أ. د. جابر بن سالم القحطاني
يختلف
ط§ظ„ط¬ط²ط± الأبيض عن الجزر العادي المعروف بلونه المميز فالجزر الأبيض يعرف بمذاقه القوي والحلو وشكله الخارجي بشع ولا يجاري الجزر الأصفر في جماله، والجزر الأبيض له مظهر شاحب، إلا أن فوائده الغذائية والدوائية لافته جداً للنظر حقاً، والجزر الأبيض من النباتات التابعة للفصيلة الخيمية مثله مثل البقدونس والكمون والسنوت واليانسون والكراوية ولكن الجزر الأبيض يختلف اختلافاً كلياً عن النباتات السابقة برغم أنها من فصيلة واحدة. يعد الجزر الأبيض من أغنى المصادر الطبيعية بالفولات والألياف وأحماض الراتنج الفينولي والتي أثبتت الدراسات المخبرية أنها تقي من السرطان، عندما يضع العلماء قوائم رئيسية للمواد العلاجية، فإنهم يضعون الألياف الغذائية قرب أعلى تلك القوائم، ويعد الجزر الأبيض مصدراً جيداً لهذا العنصر، حيث يحتوي كوب من الجزر الأبيض المطهو على حوالي 7جرامات، أي حوالي 28% من المقدار اليومي، إن أكثر من نصف كمية الألياف في الجزر الأبيض من النوع القابل للذوبان والذي يتحول في شكل هلامي عند التصاقه بالدهون في الجهاز الهضمي وهذا يساعد على منع الأمعاء من امتصاص الدهون والتخلص من الكولسترول وعدم ترسبه على الشرايين . وفي الوقت نفسه فإن هذه الألياف تخفف الأحماض الصفراوية في الأمعاء الأمر الذي يمنعها من التسبب في السرطان . يحتوي الجزر الأبيض كذلك على ألياف غير قابلة للذوبان، والتي تساعد كثيراً من معدل عبور البراز عبر الأمعاء. وهذا الأمر مهم جداً لأنه كلما قل الوقت الذي تبقى فيه الأحماض الصفراوية في الأمعاء، ينخفض احتمال إتلافها للخلايا وبالتالي التسبب في تغييرات قد تؤدي إلى الإصابة بالسرطان. لقد وجد العلماء في مراجعة لأكثر من 200دراسة علمية أن الحصول على المزيد من الألياف الغذائية قد يقي من الإصابة بمجموعة كبيرة من الأورام السرطانية، تشمل سرطان المعدة والبنكرياس والقولون . كما أظهرت الألياف مقدرة غير عادية على تخفيف أو الوقاية من حالات أخرى . فقد وجد الباحثون أن الحصول على كمية كافية من الألياف عن طريق الغذاء قد يقي من الإصابة بالبواسير وحالات معوية أخرى . كما أن الألياف تمنع أيضاً التأرجح في معدلات سكر الدم الذي يأتي مصاحباً للداء السكري.
لقد أكد بعض علماء التغذية أن النقص الأول في المواد الغذائية في الولايات المتحدة الأمريكية هو نقص الفولات، وخاصة بين الأشخاص الأصغر سناً الذين عادة ما يتناولون كميات كبيرة من الأغذية السريعة التي عادة ما تكون خالية من الفيتامينات والمعادن . ويعتبر الجزر الأبيض غنياً جداً بالفولات حيث يحتوي كوب واحد على 91ميكروجرام أي 23% من المقدار اليومي، والحصول على كمية كافية من الفولات يقي من العيوب الخلقية، كما أثبتت الأبحاث، ويعتقد العلماء كذلك أنه يقلل من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية، فالفولات تقلل معدلات نسبة الحمض الأميني المعروف باسم هوموسيستين في الدم والتي قد تسد الشرايين وتمنع تدفق الدم . وفي دراسة فرمينجهام للصحة أن الرجال الذين تناولوا أكبر كميات من الفولات أنخفض لديهم خطر الإصابة بالسرطان بمعدل 59% عن هؤلاء ممن تناولوا أقل الكميات، وحتى هؤلاء الذين تناولوا كميات أعلى قليلاً من تلك التي يحصلون عليها في الأحوال العادية حصدوا فوائد فورية، فقد كشفت الدراسة أن هؤلاء ممن تناولوا ثلاث حصص إضافية من الجزر الأبيض أنخفض لديهم خطر الإصابة بالسكتات بنسبة 22% .
يعد الجزر الأبيض من المصادر النباتية الذي يحتوي على عدد من المركبات الكيمائية الطبيعية التي تعرف عادة بالعناصر الدوائية النباتية والتي أثبتت الدراسات المخبرية أنها تثبط انتشار خلايا السرطان وأهم هذه المركبات الراتنجات الفينوليه والتي تلتصق بالعوامل التي قد تسبب السرطان بالجسم مكونة جزئيات أكبر حجماً والتي تتسم بأنها كبيرة لدرجة يصعب على الجسم امتصاصها.