نوفا قد تكون فاتحة تطور شاشات العرض التلفزيونية والسينمائية (الجزيرة نت)
قدم علماء المعهد الفدرالي السويسري للتقنية في زيورخ تجربة فريدة طيلة هذا الأسبوع، للعرض الثلاثي الأبعاد المجسم، في خطوة قد تحمل معها تطورا كبيرا في مجال شاشات العرض التلفزيونية والسينمائية.
تجربة الشاشة "نوفا" كانت حدثا شد المترددين على محطة القطار الرئيسية في زيورخ، الذين بهرتهم الشاشة المجسمة الضخمة بمساحة 25 مترا مكعبا، غطتها 25 ألف كرة ضوئية صغيرة الحجم، كل واحدة منها بقطر أربع سنتيمترات متراصة على بعد عشرة سنتيمترات لكل منها، وفي كل واحدة شريحة رقمية خاصة بها.
وللتغلب على مشكلة ارتفاع درجة الحرارة أثناء البث، فقد تخللت تلك الشاشة العملاقة خمسمئة مجس لدرجات الحرارة تعمل على تشغيل أجهزة تبريد عند بلوغها حد معين.
خطوة هامة
ويقول البروفيسور كريستوف نيدربرغر أستاذ علوم هندسة الحاسوب في المعهد وأحد المشرفين على هذا المشروع إن بث صور ملونة من الحاسوب مباشرة إلى هذه الشاشة كان ناجحا، إذ نقلت تلك المساحة الضخمة 16.7 مليون لون في الثانية الواحدة، و32 ميغا بايت من المعلومات في الثانية الواحدة، ولو كانت الكرات أصغر حجما، لارتفع عدد الألوان إلى مليار، لتكون أكثر دقة وانسيابية في الحركة.
وتعد تلك التجربة خطوة هامة نحو تطوير شاشات العرض للتطبيق اليومي في الحاسوب والتلفزة، مع اختلاف كبير عن الشاشات الموجودة حاليا، والتي إما تتطلب نظارة خاصة، أو الجلوس في زاوية محددة، وفي كلتا الحالتين تكون الرؤية ثلاثية الابعاد نوعا من الخداع البصري، لكن هذه التجربة الجديدة هي بالفعل أول شاشة مجسمة ثلاثية الأبعاد، تختلف حتى عن تقنيات الليزر.
ويرى البروفيسور نيدربرغر في حديثه للجزيرة نت أن الوصول إلى الشكل النهائي لشاشات العرض تلك سيحتاج إلى بعض الوقت، فالكريات يجب أن تكون شفافة وأقل حجما ومتناهية الصغر، وأن تتفاعل مع الأشعة الصادرة من جاراتها، لتغيير حدة الإضاءة أو كثافة اللون، وربما يتوصل العلماء يوما ما إلى تقنية تضع وحدات الضوء المعروفة بإسم "بيكسل" في قالب مجسم على أكثر من طبقة تعطي التأثير الثلاثي الأبعاد.
فالكريات المستخدمة في "نوفا"، هي في حد ذاتها أشباه موصلات، تتحكم فيها شريحة إلكترونية، تتفاعل مع الإشارات الواردة لها من الحاسوب، لتطلق شعاعا ملونا تتغير درجته وشدته حسب المعطيات الواردة، وتحتوي "نوفا" أيضا على أربعمئة ألف وحدة ضوئية متناهية الصغر، 25% منها ملونة والبقية بيضاء، تتفاعل هي الأخرى مع بقية الكريات، وتقوم بنقل التفاصيل الدقيقة في الصورة، أو درجات اللون.
أصداء إيجابية
وقد لقيت هذه التجربة الناجحة أصداء إيجابية كبيرة سيما في الأوساط الفنية، وستبدأ الجامعة في مشروع مشترك مع بعض العاملين في حقل الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والفنون التشكيلية، للتعرف على احتياجاتهم وتطلعاتهم، كيف يمكن تحقيقها علميا، ويقول البروفيسور نيدربرغر إن هذه الخطوة ضرورية ليعرف المتخصصون على الجانبين ما يحتاجه المبدعون وما يمكن أن يقدمه العلماء، ومن هذا التعاون المثمر يستفيد المجتمع.
وكان للعلماء السويسريون الفضل في التوصل قبل سنوات إلى ابتكار الشاشات المضغوطة الحجم التي لا تعتمد في العرض على أنبوب الكاثود، ولكن تجربة ظ†ظˆظپط§ كانت أثقل وزنا، إذ بلغ وزن التجهيزات المستخدمة في هذه التجربة 3.3 أطنان وألف متر من الأسلاك.
الله يعطيكِ العافية