تخطى إلى المحتوى

دراسة إسرائيلية: الجانب المظلم للإسلاميين في مصر 2024.

كتب: بلال الشوبكي

منذ بدايات العام الماضي وحناجر شباب مصر تصدح مطالبةً بالتغيير، فيما ساسة إسرائيل ونخبها انصرفوا لمناقشة تخوفاتهم من التهديد القادم، وسواء منهم من أسرّ القول ومن جهر به، فقد أجمعوا على أن مصر الحديثة تهدّدُ تفوّق إسرائيل الشرق أوسطي.
القيادة الحكومية الإسرائيلية كانت ممن أسرّوا الخوف والقلق وجاهروا بفرحة مصطنعة بالثورات العربية، فيما إعلامهم لم يخجل من التباكي على مبارك والحذر مما بعده. النخب الأكاديمية الإسرائيلية لم تنظر إلى ما حدث في مصر وليبيا وتونس، وإلى ما هو ماثل اليوم في سوريا على أنها قضايا داخلية لتلك البلدان، فهم يعلموا يقيناً أن العروش التي انهارت في الدول سابقة الذكر، ألقت بعرش إسرائيل على شفا جرُفٍ هارٍ، ورغم ذلك فإن معظم مفكري إسرائيل تمتعوا بالهدوء والرصانة إلى أن استظلّت رؤوس الإخوان المسلمين بقبة البرلمان، فاستلّوا أقلامهم محذّرين العالم أجمع من خطر الإسلاميين القادم.
البروفيسور روبرت ويستريك هو أحد أبرز الشخصيات الأكاديمية المنظّرة ضد وصول الإسلاميين إلى السلطة، وتحت عنوان "مصر ما بعد مبارك.. ط§ظ„ط¬ط§ظ†ط¨ ط§ظ„ظ…ط¸ظ„ظ… لليوتوبيا الإسلامية" نشر ويستريك ط¯ط±ط§ط³ط© تناقش الوضع المصري الجديد على صفحات مجلة إسرائيل للشؤون الخارجية.
روبرت ويستريك هو أستاذ التاريخ الحديث ومدير المركز الدولي لدراسة معاداة السامية في الجامعة العبرية في القدس، وله أكثر من 25 مؤلفا حول الصهيونية ومعاداة السامية والمحرقة اليهودية والحركات الإسلامية.

ديمقراطية الإخوان
اعتمد ويستريك في هذه الدراسة على منهجية استقرائية حصر من خلالها العديد من المواقف والتصريحات والأدبيات الصادرة عن قيادات إسلامية عموماً، وقيادات الإخوان المسلمين على وجه التحديد، مستخدماً كل ذلك كدلائل لتعزيز وجهة نظره، بل اعتقاده بأن التطرف والإرهاب ومعاداة السامية متأصلة في فكر وممارسة حركة الإخوان المسلمين، وأن قبولهم بالتعددية السياسية وموافقتهم على المشاركة السياسية وفق أسس الديمقراطية، لا يعني أنّهم ديمقراطيون حقّاً، وكأنه يريد إيصال رسالة واحدة فقط، وهي أن القبول بالديمقراطية من قبل الإسلاميين في هذه المرحلة، ليس إلا لقناعتهم بأنها وسيلة سهلة في ظل تفوقهم العددي.
يبدأ ويستريك تشكيكه بمصداقية الإخوان في الإقرار بالديمقراطية حكماً بين الأحزاب، ليشير إلى ذلك بشكل غير مباشر، فيقول: إن الإخوان المسلمين لم يقوموا بأي حركة شعبية واسعة من أجل الوصول إلى الديمقراطية، لكنهم يحكمون مصر الآن. ثم يسرد نتائج الانتخابات المصرية، ليعيد القول بأن أكبر مستفيد من انهيار النظام الديكتاتوري في مصر، هي حركة الإخوان المسلمين التي شاركت في الانتخابات من خلال حزب جديد باسم "مُلطّف" هو "حزب الحرية والعدالة". الرسالة التي يمكن قراءتها في هذه السطور هي أن ويستريك، كما كثيرين غيره، يعتقد بأن الإخوان سلبوا الثورة المصرية، وأن حزبهم الجديد ما هو إلا تجميلٌ لهم.
التناقض واضح جداً في هذا الادعاء، فكيف يشكّك ويستريك بديمقراطية الإخوان لمجرد انطباعه عنهم بأنهم ليسوا جزءاً ممن ثاروا لأجل الديمقراطية، فيما يرفض تقبَل نتائج واقعية ومثبتة – وليست مجرد انطباعات – تؤكد أن الإخوان المسلمين هم الأغلبية، فمن هو المطعون في ديمقراطيته، الرافض للانتخابات كأحد أهم أسس الديمقراطية أم ذلك المدعى عليه بأنه لم يثر من أجل الديمقراطية؟ إن كانت ثورة مصر من أجل الديمقراطية، فالإخوان جزء من تلك الثورة، وحتى إن ثبت الادعاء بأنهم ليسوا جزءا منها، فهل هذا يعني أن شرعية الحكم يجب أن تستمد من الثورة لا من صناديق الاقتراع؟ يبدو أن معاداة الإسلاميين متأصلة في فكر معظم النخب الإسرائيلية، وويستريك جزء منهم، وهذا ما دفعه إلى هذا التناقض المكشوف رغم وزنه الأكاديمي.

أسلمة الشرق الأوسط
يعتبر ويستريك أن ما يسمّى الربيع العربي ليس إلا عملية أسلمة للشرق الأوسط، ففوز الإخوان المسلمين والنتائج المتقدمة للسلفيين في الانتخابات المصرية، مسبوقة بفوز النهضة الإسلامية في تونس، ووصول شخصيات مثل مصطفى عبد الجليل إلى الحكم في ليبيا والذي بدأ حكمه بإلغاء قانون منع تعدد الزوجات لأنه مخالف للشرع، وأشخاص مقربين من الشيخ يوسف القرضاوي، كلّها مؤشرات على أن ما يجري الآن هو أسلمة للشرق الأوسط.
إن شخصيات كالقرضاوي والغنوشي تعتبر من القيادات الفكرية المنظرة للإخوان المسلمين، كما كان سيد قطب في عصره ـ يتابع ويستريك ـ لكن للأسف أن هناك فكرة انتشرت حول هذه الشخصيات من قبل العديد من الكتاب في الغرب، بما فيهم توماس فريدمان ونيكولاس كريستوف أن هذه الشخصيات تحولت إلى شخصيات ليبرالية ديمقراطية، وهذه الفكرة لا تستند إلى تمحيص حقيقي، وخصوصاً إذا ما كان الحديث عن الإخوان المسلمين في مصر، فالصبر والحكمة لا يجب أن تقود إلى الاستنتاج الخاطئ بأنهم معتدلون.
الإخوان عاشوا حياة طويلة من التضحيات منذ العهد الملكي مروراً بجمال عبد الناصر وأنور السادات وصولاً إلى مبارك، فقد تعرضت الشخصيات الإخوانية للقتل والاعتقال. تخرُّج الإخوان من هذه المدرسة القاسية جعلهم أكثر حاجة للحذر، إلا أنهم لم يخرجوا عن رؤية حسن البنا "الله غايتنا، الرسول قدوتنا، القرآن دستورنا، الجهاد سبيلنا والموت في سبيل الله أسمى أمانينا". هذه الرؤية بقيت على حالها لكن منهجيتهم تغيرت، فأصبحت أكثر تدرُّجاً.

التطرف الإخواني
يقول ويستريك إن الإخوان في الحقيقة راديكاليون دوماً، هم ضد الغرب، لديهم عداء غريزي لإسرائيل، ومعادون للسامية. ثم أدرج العديد من التصريحات المتشابهة والمتكررة لتعزيز اعتقاده وهذه أبرزها:
<!–[if !supportLists]–>- <!–[endif]–>أمين الناصري قال على قناة الرحمة في 24-10-2016 إن اليهود يستغلّون النساء خدمةً للصهيونية، حسب بروتوكولات حكماء صهيون.
<!–[if !supportLists]–>- <!–[endif]–>القرضاوي الذي عاد إلى مصر بعد الثورة صرّح على قناة الجزيرة 28-01-2017 أن الله قرر معاقبة اليهود على فسادهم، وقد كانت آخر عقوبة عن طريق هتلر في أوروبا، بينما العقاب القادم سيكون على أيدي المؤمنين. يقول ويستريك: إذا لم يكن هذا معاداة للسامية، فإن المصطلح يحمل معنى ضيّق. القرضاوي حين وقف أمام المتظاهرين في ميدان التحرير، قال للملايين إنه سعيد جداً بهذا الانتصار، ويتمنّى من الله أن يكمل فرحته، فيرى القدس قد فتحت من جديد. إن مثل هذا الفكر تحمله كل قيادات الإخوان المسلمين، فاليهود حسب هذا الفكر، وكما يقول ويستريك، هم الأعداء الدائمون للمسلمين، وسيأتي اليوم الذي يجتمع فيه كل المسلمين لقتال كل اليهود.
<!–[if !supportLists]–>- <!–[endif]–>في 1-1-2016 قال الدكتور راشد البيومي لجريدة الحياة إن حركته لن تعترف أبداً بإسرائيل.
<!–[if !supportLists]–>- <!–[endif]–>في 25-11-2016 قامت حركة الإخوان بمسيرة ردد النشطاء فيها "تل أبيب .. يوم الحساب أتى" المسيرة كانت ضد تهويد القدس. كان هناك دعوات عديدة للجهاد من أجل تحرير القدس، والدكتور أحمد الطيب رئيس جامعة الأزهر، قال إن القدس الآن تحت العدوان، ويجب أن لا نسمح لإسرائيل بتهويد القدس.
إن هذه المواقف والتصريحات التي سردها ويستريك صحيحة وحقيقية، لكنّه لم يأت على ذكر حقيقة أن كل هذه المواقف ما هي إلا ردة فعل على الاعتداءات الصهيونية، وأن المسألة ليست عداء غريزيا لإسرائيل، فالفكر الإسلامي الذي تبناه الإخوان أقدم من وجود إسرائيل. أمّا بشأن رفض الاعتراف بإسرائيل، فإنه من التجنّي وصف أية جهة ترفض الاعتراف بإسرائيل على أنّها متطرفة أو إرهابية أو معادية للسامية. إن مثل هذا الاتهام، بل الحكم من قبل ويستريك على الإخوان المسلمين بالتطرف، لأنّهم لا يعترفون بإسرائيل، لا يمكن أن يُفهم إلّا في إطار معاداته هو للإسلاميين، فهناك جهات أخرى لا تعترف بإسرائيل ولا تتبنّى الفكر الإسلامي، بل إن هناك جماعات يهودية لا تعترف بأحقية اليهود في إقامة دولة على أرض فلسطين، وتعتبرها مخالفة للتعاليم اليهودية الحقيقية، ومن أبرز هذه الجماعات "ناطوري كارتا" بالإضافة إلى الطائفة السامرية التي تسكن مدينة نابلس.
أما بشأن المسيرات المناهضة لإسرائيل، فهي ليست مسيّرة فقط من قبل الإسلاميين، وإن كان الإسلاميّون هم الأبرز في هكذا أنشطة، فلأنّهم الأكثر تواجداً في الساحة السياسية. وحين قامت جماهير مصر بتطويق السفارة الإسرائيلية وإجبار الأمن على إخلائها، كان من بين المتظاهرين فئات علمانية ويسارية ديمقراطية بالإضافة إلى الإسلاميين، مما يدلل على أن المسألة مرتبطة بإسرائيل، وليست بالفكر الإخواني. وقد تنبّه ويستريك إلى ذلك في دراسته، وأشار إلى حادثة السفارة بأنّها ليست من فعل الإسلاميين وحدهم، وإنما شاركهم فيها ديمقراطيون فوضويّون ومتشدّدون حسب تعبيره، مضيفاً أنّهم في حالة إحباط شديدة ولا يوجد سوى كبش الفداء التقليدي – إسرائيل – كي ينفّسوا إحباطهم، لكنّه لم يخرج باستنتاج أن الموقف من إسرائيل ليس موقف الإخوان وحدهم.

رسالة إلى الغرب
حاول ويستريك في كل سطر من دراسته أن يزج بالغرب عموماً إلى جانب إسرائيل في حديثه عن العلاقة مع الإخوان المسلمين، فهو يريد خلق أكبر عدد ممكن من المناهضين لوصول الإسلاميين للحكم، كما نجحوا في ذلك حين جنّدوا العالم الغربي لإجهاض ديمقراطية الفلسطينيين. ويستريك يقول إنّ قلّة من الأكاديميين الغربيين من حاول فهم حقيقة الإخوان المسلمين، وفي إطار ذلك يستعرض رأياً شبيهاً لرأيه بخصوص وصول الإسلاميين إلى الحكم، فيقتبس من دراسة لباري روبين قوله إن المجتمعات الإسلامية في الشرق الأوسط تخضع لحكم إسلاميين متطرفين يحملون العداء لأمريكا ويريدون الجهاد ضدّها ومحو إسرائيل عن الخريطة والانتقاص من مكانة المرأة.
يقول ويستريك في آخر ورقته إن الإضافة الوحيدة التي يريد أن يسجّلها هو أن الأنظمة الإسلامية أيضاً تتحرك عن طريق أناس غير عقلانيين ومعادين للسّامية بناءً على معتقد ديني. كما يضيف: إنّ قدرة الإخوان المسلمين على تلميع ديمقراطيتهم للغرب يجب ألّا تخدع أحدا، ليس إسرائيل فقط، وإنّما أمريكا والغرب، والأكثر من ذلك أن الشريحة الليبرالية من الرأي العام في الشرق الأوسط عليها أن تكون مستعدّة لطقس عاصف.

جزاك الله كل خيرررررررررررررررررررررررا

اكيد هم لاينظرون على اساس انهم بلاد ولها شؤونها
واكيد الاسرائيلين خايفين جدا من الاخوان
وعشان كده التشويه الرهيب إلي بيحصل في الاعلام
شكرا ليكي ياام مصطفى
هكبر الخط لو معندكيش مانع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.