تقدّم العاصمة الماليزية "كوالالمبور" خيارات عدّة لزائرها، وتحثّه على اكتشاف حضارة عريقة يتمازج فيها خليط من الثقافات والأجناس. وإذا كانت الصورة التي تقدّمها وسائل الإعلام عن هذه المدينة تبرز المباني الشاهقة وناطحات السحاب والشركات العالمية المنتشرة في أرجائها، إلا أن "كوالالمبور" ما تزال محافظة على مبانيها التاريخية من مساجد ومعابد وشوارع وأزقّة شعبية.
"كوالالمبور" مركز اقتصادي هام، ينعم بالبترول ويشتهر بصناعات عدّة تشكّل مصدراً ممتازاً وأساسياً للدخل. وتلعب السياحة دوراً هاماً في هذا الإطار، خصوصاً سياحة المناسبات (الأعياد وشهر العسل)، وتحتضن شبكة من الفنادق ذي المستويات المختلفة، تلاحظ إجمالاً معقوليّة أسعارها.
التسوّق سيّد الموقف
وتشتهر العاصمة الماليزية بعروض التسوّق المميّزة التي تناسب الميزانيّات كافّة. وبين الأسواق الشعبية وعالم المفاصلة والمنتجات المحليّة والمقلّدة وأشهر الماركات العالمية،
– شارع "بوكيت بينتانج" Jalan Bukit Bintang: يعرف بـ "شارع العرب"، وهو الأكثر شهرة في "كوالالمبور"، إذ يضمّ مجموعة من المطاعم العربية والشرقية، ويحتضن محالاً ومجمّعات تجارية عدّة.
– "مركز بافيليون": مركز تجاري جيّد للتسوّق العائلي، تتوافر فيه غالبيّة الماركات الراقية.
– "مركز سوريا" أو "الشمس": يحتضن ماركات عالميّة، ويجاور "البرجين التوأم".
– "السوق الصينية" Chinatown: توفّر المنتجات الصينية والبضائع المقلّدة.
– "مركز سوغو التجاري": يناسب الأسرة المتوسطة، حيث تباع فيه منتجات بجميع الأسعار.
– "سنترال ماركت" Central Market: يشكّل أحد أشهر أسواق الهدايا التذكارية متعدّدة الجنسيات، ويمتاز بموقعه، إذ تنظّم في الساحة التي يقع فيها فعاليات ثقافية عدّة تعرّف بالعادات والطقوس.
وتجدر الإشارة إلى وجود أسواق تسمّى بـ "الليلية" تبيع المارّة "اكسسوارات" وساعات وحقائب مقلّدة، بأسعار مناسبة!
في سطور…
"كوالالمبور" هي العاصمة الإتحادية لـ "ماليزيا"، و"كوالالمبور" كلمة تعني "التقاء النهرين" أي نهري "جومباك" و"كلانج"، وقد كانت في العام 1800 محطّة لتعدين القصدير. يقطنها مزيج من الأجناس، أبرزها الأعراق التالية: الملايو المسلم والصيني بدياناته البوذية والمسيحية والإسلام والهندي والباكستاني، فضلاً عن العرب المعروفين هناك بـ "السادة" وبعض البرتغاليين.
تشكّل الماليزية لغة البلاد الرسمية، كما تستخدم اللغات التامبلية والصينية والإنكليزية. عملتها: "الرينجت"، ويمكنك تحويل أي عملات تحملها قبل وصولك إليها أو من محال الصرافة داخلها. والإسلام هو الدين الرسمي في البلاد، تعتنقه نسبة 64.6% من السكان، تليه البوذية (17.16%)، فالهندو ( 6.8%)، بالإضافة إلى المسيحية.
مناخها…
تمتاز "كوالالمبور" بمناخ حار ورطب على مدار أيّام السنة، فتسطع أشعة الشمس، كما تشهد أمطاراً موسميةً في بعض الأحيان. تتراوح درجات الحرارة بين21 و32 درجة مئوية خلال معظم فصول السنة، مع هطول أمطار مستمر طوال فصل الصيف أي في أشهر أغسطس(آب) وسبتمبر(أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول).
عناوين هامة
_ "البرجان التوأم" أو "منارة بتروناس"Twin Towers : يشكّلان ثاني أعلى مبنيين في العالم بعد "برج خليفة" في "دبي"، ويتألّفان من 88 طابقاً و78 مصعداً، وينصح بزيارتهما صباحاً، علماً أنهما يستقبلان عدداً محدّداً من الزوّار يومياً. صمّم هذان البرجان بهندسة ترمز إلى العالم المادي.
_ "حديقةالطيور" KL Bird Park: تشكّل أكبر حديقة مغلقة في العالم، وهي تخلو منالأقفاص، حيث تتحرّك فيها الطيور بحريّة. ويمكن للزوّار التقاط الصور المميّزة مع أغرب أنواعها، وذلك ضمن ديكور مميّز يشمل الشلالات والأنهار الصناعية والجسور المعلّقة والبحيرات الإصطناعية.
_ "حديقة الفراشات"Butterfly Park : تضمّ 6000 فراشة تنتمي إلى 120 فصيلة مختلفة، كما تحتضن بحيراتها أنواعاً وأشكالاً مختلفة من الأسماك والسلاحف والضفادع، بالإضافة إلى الحشرات المحنّطة.
_ " أكواريا" Aquaria: مصمّمة بشكل فريد يبدو للزائر وكأنه داخل غوّاصة تحت سطح البحر، تستقبله الأحواض المغلقة أو المفتوحة المملوءة بجميع أنواع الأسماك وصولاً إلى القرش! وتسمح بمراقبة الغوّاصين وهم يطعمونها في مواعيد محدّدة.
_ "متحف الفنون الإسلامية" Islamic Arts Museum: افتتح العام 1998، ويمتدّ على مساحة 30000 متر مربع، ويحتضن نماذج مميّزة من تصاميم المساجد المعروفة والموروثات العثمانية والمخطوطات الإسلامية التي يتجاوز عددها 200 مخطوطة ونسخ نادرة من القرآن الكريم، بالإضافة إلى قطع نادرة تعود إلى العصر الإسلامي وأخرى خاصة بالرسول محمد (صلعم) والصحابة ومقتنيات ثمينة من الهند والصين وجنوب شرقي آسيا. وفي هذا الإطار، يمكن زيارة المعرض الخاص بالمجوهرات (ذخيرة الدنيا)، والذي جمعت مقتنياته على مدى 35 عاماً، ويضمّ مصوغات هندية تنتمي إلى العصر المغولي الإسلامي والتي حرص على جمعها الشيخ ناصر الصباح والشيخة حصة الصباح.
_ "قصر السلطان عبد الصمد": يشكّل مقر المحكمة الفدرالية، وقد شهد الإعلان عن استقلال ماليزيا من الاستعمار البريطاني في العام 1957.
_ "المسجد الوطني": يمتاز ببنائه المعماري الإسلامي الحديث والزخارف المميّزة، وتشبه منارته الخارجية مظلّة شمسيّة!
يعطيج الف عافيه