فى احدى المناطق الجميلة،ووسط حدائق الزهور، أقيمت مدافن للعظماء فى إحدى الولايات الغنية.وفى ليلة من ليالى الشتاء الباردة ارتدى أحد المصورين معطفه الثقيل،وحمل أوراقه وريشته وتسلل إلى حديقة المدافن بحثا عن مغامرة فنية غير مسبوقة.
وهناك أذهله ط¬ظ…ط§ظ„ الأبنية، وروعة التماثيل الرخامية وشواهد القبور ونباتات الصبار الراقدة فى نور القمر.
ووجد فى ذلك كله ظلا للوحته المنشودة عن:-
(الموت فى قبر من ذهب)
غير أنه استاء كثيرا عندما رأى الكوخ الخشبى الحقير حيث يعيش الحارس عند الطرف البعيد من ساحة الموتى،وتمنى لو استطاع أن يحطمه حتى لا يشوه روعة البنايات الجميلة،وتجول وغاص فى أعماق المدينة الميتة ،وبدأ فى وضع خطوطه الأولى على ضوء القمر، لكنه ما كاد يفعل حتى أحس بالصقيع يتسلل إلى جسده ، وتجمدت أطرافه ، وتبددت أفكاره ، فحمل عدته، وجال ببصره بحثا عن ملاذ .
ومن خلا الضوء الخافت المنبعث من بيت الحارس وجد طريقه إليه، فطرق الباب ، واندفع ليجلس إلى جوار المدفأة، فأحس بالحياة تعود إليه من جديد ، وتناول كوب شاى من يد الحارس ، وظل إلى جواره يتبادلان الحديث حتى الصباح .
وفى الصباح لملم أوراقه وعاد مرسمه ليرسم لوحته عن :
(الحياة فى كوخ من خشب) !
لقد بدت له القبور جميلة المنظر، لكنها لم تكن سوى الموت والجمود ، بينما بدى له الكوخ صغيرا حقيرا ، لكنه كان مليئا بالدفء.
وكان الفرق بينهما هو الحياة !
ألم تر مرة شخصا بسيطا يفتقر إلى الأناقة والجمال ، فلما تحدثت إليه أحسست فيه بجمال خاص؟
إنه جمال الروح ، القوة ط§ظ„ظ…ظ†ط¨ط¹ط«ط© من ط¯ط§ط®ظ„ النفس.
ألم تر مرة شخصا بسيطا يفتقر إلى الأناقة والجمال ، فلما تحدثت إليه أحسست فيه بجمال خاص؟
إنه جمال الروح ، القوة المنبعثة من داخل النفس.
مشكورة قلبي يعطيك ربي العافية
يعطيكي العافية