لا يخفى على العديد من الناس أن داء السكري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى السكر في الدم وأن من الممكن معالجته بحقن الإنسولين ولكنه في الواقع أكثر من ذلك. يتأثر السكري بمستوى الجلكوز في الدم مما يؤثر في الواقع على أجهزة الجسم المختلفة بما في ذلك الجلد. ولحسن الحظ أن من الممكن تفادي المشاكل ط§ظ„ط¬ظ„ط¯ظٹط© التي قد تنجم عن مرض السكري من خلال السيطرة على مستوى السكر وتنظيمه مع اتباع بعض الإجراءات الوقائية البسيطة. ويتلخص داء السكري في ارتفاع نسبة الجلكوز في الدم، لكن هذا الارتفاع يحدث نتيجة عوامل مختلفة كما يتأثر تحديداً بنوع السكري المسبب للإصابة. ففي النوع الأول من السكري والذي يصيب عادة الأطفال والشباب البالغين يبدأ الجهاز المناعي بمهاجمة خلايا البنكرياس المسؤولة عن انتاج الإنسولين – الهرمون الذي يساعد الخلايا على امتصاص السكر من الدم وتحويله إلى طاقة. ويؤدي نقص الإنسولين إلى تعطيل عملية امتصاص السكر الأمر الذي يؤدي إلى تراكم السكر في الدم أي زيادة نسبته عن المعدل الطبيعي. أما في النوع الثاني من السكر وهو الأكثر شيوعا فيحدث نتيجة الخلل في استغلال الجسم للإنسولين بالشكل الصحيح أو لعدم انتاج الكمية الكافية منه. وبالتالي يقل امتصاص السكر وتزداد نسبته في مجرى الدم على غرار النوع الأول من السكر. ولهذا السبب يعاني مرضى السكري عموماً من ارتفاع مستويات سكر الدم.
هناك واحد من بين ثلاثة مرضى يعاني من اضطرابات جلدية، حيث يؤثر السكري على الجلد بطريقتين: الأولى ارتفاع مستوى سكر الدم، والثانية من خلال إصابة الأعصاب بفعل عدد من العوامل المختلفة المصاحبة لداء السكري. تؤدي هذه الجوانب لداء السكري إلى جفاف الجلد أو لمضاعفات جلدية أكثر خطورة. ومن ناحية أخرى يمكن أن يكون جفاف البشرة بحد ذاته مؤشراً ينذر بالإصابة بداء السكري.
تحدث الحالات الجلدية التالية في أغلبها مع مرضى السكري أو يقتصر حدوث بعضها عليهم:
الحكة الموضعية: يعاني مرضى السكري عادة من الحكة خاصة في أسفل الساقين وقد تنشأ عن الجفاف، أو سوء الدورة الدموية، أو التهابات فطرية. كما أن تلف الأعصاب الممكن حدوثه نتيجة السكري قد يعيق عملية التعرق الأمر الذي يحد من الترطيب الطبيعي للجلد. وهكذا تظهر التشققات على سطح الجلد بفعل الجفاف والحكة مما يجعلها مرتعاً للبكتيريا والالتهابات. وينصح هنا باستخدام صابون لطيف على البشرة لتنظيفها ثم ترطيبها بالكريمات على وجه متكرر طوال اليوم للتقليل من الحكة والقضاء عليها.
اعتلال الجلد السكري: ويتميز ببقع بنية فاتحة اللون في السيقان والأرجل وهو من الحالات الجلدية الشائعة بين مرضى السكري خاصة من هم فوق سن الخمسين وتصيب الذكور بمعدل الضعف مقارنة بالنساء. وبينما لا تعتبر هذه الحالة ضارة بحد ذاتها ولا تستدعي علاجاً مباشراً لها إلا أنها قد تكون مؤشراً لمضاعفات أخرى خطيرة ذات صلة بداء السكري بما في ذلك اعتلال الأعصاب واعتلال الكلى واعتلال الشبكية. بالإضافة إلى أن 55% من مرضى السكري المصابين باعتلال الجلد السكري يعانون من أمراض الشرايين التاجية.
تصلب الشرايين Atherosclerosis: من الممكن أن يتسبب ارتفاع سكر الدم في تصلب الشرايين وهو عبارة عن ضيق الأوعية الدموية ما يؤدي إلى نقص كمية الدم التي تغذي الجلد وغيره من مناطق الجسم الأخرى. ويصبح الجلد – في الساقين تحديداً – رقيقاً ويخلو من الشعر وهكذا يكون أكثر عرضة لحدوث التقرحات. إن التغذية الدموية غير الكافية تعيق من سرعة التئام الجروح فتلتهب بسهولة وقد يصل الأمر إلى حدوث الغرغرينا. ولهذا السبب ينصح مرضى السكري بالحرص على معاينة القدمين والساقين من حين لآخر للتحقق من عدم وجود التقرحات، ذلك أن الكثيرين منهم لا يشعرون بالأعراض نظراً لتلف الأعصاب المسئولة عن الإحساس في المنطقة وهذا هو السبب في زيادة خطورة بتر إصبع القدم أو القدم ذاتها أو الساق عند المصابين بالسكري.
الالتهابات البكتيرية والفطرية: عادة ما يتعرض مرضى السكري إلى التهابات بكتيرية وفطرية على سطح الجلد. ومن ذلك التهابات البكتيريا العنقودية المسماه (staphylococcus) staph، والتهابات الخميرة الفطرية، والالتهابات التي تنتشر عادة في القدم والشائعة بين الأشخاص الرياضيين ويرمز لها في الإنجليزية باسم athlete’s foot. وتحدث الالتهابات عادة في مناطق الثنيات من الجسم كالإبط وتحت الثدي، كما تحدث أحياناً في الفم التهابات فطرية تعرف بمرض القلاع thrush. ومن الضروري ألا يغفل المصاب بداء السكري عن أهمية معالجة الالتهابات الجلدية فور ظهورها لأنه أكثر عرضة للمضاعفات عن غيره من الأشخاص غير المصابين، إذ يعيق ارتفاع الجلكوز في مصل الدم من قدرة الجهاز المناعي على مكافحة الالتهابات. ففي حالة التهابات القدم الرياضية على سبيل المثال يمكن القول بأن قرحة صغيرة تتشكل بين أصابع القدم من شأنها أن تفاقم من فرص الاصابة بانتشار المزيد من التهابات الجلد.
موات الجلد أو البلى الحيوي Necrobiosis: هو اعتلال جلدي يقتصر حدوثه غالبا على مرضى السكري أو من لديهم مقاومة ضد الأنسولين. ويتميز بحدوث طفح على هيئة بقع أرجوانية اللون تنتشر عادة في نهاية الساقين مع القدمين أيضاً. وتأخذ البقعة الواحدة شكلاً دائرياً وتتفاوت في قطرها من نصف إنش إلى ثلاثة أو أربعة إنشات. وعلى الرغم من أنها حالة نادرة الحدوث إلا أنها تصيب النساء البالغات على نطاق واسع.
الشواك الأسود Acanthosis nigricans: تتسبب هذه الحالة في ظهور بقع جلدية داكنة سميكة في طيات الجلد مثل الرقبة والفخذ وتحت الإبطين ويعتقد الباحثون أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالسمنة ومقاومة الجسم للإنسولين.
تصلب الجلد Digital sclerosis: هي حالة جلدية ذات صلة بداء السكري وتتميز المنطقة المصابة بكونها سميكة وشمعية وتصيب عادة ظاهر اليدين والأصابع وأحيانا أصابع القدمين وخلف الرقبة.
العناية بالبشرة
لدى مرضى السكري
إن جميع الحالات الجلدية المرتبطة بداء السكري يمكن علاجها أو حتى الوقاية منها إذا ما توفرت الرعاية الجيدة للجلد إلى جانب السيطرة على مستوى السكر في الدم وهو العامل المسؤول أصلاً عن حدوث تلك الحالات. يمكنك اتباع بعض النصائح للحفاظ على صحة الجلد كأن تتفحص بشرتك بدقة خاصة الساقين والقدمين مرة في الأسبوع بحثاً عن تقرحات مستمرة أو غير عادية أو كدمات أو ألم أو أي أعراض أخرى، وإبلاغ طبيب الجلدية عنها فور ملاحظتها.
حافظ على بشرتك جافة ونظيفة وتجنب تهيجها عن طريق وضع بودرة التلك talcum powder خاصة في ثنيات الجسم تحديداً الإبطين وأعلى الفخذين.
تجنب الحمامات الساخنة جداً والاستحمام بالماء الفاتر واحرص على استخدام كريمات الترطيب الملطفة بانتظام.
احذر الحكة وخدش البشرة حتى لا يتسبب فركها في جرح الجلد فتصبح عرضة للالتهابات.
امتنع عن التدخين فهو سبب في تفاقم العديد من ط§ظ„ط£ظ…ط±ط§ط¶ الجلدية خاصة لدى المصابين بداء السكري.
ارتدي القفازات لحماية اليدين أثناء قيامك بأنشطة وأعمال حادة تطلب الحذر مع مراعاة لبس الأحذية دائما للمحافظة على سلامة القدمين.
لا تنس مراجعة الطبيب لاستشارته حول المشاكل الجلدية التي عجزت عن علاجها بنفسك والتغلب عليها.
لااله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين