هل ط§ظ„ط³ظ…ظ†ظ‡ ط®ط·ظٹط±ط© و ظ…ظ…ظٹطھظ‡ و هل تعد ط§ظ„ط³ظ…ظ†ط© ط³ط¨ط¨ط§ ط±ط¦ظٹط³ظٹ للموت
وسائل الإعلام والسمنة والمؤامرة المميتة
فلاح المنصور*
(تعد السمنة سبباً رئيسياً للموت)… هذا ما سمعته عبر إحدى الفضائيات.. ترى كيف يحس المشاهد السمين عندما يسمع هذه الجملة، بل ان هذه القناة أضافت (والسمنة تشهد انتشاراً واسعاً بين الأطفال والشباب، الرجال والنساء).. وكأنها وباء واقع لا محالة، والغريب أن هذه القناة وقس عليها ما شئت من إعلامنا العربي لم تذكر ببساطة أن السمنة يمكن الوقاية منها وأنها لا تحتاج أكثر من قرار شخصي ليس إلا.. ما عدا في الحالات المرضية كالاختلال الهرموني وغيره.
والغريب في الأمر أن وسائل الإعلام التي ترعبنا من السمنة بهذه الطريقة هي مشارك رئيسي في إصابتنا بالسمنة وذلك بما تعرضه من إعلانات للأكلات غير الصحية والوجبات السريعة، وأمر آخر إن الجلوس أمام وسائل الإعلام لفترات طويلة يتطلب عدم الحركة وبذل الجهد وبالتالي الإحساس بالكسل والخمول إذ هي بدورها تساعد في تراكم الشحوم، أمر آخر مهم جداً وهي العادات الغذائية السيئة والتي تقدمها لشبابنا عبر نماذج بشرية افتراضية كأبطال المسلسلات والرياضيين وغيرهم، فمن تشجيع على أكلات ومشروبات معينة إلى عادات خاطئة مثل الأكل باليد اليسرى أو الأكل والشرب ماشياً أو واقفاً وهو ما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم «انه نهى أن يشرب الرجل قائماً» قال قتادة: فقلنا فالأكل ؟ فقال: ذاك أشر وأخبث «وقد أثبتت الدراسات أن الأكل أو الشرب واقفاً يؤدي إلى تساقط السائل بعنف إلى قاع المعدة، وتكرار ذلك يؤدي لاسترخاء المعدة وهبوطها مما يؤدي إلى مضار أخرى حسب رأي الباحثون منها عسر الهضم واتساع المعدة مما يعطي احساساً بعدم الشبع وبالتالي السمنة.
وحين تتبعت كإعلامي مصادر هذه القناة في الحصول على مثل هذا الخبر ومن أين جاءت بهذا التأكيد وجدت أنها اعتمدت على الانترنت وقد اقتطفت أسوأ ما نشر دونما تركيز ففي الوكيبيديا كان النص يقول (ومن المقدر أن السمنة في الولايات المتحدة تعد السبب الكامن وراء زيادة معدلات الوفيات من 111.909 إلى 265.000 في العام الواحد، بينما يرجع السبب وراء موت مليون فردٍ في الاتحاد الأوروبي) ثم بعد ذلك تحدث التقرير عن اشتراطات وتفاصيل كتلة العظم ولاحظوا أن الجملة بدأت بكلمة ومن المقدر فهو ليس قطعاً، هذا نتيجة تتبع لقناة واحدة ترى كيف يكون الوضع ان تتبعنا كل ما ينشر.
نخلص من كل ذلك إلى أن السمنة خطيرة بلا شك ولكنها يمكن التخلص منها والوقاية منها قبل حدوثها، وذلك عبر الوعي والإدراك الجيد لمخاطرها ولطرق الوقاية وهذا دور النشاط الاعلامي الصحي والذي يجب ان تهتم به جميع المراكز الطبية في الوطن وعبر نشاطات الهيئة العامة للغذاء والدواء في مراقبة الكثير من الأكلات التي قد تكون مضرة بأطفالنا وشبابنا وقبل ذلك كله عبر الاعلام المتخصص والمسئول ودوره في دعم صحة المواطن والاهتمام بهذا الجانب.
يجب أن ندقق في الرسائل التي تبثها وسائل الإعلام، وفي مقدمتها الاعلانات، يجب أن نقلل من ساعات الجلوس أمام وسائل الإعلام وممارسة نشاطات أخرى على رأسها الرياضة، يجب الاهتمام بالعادات الغذائية الصحيحة والصحية وغرسها في أذهان أبنائنا.
* التثقيف الصحي
جريدة الرياض
مشكورة ياقمر
تشــــــــــــــــــــــكــــــــــــــــرات