تاريخ العائلة شخص مصاب بالسكري أو الكوليسترول عليه أن يبدأ في العشرين. أما إذا لم يكن وراثياً فعليه أن يخضع للفحص الروتيني بعد الأربعين. وأشير هنا إلى أننا في الشرق الأوسط نتناول وجبات غذائية مليئة بالدسم فنحن في لبنان مثلاً نرتكز كثير على المقالي، فضلاً عن أن هناك فئة كبيرة خصوص بين المراهقين تتناول الوجبات السريعة التي هي أيض مليئة بالدهون، واللافت أن 90 في المئة من سكان الشرق الأوسط يعانون نسبة مرتفعة من الـ LDL
هل من الضروري أن يتناول المصاب بالكوليسترول الدواء مدى الحياة؟
حسب رد فعله، نعطيه الدواء كحماية بعيار خفيف شرط أن يلتزم بنظام غذائي صحي ويمارس الرياضة. أذكر أن مريضاً جاءني وكان LDL عنده 250 وهي نسبة عالية جداً. التزم بإرشاداتي وبعد ثمانية أسابيع أعدنا إجراء الفحوص فانخفض ال LDL إلى 90
المشكلة هي في سعر الدواء وأنا أقول للمريض:” درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
ماذا نعني بتغيير نمط الحياة؟
يعني إذا كان المريض يدخن ننصحه بتخفيف التدخين، وأن ينتبه إلى وجباته، ويمارس رياضة المشي 40 دقيقة يومياً. كل هذا يساعد على التخلص من الكوليسترول السيئ وقد لا يحتاج المريض إلى الدواء إذا التزم اتباع هذه الإرشادات. وهناك أدوية جيدة من عائلة الستاتينس Statins ومنه أنواع يكون عياره بحسب نسبة ال LDL ودورها حماية الشخص من الجلطات وتقوية الشرايين كي لا تنسد وتقشير طبقة الدهون التي تتراكم داخل الشريان، ثم الأسبرين ليساعد على سيلان الدم إذا كان هناك انسداد في الشرايين. وهذه من أهم أنواع الأدوية. ولكن هذا ل يعني أن لا نقوم بالأمور الأخرى أي الرياضة، بل إن اعتماد نمط حياة صحي يخفف من استعمال هذه الأدوية.
الستاتينس مهمة فهو يجنب الجلطات على أنواعها ويخفف نسبة ال LDL ويساعد على تقوية HDL فضلاً عن أنه يقوي جدار الشريان، كي لا ينكمش حجم الشريان ولا ينسد.
كيف يعرف الشخص أنه مصاب بالكوليسترول؟
لا يزور شخص الطبيب لأنه شعر بأنه مصاب بالكوليسترول، فهو كما ذكرت مرض صامت. ولكنه يقصد الطبيب لأنه يشكو من ألم ما، وبإجراء فحوص نكتشف أن نسبة كوليسترول LDL مرتفعة .
لذا أنصح دائما الناس بإجراء فحوص سنوياً سواء كانوا يشكون من ألم أو لا. فالسكري والكوليستيرول من الأمراض الصامتة.
وتوصلت الأبحاث الطبية إلى اختراع دواء يعطى للأشخاص فوق الخمسين يساعد على الوقاية من هذه الأمراض وإن لم يكن الشخص يعاني أي مرض، وتتكوّن من الأسبيرين والستاتينس ودواء للضغط وهو من الأدوية الحديثة
لماذا تسبب الذبحة القلبية بموت الشاب في سن الأربعين بينما ينجو من هم فوق الخمسين؟
تتكوّن مع تقدّم السن شرايين إضافية تعرف Arteres collaterales ، فإذا انسد شريان ما هناك شريان بديل منه، بينما الشاب في سن الأربعين تكون الشرايين لديه شابة وتحتاج إلى وقت حتى تظهر شرايين أخرى بديلة. لذا عندما يصاب الشاب بالذبحة لا يكون هناك شرايين بديلة تخفف من خطر الموت، في حين أن الشخص الذي تعدى الخمسين فإن تكوّن الشرايين البديلة لديه يخفف من احتمال الموت لأنها تقوم بدور الشريان المتصلب.
هل صحيح أن زيت الزيتون يساعد على ارتفاع HDL ؟
صحيح ويصبح مضر إذا تعرض لدرجة حرارة مرتفعة أي القلي لأنه يتحول إلى نوع من الدهون الخطرة جداً. في العادة كنا نقول إن نسبة ال LDL لا يجوز أن تزيد عن 130 عند الشخص العادي ومن ثم بيّنت الأبحاث أنه لا يجوز أن تتعدى ال 100 بينما عند مريض السكري لا يجوز إطلاقاً أن تتعدّى الـ 70 ، لذا يضطر الطبيب لعلاجه بالستاتينس.
د. شادي شار
إفراز الجسم للكولسترول
إن مادة الكولسترول شديدة الأهمية لجسم الإنسان لدرجة أنه يفرزها بنفسه. ولهذا فحتى لو تناولت أطعمة خالية تماماً من الكولسترول، فإن جسمك سوف يفرز بالتقريب 1000 ملج التي يحتاجها لأداء وظائفه بشكل جيد. ويتمتع جسم الإنسان بقدرة على تنظيم كمية الكولسترول في الدم، حيث ينتج المزيد عندما لا يمدك الغذاء الذي تتناوله بالكميات المناسبة. إن عملية تنظيم التوحيد الكيميائي للكولسترول عملية شديدة الحساسية، ويتحكم فيها الجسم بطريقة محكمة.
ويعمل هذا النظام كما يعمل منظم الحرارة في بعض الأجهزة الكهربائية حيث ينظم درجة الحرارة. ومنظم الحرارة في حالتنا تلك هو البروتين الذي يستشعر محتوى الخلايا من مادة الكولسترول، فعندما يستشعر وجود نسبة منخفضة في كولسترول الخلايا، يصدر إشارات إلى جينات الخلايا (وهى الأجهزة الكهربائية في مثالنا) لإنتاج البروتينات التي تكون الكولسترول. وتنتج الخلية المزيد من الكولسترول، كما تنتج أيضا المزيد من البروتينات على سطح الخلية لتلتقط جزيئات LDL المارة، وبالتالي تستخلص الكولسترول من الدم. وهذه الطريقة هي التي تسمح للعقاقير المستخدمة على نطاق واسع لتخفيض نسبة الكولسترول بالعمل بفعالية.
بإمكان معظم خلايا جسم الإنسان أن تنتج الكولسترول الذي تحتاجه. ومع ذلك، يعد الكبد هو المصنع الرئيسي الذي يوفي الكولسترول لجميع الخلايا، فهو يكفى لدرجة تمكنه من تصدير الفائض منه. ويغلف الكبد الكثير من الكولسترول الذي ينتجه بالبروتينات الدهنية والتي تنتقل إلى خلايا الجسد المختلفة، مما يوفر دعما إضافية لما تستطيع كل خلية أن تنتجه بنفسها . وهذه التدعيمات مهمة على وجه الخصوص للمناطق التي تستهلك الكثير من الكولسترول في الجسم مثل الخصيتين في الرجال والمبايض في النساء، حيث تتكون الهرمونات الجنسية.
إفراز الجسم للكلسترول ليس شيئا غريبا أو مستبعدا، فكل البشر يفرزونه وإلا لم نكن لنعيش حتى الآن
وفى محاولة لتبسيط إيصال رسالة عن الصحة العامة للجماهير للمحافظة على نسبة الكولسترول الطبيعية، فإن القائمين على شرح هذا الأمر عادة ما يتجاهلون نقطة أن جميع البشر ينتجون كميات كبيرة من الكولسترول . ولكن من المهم جداً أن تتفهم هذا الأمر لأنه يفض الالتباس الذي يقع فيه من المرضى. إذاً، إفراز الجسم للكلسترول ليس شيئا غريبا أو مستبعدا، فكل البشر يفرزونه وإلا لم نكن لنعيش حتى الآن.
ويتحدد مستوى الكولسترول في الدم طبقا للكم الذي ينتجه الجسم وطبقا لما تتناوله في طعامك مطروحا منه الكم الذي يستهلكه الجسم أو يخرجه. وقد ينتج الارتفاع في نسبة الكولسترول عن وجود إحدى المشكلات في أي من المتغيرات في تلك المعادلة، فقد يفرز جسمك الكثير من الكولسترول الذي يزيد عن حاجته بسبب استعداد وراثي أو ربما تتناول الكثير منه عبر طعامك أو ربما لا يقوم جسمك بإخراج الكولسترول عبر الصفراء بشكل فعال.
ويحتاج جسمك للطعام لتزويد عملية إنتاج الكولسترول بالوقود، وقد يقوم أي نوع من الطعام بهذه المهمة بالفعل حتى الخالي من الكولسترول. فما دام الطعام يحتوى على الكربون الموجود في كل من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، فإنه سيمد الجسم بالبنى الأساسية التي تجعله ينتج الكولسترول الخاص به. حيث يتكون الكولسترول من الكربون الذي يعاد تصنيعه من الطعام الذي تتناوله. أما الدهون المشبعة، فهي ترفع نسب الكولسترول في الدم أكثر من الأنواع الأخرى من الأطعمة، ولهذا ينصح من يودون المحافظة على نسبة الكولسترول لديهم بتجنبها. وهذا الأمر صحيح حتى لو تناولنا الدهون المشبعة في أطعمة خالية من الكولسترول (والدهون المشبعة نفسها لا تشتمل على كولسترول ولكنها موجودة دائماً في الأطعمة بنسبة عالية من الكولسترول) .
يتبع
ما هو الكولسترول ؟
البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL والبروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL
الكولسترول عبارة عن نوع من الدهون أو اللبيدات. وهو أيضاً عبارة عن ستيرويد أو زيت جامد تتكون منه هرمونات الستيرويد أو شبيهات الكولسترول. ولو حملت الكولسترول في يدك سوف ترى مادة شمعية تشبه إلى درجة كبيرة الشمع الأبيض السائل المائل إلى الاصفرار.
ويتدفق الكولسترول في الجسم عبر الدورة الدموية، ولكن هذه العملية ليست بسيطة،. وذلك لأن اللبيدات تتكون في الأساس من الزيوت بينما يتكون الدم من الماء، لذا فهما لا يختلطان أبدآ. فلو أننا غمسنا الكولسترول في الدم فإنه ببساطة سوف يتخسر مكوناً كرات منفصلة عن السائل . وللتلخص من هذه المشكلة فإن جسم الإنسان يعبئ الكولسترول وباقي أنواع الدهون ويحولها إلى جسيمات دقيقة مغلفة بغشاء من البروتين تسمى البروتينات الدهنية (دهون + بروتين ) التي تختلط بسهولة مع الدم. وتعرف البروتينات المستخدمة باسم أبوليبوبروتينات.
وتتكون الدهون في هذه الجسيمات من الكولسترول وثلاثي الجليسريد ومكون ثالث هو الشحوم أو الدهون الفسفورية وهي التي تجعل هذه المكونات تلتصق ببعضها البعض.
ويعتبر ثلاثى الجليسريد نوع من أنواع الدهون يشتمل على ثلاثة أحماض دهنية متحدة مع كحول يسمى جليسيرول وهى تؤلف قرابة تسعين بالمائة من الدهون الموجودة في الطعام الذي تتناوله.
الكولسترول عبارة عن نوع من الدهون أو اللبيدات يتدفق في الجسم عبر الدورة الدموية
ويحتاج جسم الإنسان إلى مادة ثلاثي الجليسريد للحصول على الطاقة، ولكنه مثل الكولسترول، فإن كثرة وجوده في الجسم تضر بالقلب وبالأوعية الدموية.
بروتين دهني بأي اسم آخر إن نوعي البروتينات الدهنية الأساسيين اللذين يهمانا عندما نتحدث عن أمراض القلب هما البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL والبروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL. وعلى الرغم من تشابه الأسماء إلا أن تلك الجسيمات تختلف عن بعضها كاختلاف الليل والنهار. وينبع هذا الاختلاف من الكثافة التي تعبر عن نسبة البروتين إلى الدهون، فالجسيمات التي تغلب نسبة الدهون بها على نسبة البروتين تكون كثافتها أقل من كثافة الجسيمات التي تغلب نسبة البروتين بها على نسبة الدهون والعكس صحيح. وهناك أنواع أخرى من البروتينات الدهنية التي لا حصر لها. ولكن حتى تتمكن من فهم كيفية تأثير الكولسترول على الجسم وكيفية تأثير الطعام الذي تتناوله على مستوى الكولسترول لديك، فإن أفضل ما نبدأ به هو البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL والبروتينات الدهينة منخفضة الكثافة LDL.
البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL تعمل كالمكنسة الكهربائية التي تمتص الكولسترول الزائد عن حاجة الجسم والأنسجة
البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL
تتراوح نسبة الكولسترول الذي ينتقل عبر جسيمات LDL ما بين 60 إلى 70 بالمائة لدى معظم الناس، وهذه الجسيمات تشبه المعبر الذي ينقل الكولسترول إلى أجزاء الجسم التي تكون بحاجة إليه في أي وقت. وللأسف، إذا زادت نسبة هذه الجسيمات في الدم فإنها ترسب الكولسترول على جدار الأوعية الدموية، مما قد يتسبب في انسداد هذه الأوعية ويؤدي بالتالي إلى الإصابة بأزمات قلبية. ولهذا السبب يصف الناس جسيمات LDL على أنها الكولسترول الضار وما يدعو إلى التفاؤل هو أن كمية LDL في الدم ترتبط بكم الدهون المشبعة والكولسترول الذي تتناوله. ولذلك يستطيع الكثيرون الإقلال من نسبة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL لو اتبعوا نظاماً غذائيا تقل فيه نسبة الدهون. وعندما تجرى فحصا لتتبين نسبة الكولسترول وأنت صائم، فإن الطبيب في هذه الحالة يفحص نسبة كولسترول LDL .
البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL
تختلف هذه البروتينات تماماً عن بروتينات LDL. فبدلاً من احتوائها على الكثير من الدهون، تحتوى البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL على الكثير من البروتينات. وبدلاً من نقل الكولسترول إلى أجزاء الجسم، فإنها تعمل كالمكنسة الكهربائية التي تمتص الكولسترول الزائد عن حاجة الجسم والأنسجة فهي تلتقط الكولسترول الزائد من الخلايا والأنسجة لترجعها ثانية إلى الكبد الذي يستخرج بدوره الكولسترول من الجزيئات أو يستخدمه لإنتاج الصفراء أو يعيد تصنيعه مرة ثانية. وهذا النشاط يفسر سبب ارتباط المعدلات المرتفعة البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL بانخفاض نسبة الإصابة بأمراض القلب.
وتحتوى جسيمات HDL أيضاً على جزيئات مضادة للأكسدة والتي تمنع جسيمات LDL من التحول إلى بروتينات دهنية والتي تتسبب في الإصابة بأمراض القلب.
إن التغيير في أسلوب الحياة يؤثر في مستويات البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL فالتمرينات الرياضية قد تزيدها، بينما قد تقل بسبب البدانة والتدخين. أما بالنسبة للغذاء، فإن الأطعمة مرتفعة نسبة الدهون بوجه عام التي تؤدى إلى ارتفاع نسبة LDL ستؤدى كذلك إلى رفع نسبة HDL، بينما تقلل الأطعمة منخفضة الدهون كليهما، وبالتالي، فإذا اخترنا نوعية الغذاء المناسبة لنا بحرص، سوف نتمكن من تناول الغذاء الذي يقلل من نسبة LDL دون أن يتسبب في تقليل نسبة HDL.
ما أنواع الدهون المختلفة ؟
قد يألف الكثير من الناس مصطلحي الدهون المشبعة والدهون الغير مشبعة، ولكن ما الذي تعنيه تلك المصطلحات تحديداً؟
تتشابه كل الدهون في تركيبتها الكيميائية : سلسلة من ذات الكربون متحدة مع ذرات هيدروجين. وما يجعلها تختلف عن بعضها هو طول وشكل سلسلة ذرات الكربون وعدد ذرات الهيدروجين. وتخلق هذه الاختلافات البنيوية الطفيفة اختلافاً هائلة في كيفية رد فعل الجسم على هذه المركبات.
الدهون المشبعة :
تعود كلمة مشبعة هنا إلى عدد ذرات الهيدروجين التي تحتويها هذه الدهون. حيث تضم سلسلة ذات الكربون التي تكون تلك الدهون الكثير من ذرات الهيدروجين، ولهذا فهي مشبعة. وتعتبر الدهون المشبعة ضارة بصحة الإنسان.
الدهون غير المشبعة :
وهذا النوع يحتوي على عدد أقل من ذرات الهيدروجين، وهي صحية بالنسبة للإنسان.
هناك نوعان مختلفان من الدهون الغير مشبعة : الدهون المشبعة المتعددة ، والدهون المشبعة الأحادية. ومن أمثلة النوع الأول : دهون الأوميغا 3 ، ودهون أوميجا 6، حيث تحتوي على أربع ذرات أو أكثر من الكبرون غير المشبع بالهيدروجين. أما الدهون غير المشبعة الأحادية فتحتوي على زوج واحد فقط من جزيئات الكربون وهي غير مشبعة بالهيدروجين
وظائف الكولسترول
الكولسترول يساهم في تكوين الغشاء الخارجي للخلايا
يعد الارتفاع في نسبة الكولسترول مشكلة صحية خطيرة وهو أحد المسببات الكبرى لأمراض أوعية القلب CVD والتي يعانى منها نصف عدد الرجال وثلث عدد السيدات في مرحلة ما من عمرهم.
لكن وجب التوضيح بأن الكولسترول في حد ذاته ليس مضراً، فعلى الرغم من أن نسبته المرتفعة في جسم الإنسان قد تؤذي وتؤدي إلى حدوث أمراض، إلا أن توافر الكمية المناسبة منه في الدم يلعب دورا مهماً في جسم الإنسان، ولكن الكولسترول شأنه في ذلك شأن الكربوهيدرات، قد اكتسب سمعة سيئة لدرجة جعلت أغلب الناس لا يعرفون إيجابياته.
هذا ويلعب الكولسترول ثلاثة أدوار رئيسية :
بدون الكولسترول لن تحدث جميع هذه الوظائف، وبدون حدوث هذه الوظائف، سيفنى الجنس البشرى بأكمله !
1. يساهم في تكوين الغشاء الخارجي للخلايا . 2. يكوّن أحماض الصفراء التي تساعد على هضم الطعام في الأمعاء. 3. يساعد جسم الإنسان على إنتاج فيتامين د D والهرمونات مثل : هرمون الاستروجين عند النساء ، والتستوستيرون عند الرجال.
حقيقة الكولسترول
معظم الكولسترول الموجود في دم الإنسان يأتي عادة من الكبد
هناك اعتقاد شائع وخاطئ عن الكولسترول وهو أن المؤشر على عدم الإصابة بالكولسترول هو أن تكون نسبته صفر! ولكن لو لم يتوفر الكولسترول في جسم الإنسان بنسبة معينة فإنه سيموت، وكذلك سيفنى الجنس البشرى بأكمله! ولن يتمكن الرجال من إفراز هرمون تستوستيرون أو الهرمون الخصوي ولن تتمكن النساء من إفراز هرمون الإستروجين، وبدون تلك الهرمونات لن تحدث عملية التكاثر. ولن تتمكن الأمعاء من هضم الطعام بدون كولسترول، كما لن تتمكن الخلايا من تكوين أغشيتها الخارجية التي تعرف بالبلازما، لذا فإن الكولسترول نفسه ليس سيئا. ولكن تواجده في جسم الإنسان بصورة كبيرة عبر جسيمات البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL هو الشيء المضر، حيث قد يتعرض جسم الإنسان إلى ترسبه في أماكن خطرة كأن يترسب على جدار الأوعية الدموية.
ومعظم الكولسترول الموجود في دم الإنسان يأتي عادة من الكبد وجزء ضئيل فقط يأتي من الأطعمة التي نتناولها. وهناك دهون معينة تكتسبها من الغذاء بجانب الكولسترول وهى بالتحديد الدهون المشبعة والدهون المتحولة وهى التي تتسبب في إفراز الكبد لكميات كبيرة وضارة من الكولسترول.
في الواقع، إن الدهون المشبعة والمتحولة في نظامك الغذائي ترفع نسبة الكولسترول أكثر مما يفعل الكولسترول الذي تتناوله عبر طعامك.
وبغض النظر عن مصدره، فإنه عندما يزداد معدل البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL في دمك، فإنه يترسب على جدار الأوعية الدموية لديك وعلى الشرايين التي تنقل الدم المحمل بالأكسجين إلى القلب والمخ.
إن تراكم البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة يسبب تضيق وعدم استقرار في جدران الأوعية الدموية والتي قد تؤدى حتماً إلى التعرض لأزمات قلبية والسكتات الدماغية.
والأمر الجيد هو أنه بوسع معظم الناس الوقاية من أمراض القلب إذا اتبعت أشياء مفيدة للقلب من شأنها تخفيض كولسترول البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL. فالتغيير في أسلوب الحياة مثل إتباع نظام غذائي يحتوى على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة سيساعدك على المدى الطويل في تحقيق هذا الهدف. أما إذا لم تكف هذه الأساليب، فهناك الكثير من الأدوية الفعالة لمساعدتك على ذلك.
كم تبلغ نسبة الكولسترول في الدم ؟
كم تبلغ نسبة الكولسترول في دمك ؟
يتردد هذا السؤال على مسامعك عزيزي القارئ أينما كنت، سواء في التجمعات الأسرية أو الإعلانات التليفزيونية.
وعلى الرغم من زيادة نسبة الوعي من الأخطار الناجمة عن ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم في العقدين الماضيين، إلا أنه ما تزال هناك الكثير من الاعتقادات الخاطئة عن هذا المرض. وأكبر هذه الاعتقادات هو أن جميع أنواع الكولسترول متشابهة، مع أن هذا الاعتقاد يتلاشى تدريجيا في الواقع، وكما يفهم الكثيرون الآن، فإن الكولسترول ينتقل في دم الإنسان عبر العديد من الجسيمات الدقيقة المختلفة، وأهم هذه الجسيمات البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL ولهذين النوعين من الجسيمات تأثيران مختلفان تماماً في الأوعية الدموية وعلى عملية التجلط.
ولتبسيط الأمر على القارئ فإن البروتينات الدهنية عالية الكثافة HDL تحمي جسم الإنسان من أمراض القلب، بينما قد تتسبب البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة LDL في إحداث هذه الأمراض.
لاتحرموني جمال ردودكم..
مشكورة غناتي