تخطى إلى المحتوى

بحث عن أشهر نساء العصر الفاطمي والمملوكي ، من هم نساء العصر الفاطمي والمملوكي 2024.

ست الملك و"خوند" بركة ورصد
أشهر ظ†ط³ط§ط، ط§ظ„ط¹طµط± ط§ظ„ظپط§ط·ظ…ظٹ والمملوكي

لهنّ – شيرين صبحي

البرونزية
تبوأت المرأة في العصور الإسلامية منزلة عالية ولعبت أدوارا مهمة في المجتمع المصري وزاولت العديد من المهن، وعلى الرغم من القيود الاجتماعية فقد نالت كامل حقوقها الشرعية من توقيع عقود البيع والشراء والملكية ولم تحرم من حقها في التعليم وأقبلت على حضور المجالس العلمية والدينية.

وقد حازت المرأة الكثير من الألقاب التي تدل على التقدير، ففي العصر الفاطمي أطلقوا على زوجات السلاطين لقب "الجهة" وكانت أحيانا تقرن بالجهة العالية أو المعظمة ويسبقها كلمة مولاتنا، كما أطلقت ألقاب كثيرة على أميرات قصر الخلافة مثل السيدة، الشريفة، الطاهرة، الجليلة، المحروسة، وفي العصر المملوكي حظيت على عدة ألقاب أخرى فأطلقوا على نساء السلاطين؛ بركة الملوك، ذات الحجاب المنيع، سليلة الملوك والسلاطين، الشريفة العفيفة، غصن الإسلام، فرع الشجرة الزكية، الستر الرفيع، يسبقها لقب "خاتون" أي السيدة الشريفة بالفارسية، و"خوند" أي سيدة بالتركية.

ولم تحرم المرأة العامية من تلك الميزة فحازت على عدد من الألقاب مثل ست العيال، ست الأهل، ست البيت، ست الستات، ست الكل.

تروي جيهان مأمون في كتابها "همسات مصرية" أن العصر الفاطمي شهد بزوغ نجم الكثيرات، فكانت أول النساء التي حظيت بمكانة عالية السيدة "تغريد" زوجة الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وكانت تلقب بـ"أم الأمراء"، وكانت امرأة أعمال ذات عقلية تجارية فذة لها نشاط تجاري كبير تبعث بالجواري والعبيد من المغرب ويتم بيعهم في مصر على يد وكيلها.. لم يكن لتغريد أي دور سياسي لكن الخليفة كان يطلب مشورتها في بعض أمور الدولة، وقد شيدت الكثير من المنشآت المهمة مثل قصر القرافة الذي وصفه المقريزي بأنه قصر فخم يسر الناظرين.

ست الملك

البرونزية
أهم وأشهر نساء العصر الفاطمي على الإطلاق وأكثرهن نفوذا فهي السيدة "ست الملك" أخت الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، والتي تفوق رجاحة عقلها وقوة شخصيتها أقوى الرجال، كرست حياتها لإدارة شئون الحكم وتميزت بالشدة والحزم، وكان لها تأثير كبير في الحياة السياسية ودواوين خاصة بها وكتاب وموظفون.

بعد وفاة أخيها تكتمت خبر وفاته لتحافظ على أمن البلاد، وبعثت إلى عامل مدينة تنيس باسم الحاكم بأمر الله ليحمل إليها ما عنده من أموال مستحقة، وقد ولت ابن أخيها الظاهر لإعزاز دين الله الخلافة، وظلت تدبر معه أحوال البلاد وجمعت أهل مصر وخطبت فيهم ووعدتهم بإقامة العدل.

انشغلت "ست الملك" بتدبير شئون البلاد ولم تتزوج أبدا ووهبت نفسها للأعمال العامة وخدمة الناس فتربعت على عرش القلوب، وقد لقبت بعدة ألقاب منها السيدة الشريفة، وتوفيت وهي في الخامسة والخمسين من عمرها بعد حياة حافلة بالعطاء.

سيدة أخرى لمعت في العصر الفاطمي هي السيدة رصد أم الخليفة المستنصر بالله، امرأة ذات طموحات عريضة تفوق طموحات النساء، كانت جارية سوداء تهوى السلطة وتعشق النفوذ أنجبت للخليفة الظاهر لإعزاز دين الله ولده المستنصر. لعبت دورا سياسيا مميزا فكان لها ديوانا لإدارة ممتلكاتها.

كونت فرقة من العبيد خاصة بها قوامها خمسون ألف جندي، كما كانت من أوائل النساء اللاتي اتخذن لأنفسهن علامة للتوقيع على الأوراق الرسمية وكانت علامتها "الحمد لله ولي كل نعمة" وصار ذلك تقليدا متبعا.

استحوذت أم المستنصر على الحكم لتولي ابنها وهو طفل دون ثماني سنوات، ولكنها لم تتسم بالحكمة فكانت سياستها خرقاء تتدخل بميولها وتستبد برأيها حتى لو أضر ذلك مصلحة البلاد، فقدمت فرقة العبيد على باقي فرق الجيش فقامت الفتن واضطربت الأحوال، كما اتخذت رئيسا لديوانها وأولته كل ثقتها واعتمدت عليه في إدارة شئون البلاد، لكنه استغل منصبه وجمع ثروة طائلة، وعندما علمت السيدة رصد غضبت بشدة وصرفته عن الوزارة بعد ثماني سنوات ونفته من البلاد. واتسمت فترة تدخلها في شئون الحكم بالضعف وكثرة المجاعات والثورات الداخلية.

خوند بركة

البرونزية
من ط£ط´ظ‡ط± سيدات العصر المملوكي "خوند بركة" أم السلطان شعبان وزوجة الأمير الجاي اليوسفي، واشتهرت باسم أم السلطان، كانت ذات حسن وجمال، متدينة، خيرة وكريمة وتكثر من أعمال البر. كان السلطان يحبها حبا شديدا ولا يعصي لها أمرا ويشاورها في سائر أمور الدولة ولا يبت برأي إلا بعد مباركتها. وعندما ذهبت للحج عام 1369 اصطحبت معها مائة بعير محملة بالبضائع ومائة مملوك وموسيقيين، وعرف ذلك العام بعام أم السلطان، وعند عودتها خرج السلطان لملاقاتها وكان يوما مشهودا أقيمت الاحتفالات على طول الطريق حتى صعدت إلى القلعة.

قامت خوند بركة بتشييد مدرسة تدرس فيها المذاهب الأربعة، ويستدل من الكتابات التاريخية بالمبنى أن السلطان شعبان هو الذي أنشأه لوالدته، لكن المقريزي وعدد من المؤرخين ينسبون إنشاءه إلى خوند بركة، وأطلق عليه الناس مسجد أم السلطان، وقد أمرت بكتابة مصحف تم تدوينه بالخط النسخ وحلي بالذهب واللازورد، وضعته بمدرستها ولازال موجودا بدار الكتب، وبعد الانتهاء من تدوين المصحف مرضت واعتل جسدها وتوفيت عام 1373 وحزن عليها الناس حزنا شديدا.

بعد وفاتها تمرد زوجها الجاي اليوسفي وجمع حوله مجموعة من المماليك للحصول على ميراث زوجته فقرر السلطان شعبان مواجهته وفر الجاي اليوسفي إلى قليوب حيث سقط في النيل ممتطيا فرسه فمات غرقا وحملوا جثمانه ودفن في المدرسة المسماة باسمه في الدرب الأحمر.

"خوند أشلون" أم الناصر محمد بن قلاوون، كانت امرأة لم تنقصها القوة ولا الشجاعة فكانت تتناقش بجرأة مع الأمراء لا تهاب من سطوتهم ويروي عنها أنها صعدت إلى أعلى أسوار القلعة بعد أن طال حصار الأمراء لها وناقشتهم في أسباب الحصار وكانوا يكنون لها كل الاحترام والتقدير.

هناك أيضا خزند طوغاي زوجة الناصر محمد بن قلاوون، كانت من إمائه فأعتقها وتزوجها وأنجبت له ابنه الأمير أنوك، كانت بديعة الحسن والجمال واتصفت بالبر الشديد، فقامت بتجهيز جميع جواريها للزواج وأنشأت خانقاه جعلت بها مساكن للصوفية وأوقفت عليها الأوقاف وجعلت من جملتها خبزا يفرق على الفقراء كل يوم.

في البلاط الفاطمي

البرونزية
شغلت المرأة الكثير من الوظائف الرئيسية في القصر فعملت في منصب زين الخزان وهو لقب شرفي يمنح للسيدة التي تشرف على خزانة الكسوة الباطنة، فتنظم الملابس الخاصة بالخليفة ويعمل تحت إمرتها ثلاثون جارية.

كذلك شغلت وظيفة مقدمة المائدة في القصر الملكي، وتولت وظيفة مقدمة خزانة الشراب تحفظ أنواع الشراب التي تقدم للسلطان والأواني المصنوعة من الذهب والفضة والبللور، وهناك القهرمانة وهي المسئولة عن إدارة شئون السلطان اليومية وشئون سيدات القصر، وبلغ مدى نفوذ بعضهن أنهن كن ينظرن في المظالم. وكان هناك النائحات للبكاء عند الوفاة، واللاعبات والمغنيات والموسيقيات.

وظهرت مهنة الخاطبة لأول مرة في العصر المملوكي، يقول المؤرخ ابن دانيال إن الخاطبة كانت تعرف كل حرة ومليحة وقبيحة، وكانت أحيانا تنتحل مهنة الدلالة لتستطيع دخول البيوت، وتحضر الخاطبة حفل الزواج حيث تكون موضع تقدير وتدليل من الطرفين.

كما عملت المرأة كدلالة تحمل البضائع المختلفة وتمر على البيوت، وقد وجدت هذه المهنة رواجا كبيرا لعدم استطاعة النساء الخروج إلى الأسواق بصفة مستمرة. كما عملت كمرضعة في بيوت الموسرين.

وتروي لنا مؤلفة الكتاب أن أكبر أزمة واجهت النساء في التاريخ الإسلامي كانت قيام الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله بحبسهن في البيوت لمدة سبع سنوات لغيرته الشديدة عليهن ومنعهن من التطلع من الطاقات أو أسطح البيوت وأباح للمحتسبين دم المرأة التي تخرج من منزلها، ومنع الإسكافية من صنع أحذية لهن، وكانت هناك حالات مستثناه تستخرج بها تصاريح، فاستثنى الخارجات لأداء فريضة الحج وغاسلات الموتى، والأرامل المحتاجات للعمل ببيع غزلهن. ولم تخرج النساء من البيوت إلا بموت الحاكم بأمر الله وتولي الظاهر لإعزاز دين الله الذي أفرج عنهن فعمت الفرحة والبهجة لإطلاق سراحهن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.