كيف ط§ظ‚ظ†ط¹ ط²ظˆط¬ظٹ ط¨ط§ظ„ط³ظپط± ظ„ظˆطط¯ظٹ او مع ط§ظ‡ظ„ظٹ بالسفر للخارج
أرجو أن تكوني بخير ، وأسأل الله أن يسعدك وأن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به .
أختي الفاضلة : واضح جداً أنك على قدر من التعقل والتأمل والإدراك والتوازن في التفكير وهذا واضح من خلال إبراز إيجابيات الزوج والإنصاف ، والتنازل عن بعض الأمور التي تساهم في التقارب بينك وبين زوجك ، والخوف على علاقتك الزوجية أن يمسها ضعف أو توتر ، وتفكيرك للحل بطريقة صحيحة وهو السؤال : كيف ؟ أكثر من التحسر والتشكي فحسب .
وأنا على يقين ـــــ بإذن الله ــــ أنك قادرة على تجاوز هذه المشكلة بذكاء وجدارة لذا آمل منك مراعاة ما يلي :
1)الوقت عامل مهم لبناء جسور التواصل وتقوية جدار المحبة بين الزوجين ، فأنتما في بداية الطريق ، والزمن كفيل بالتغيير إلى الأفضل والأحسن بشرط أن يتم التركيز على الإيجابيات التي تساهم في سعادة الطرف الآخر وتجنب السلبيات التي من شأنها أن تخرق سفينة المحبة وهي تمخر في عباب بحر الحياة .
2)اختلاف البيئة والعوامل التربوية والعادات والطبائع والتنشئة الاجتماعية والخلفيات الثقافية مما له الأثر في الاختلاف والتباين في السلوك والأفكار ، لذا من الخطأ أن نضيق من اختلافنا في الطبائع والأفكار ، وعلينا أن نستمتع باختلافنا وتعدد أنماطنا ، وأن نتكيف ونتعايش مع بعضنا رغم اختلافنا .
3)لا تقارني نفسك بغيرك ممن حولك أو ممن سبقك في قطار الزواج ، فالمقارنة من أكبر عوامل الشقاء النفسي الذي يصنعه الفرد بيده ، فلا تمدي عينيك إلى غيرك وتقارني حالك بهم ، فهم مختلفون عنك ولا محالة .
4)لا تركزي على موضوع السفر وكثرة المطالبة بذلك والإلحاح والإصرار على هذا الأمر ، وإن كان أمر جميل ، ومحبب إليك ، ولو تم التركيز على كسب قلب الزوج وتنمية الحب بينكما ، والثناء على الإيجابيات ، ولو حرصت على زوجك والتقارب النفسي والفكري والتكيف معه ، لحصل لك ما ترغبين من مكاسب ومصالح وأمنيات ، وربما سافر معك بعد حين .
5)ليس كل من سافر في سعادة وراحة ، فقد يسافران ويسعدان ، وقد يكون غير ذلك ، وقد يأت من السفر وقد كره هذا السفر لأنه حمله قائمة من الديون والالتزامات فهي سعادة مؤقتة تعقبها حسرة وضيق ومشاكل وتوتر ، وربما كان الزوج محافظاً وقاصراً عينه على زوجته وإذا ما سافر حصلت له الفتنة بالنساء والولع بهن والعياذ بالله .
6)وإن كان ولا بد من المطالبة بالسفر ، فتدرجي بين مناطق الدولة ثم الدول العربية وهكذا حتى يتم المقصود ويحصل المراد .
7)ليس بالضرورة أن ما يقوم به الزوج من سلوك تجاهك من باب العناد والتمسك برأيه وحب مخالفتك ، فقد يكون مرد ذلك إلى اختلاف طبع أو تباين أفكار وتعدد آراء ليس إلا .
8)أرجو عدم التركيز والتفكير كثيراً في فارق السن وأنه عامل كبير الأثر في الاختلاف ، فهو ليس سبباً مباشراً في قوة التفاهم ، وحسن التواصل والتفاعل ، ولا سيما إن كان هذا الفارق يسيراً أو مقبولاً ، فكم من زوجين متفاوتين في السن متقاربين في الفكر والسلوك ، بينهما انسجام ووئام . ولا سيما أن هذا الأمر قد حصل وانتهى الأمر ، والتفكير فيما مضى تضييع للحاضر وتفويت للمستقبل .
9)ركزي على سلوكك وتصرفاتك الحسنة والمرغوبة مع زوجك واطرحي جانباً التركيز على سلوكه وأفعاله غير المرغوبة منك .
10)تجنبي كثرة اللوم والعتاب والتشكي والتبرم والهجر والغضب لأتفه الأسباب فإن ذلك لا يفيد ولا يصنع شيئاً ، بل يوغر صدر زوجك ويبغضك .
11) اعلمي أن أكبر خطأ ترتكبه المرأة حينما تحاول تغيير زوجها حسبما تريده هي ، بل الواجب التعامل معه كما هو وقبوله والتكيف معه والتركيز على إيجابياته ومدحها ، والتعامل بحكمة وروية وحوار هادئ مع الأخطاء والممارسات التي لا تعجبك .
12)امدحي زوجك على ما يقوم به من أعمال وإنجازات وما يؤديه من دور أسري وزوجي واجتماعي ، ولا تنتقديه أو تدققي عليه أو تلاحقينه في تصرفاته واهتماماته وتحركاته ، بل امنحيه قدراً من الحرية والثقة ، وكوني له سكناً ولباساً ، حتى يعطيك مودة ورحمة .
13)العلاقة الزوجية مثل البنك تقوم على عمليتين : ( الإيداع والسحب ) فكلما كان الإيداع مستمراً ومتوفراً كان الرصيد مفيداً ونافعاً ومصدر إسعاد يسحب منه الشخص ما يريد و متى شاء ، أما لو كان الرصيد ضعيفاً أو معدوماً حينها يتعذر السحب ويحدث الإزعاج النفسي والتعب الداخلي ، فكلما كانت عملية الإيداع الزوجي مستمرة من الإحسان وحسن الاستقبال وجميل العناية وكريم الرعاية وانتقاء أطايب الكلام وحسن الفِعال ، والإشباع العاطفي والري النفسي والاهتمام الحسي و الإمتاع الجنسي ( هذا هو العطاء و الإيداع ) ، عندها يتم السحب والأخذ والحصول على المنافع والمكاسب .
ختاماً : لا يوجد زوجان متفقان تماماً ، لكن يوجد زوجان قادران على التكيف والقبول للطرف الآخر ، وتنمية الحب ومد جسور التقارب والتآلف ، حينها ينعمان بحياة سعيدة وبال هانئ ، فالحب يُبنى ويُصنع .
أسأل الله لك السعادة والفرحة والرحمة .
مشــكورة عزيزتي