الرومنسية المفقوده
مما لا شك فيه أن كل العلاقات يصيبها نوع من الفتور والروتين،، وخاصةً بالنسبه للعلاقة الزوجيه ،، التي يجب أن تدوم فيها الرومانسيه منذ الليله الاولى الى آخر العمر. فنحن من نخلق الرومانسية في حياتنا وليست هي من تخلق نفسها بيننا.
البعض يقول نحن العرب الرومنسيه معدومه لدينا وينظر الى الغرب وخصوصا فرنسا وايطاليا انهم رومنسيون ، هنا اقول واجزم ان اوروبا بكاملها معدومه لديهم الرومنسيه وان وجدت فهي مصطنعه لمصلحة ما واخالف من يصم العرب بأن الرومنسيه معدومه لديهم أنا اقول قد تكون ظروف الحياة او عادات وتقاليد المجتمع اللتي جعلت كل شي عيب ولايجوز وعلى قولتهم (مايستحي على وجهه) هي من جعلت الرومنسيه تختفي لدى العرب وخصوصا السعوديون ولو نظرنا لاساس الرومنسيه والحب لوجدنا انه مغروس في العربي منذ الأزل بل يعيش في صميمه ولكن لايستطيع اخراجه او العمل به على ارض الواقع للمسببات الاجتماعيه اللتي غُرست في بعض الاجيال وخوفتهم وعيبت عليهم بعض الامور الرومنسيه.
العرب هم الوحيدون ويملكون وحدهم الرومنسيه لانهم وبكل بساطه عُرفوا بتماسكهم الاجتماعي وارتباطهم الأسري منذ نشوئهم في بيئه رومنسيه وحب وترابط وتواصل بل واجمل قصص العشق وقصص الوصف والوفاء لزوجه والحبيبه يملك العرب الرصيد الأوفر منها وكلنا يعرف قيس وليلى وجميل بثينه ونمر بن عدوان وزوجته وضحا وقرأنا قصصهم وقصائدهم اللتي جسدت واقع رومنسي يطبقونه في زمنهم مع عشقهم وزوجاتهم قبل ان تنتشر ثقافة عيب ومجنون ومايستحي بل وصل الامر اذا فعلت الزوجه شي رومنسي لزوجها قد يضن بها سوء وانها قليلة ادب والعكس كذلك !!! فمن زرع هذا المفهوووم القبيح ؟
نحن من نخلق الرومنسيه في حياتنا وليست هي من تخلق نفسها بيننا،
الرومنسيه شي جميل يجعل الحياة أجمل يجعل مركب الحياة أمن ومستمر يجعل الترابط اقوى يزيد من وتيرة الحب فمن منا لايريد ذلك نعم ليس كل الأوقات تكون رومنسيه ولكن لـ نجعل لها النصيب الاكبر في حياتنا لـ نستثمر اوقاتها ،،، لـ نعيش لحظاتها
هناك نقطه اود ذكرها وهي أن لانجعل مفهومنا للرومنسيه انها الجنس فقط او تتوقف على الجنس .
فالرومنسيه مفهومها واسع وشامل ومتشعب ومتعدد وسهل جداً على من يريده .
فهناك رومنسية الكلمه الكلام الحلو العذب الجميل كلام الحب والعشق كلام الوصف والغزل هل لانستطيع ذلك.
لماذا لايقول الرجل للأنثى احبك اذا كان يحبها ، صحيح ان الحب بالقلب ولكن للكلمه والمصارحه وقعها واثرها في قلب من تحب هي كلمه بسيطه وقليلة الحروف ولكنها قد تجعل زوجتك سعيده وتحبك وتتفانى في حبك وسعادتك.
لماذا عندما اشاهدها بكامل زينتها واناقتها لا أبدي أعجابي بها واعبر عن ذلك بالكلمه والوصف والثناء واقول بيت من الشعر يصف جمالها واناقتها البعض بل أقول الأغلبيه يصمت ولايبالي لماذا واذا خرجت زوجته لاي مكان بدأ يصل الى مسامعها كلمات المدح والغزل من رجال غرباء لايمتون لها بصله اليس هذا مؤلم لها لااحد يكابر ويقول لايحصل قد تخرج المرأه الى مستشفى او منتزه ترفيهي او مركز تجاري وكلها لاتخلوا من الرجال اللذين لايبالون بااطلاق كلمات الاعجاب والغزل على مسامع كل امرأه تمر من امامهم ثقةٍ منهم انها قد تجد القبول من أحداهن ممن تعيش جفاء عاطفى ورومنسيه مفقوده مع اقرب الناس لها وهو زوجها فالمرأه عاطفيه بطبيعتها وهي بحاجه لسد هذا الفراغ العاطفي الذي سببه الأول زوجها .
لايأتيني أحد ويقول انها ليست ملتزمه نحن نتمنى الاالتزام للجميع ولكننا في زمن ندر فيه الملتزم لسنا في عصر صدر الاسلام بل نحن في عصر الفتن والغزو الفكري من جميع الجهات فلا نلوم الأنثى ابدا وايضا ينطبق ذلك على الرجل الذي يفتقد للعاطفه والرومنسيه والاهتمام من زوجته قد يجد لدى احداهن ماينقصه ويكون بذلك وقع في المحضور .
فاأملاء حياتك وحياة من تحب بالرومنسيه حتى لايتجه لمنزلق الخيانه الزوجيه مع من يتربصون لمن تفتقد ذلك ليستغلوا عاطفتها واحتياجها لذلك فالزواج موده ورحمه فلماذا لانعمل بذلك .
هناك رومنسية الأجواء نعم الأجواء الرومنسيه الجميله لها أثرها ايضا فمن منا لايعشق ولايريد ان يكون جلوسه واجواء بيته رومنسيه وهادئه وحالمه اليست مدعاة الى عدم الخروج من البيت والرغبه في البقاء سنجد راحه للبال وصفاء للنفس في بيوتنا وكلها أغراضها متوفره وفي متناول الجميع اللمبه الحمراء بريال واحد الورود البيضاء والحمراء والشموع متعددة الاشكال سعرها بسيط جدا اشياء وملصقات رومنسيه يعرفها الجميع تساعد على اضفاء لمسات رومنسيه في بيوتنا .
لماذا لاتقوم الزوجه بترتيب البيت واضفاء الرومنسيه عليه وتجعله جنه لزوجها فمثلا تأتي بمجموعه من الشمووع مختلفة الاشكال والالوان وتضعها في مدخل البيت او الشقه وفي الزوايا وفي غرفة النوم وامام المرايا ليكون لها بعد اخر ومنظر جمالي ايضا تنثر مجموعه من الورود على سريرها وعلى الطاوله امام مكان جلوسهم وتجعل الجو هادئ جدا ويتخلله موسيقى هادئه كلاسيكيه نعم موسيقى فقط وليست اغنيه فأنا لاارغب الاغاني بهكذا اجواء فالموسيقى تضفي جو رومنسي جميل وتحضر هدايا مغلفه بعدة اشكال حتى لوكانت الهديه بسيطه فقيمتها بأهدائها وتكون غالية الثمن في قلب من تحب وتقوم بكتابة كلمات حب واعجاب في ورقه رومنسيه بها قلوب وتعبر فيها عن مكانة زوجها وحبها له وانه كل شي بحياتها وتضعها على الطاوله حتى تكون امام عينه ليقرأها
وايضا من الامور الرومنسيه المظهر والملبس والرائحه الزكيه واكتمال الزينه للزوج فالبعض من النساء لاتتجمل ولاتذهب الى المشغل وتكون بكامل زينتها وأناقتها الا ان كانت تريد الذهاب الى حفل زواج او اجتماع نسائي فليكن للزوج نصيب من ذلك ومن اجله فقط جربي ذلك ولن تندمي هناك انواع من الملابس تعرفها النساء وهي ملابس الاغراء الجذابه لااريد التعمق في هذا الكلام احترام للجميع واحترام لـ نفسي فالمرأه تعرف ذلك جيدا فالزوج يريد ان يراها بكامل زينتها وأناقتها له ومن اجله يريد ان يأتي من العمل وهو متعب يجد امامه من يزيل هذا التعب والارهاق عنه يريد ان يرى شيئاً جميلا امامه وان تستقبله بكامل زينتها وابتسامتها وتحمل عنه مامعه من اوراق او الشماغ وتجهز له مايلبسه الرجل لايريد ان يدخل ويجد امامه أمرأه مهمله من شكلها وشعرها او متجهمه او ملابسها كأنها عجوز في السبعين من عمرها او يجد رائحة الطبيخ وجبة الغداء تعج بالمنزل ورائحة الزوجه من البصل وغيره عالقه فيها لاأقول لاتطبخ ولكن بعد ان تضع الاكل على النار تذهب للتجهيز لـ نفسها ولبسها وشعرها والعطورات الجميله وتفتح نوافذ المنزل وتملئه برائحة العطور الزكيه جربوا هذا فأنه جميل جدا واجعلوه نظام دائم في حياتكم .
ومثلما الزوج يريد زوجته بكامل جمالها ولبسها فالزوجه من حقها ان ترى زوجها كذلك فالبعض من الرجال مهمل لنفسه وشكله وملابسه وغير ذلك فمن يستطيع العيش مع هذا الشخص .
أرى الكثير في حياتي اليوميه من المشاهد المؤسفه جدا فأرى زوج وزوجته في مكان ما
نرى الزوجه لبسها جميل ومرتبه ونجد بجانبها رجل شكله غبي جدا الشماغ مائل طويل من جهه وقصير من جهه شكله غير مرتب حتى شنبه وذقنه مهمل في ذلك ملابسه متسخه اضافره طويله فأقول في نفسي يالهذه المرأه المسكينه كيف تعيش مع ذلك الرجل بل كيف تمشي بجانبه واعتقد انه لايستعمل العطور فكيف يتعطر وهو بهذا الشكل النظافه من الايمان وقد حث عليها الاسلام والزينه والترتيب والاهتمام شيئ ضروري لتكون مقبولا امام شريكة حياتك وايضا امام من تقابلهم ومن تعمل معهم .
وهناك الرومنسيه الخاصه بين الزوجين بكل تفاصيلها وحالاتها المباحه للانسان فيجب عدم الحياء فيها والعمل بها مادام ليس فيها شيئ مخالف للدين فهي من أجمل مايقوي العلاقه ودوامها تجعلهم في اشتياق مستمر وتدوم الحب والموده بينهم فلاتمنع نفسك منها فالبعض يعتبرها عيب وماتجوز فلماذا العيب في حلالك هل الاسلام حرم ذلك فعش حياتك بصفاء ونقاء وحب ورومنسيه ولاتتعلق باافكار وعادات مختلقه جعلت كل شي جميل في حياتنا عيب فجميع ماتراه يسعدك في هذه العلاقه الخاصه اعمل به وشارك من تحب فيه وتلذذ به واستمتع فأنت امامك حلالك فأستمتع معه واترك عنك الوساوس وسوء الظن فمشكلة البعض ان رأى من زوجته اشياء تفعلها معه لاسعاده وهي امور مباحه يبداء بسوء الظن فيها فاليوم لايخفى على احد شيئ فالكتب الارشاديه للحياة الزوجيه تباع بالمكتبات فلسنا في عصر الجهل وعدم المعرفه ولااريد ان اتعمق في هذه النقطه بالذات لانها من الخصوصيات بين أثنين .
فهل ستبقى الرومنسيه مفقوده في مجتمعنا ام ماذا""؟
