إن القرآن العظيم ، أفضل كتاب على الإطلاق عرفته البشرية ، إذ هو كلام رب العالمين ، نزل به الروح الأمين ، على قلب الرسول الكريم ، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ويهديهم إلى صراط العزيز الحميد ، فهو الكتاب الخالد والمعجزة الدائمة المستمرة والمتجددة على مر الأزمنة والعصور ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد .
ولهذا الكتاب الكريم آداب كثيرة ينبغي أن تراعى عند تلاوته ومن بين هذه الآداب نظافة المكان ، ولقد ذكر الإمام النووي رحمه الله في كتابه القيم " التبيان " جملة الآداب التي تنبغي للمسلم أن يراعها عند قراءته كتاب الله العزيز ، وذكر مسألة قراءة القرآن في الحمام والحش [ الحمام هو مكان الاستحمام , والحش هو مكان قضاء الحاجة ] , ونقل أقوال أهل العلم فيها ؛ قال رحمه الله : ( ويستحب أن تكون القراءة في مكان نظيف مختار .
ولهذا استحب جماعة من العلماء القراءة في المسجد لكونه جامعا للنظافة , وشرف البقعة … وأما القراءة في الحمام فقد اختلف السلف في كراهيتها , فقال أصحابنا _ أي الشافعية _ : لا يكره , ونقله أبو بكر بن المنذر في "الإشراف" عن إبراهيم النخعي ومالك , وهو قول عطاء .
وذهب إلى كراهته جماعات منهم علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – رواه عنه ابن أبي داود .
وحكى ابن المنذر عن جماعة من التابعين منهم أبو وائل شقيق بن سلمة والشعبي والحسن البصري ومكحول وقبيصة بن ذؤيب , وعن أبي حنيفة رضي الله عنهم أجمعين , قال الشعبي : تكره القراءة في ثلاثة مواضع : في الحمامات والحشوش وبيوت الرحى وهي تدور . وعن أبي ميسرة قال : لا يُذكر الله إلا في مكان طيب ) .
وسئل الشيخ ابن ط¹ط«ظٹظ…ظٹظ† رحمه الله :
هل يجوز ذكر الله تعالى في الحمام ؟.
فأجاب :
لا ينبغي للإنسان أن يذكر ربه عز وجل في داخل الحمام ، لأن المكان غير لائق لذلك ، وإن ذكره بقلبه فلا حرج عليه ، بدون أن يتلفظ بلسانه ، وإلا فالأولى أن لا ينطق به بلسانه في هذا الموضع وينتظر أن يخرج منه .
أما إذا كان مكان الوضوء خارج محل قضاء الحاجة فلا حرج أن يذكر الله فيه .
مجموع فتاوى ابن عثيمين 11/109 .