تخطى إلى المحتوى

ما هي أسباب نزول سورة التوبة 2024.

قوله تعالى: ( يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنـزلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ ) الآية 64.

قال السدي: قال بعض المنافقين: والله لوددت أني قدمت فجلدت مائة ولا ينـزل فينا شيء يفضحنا، فأنـزل الله هذه الآية. وقال مجاهد: كانوا يقولون القول بينهم ثم يقولون: عسى الله أن لا يفشي علينا سرّنا.

قوله تعالى: ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ) 65.

قال قتادة: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وبين يديه ناس من المنافقين إذ قالوا: يرجو هذا الرجل أن يفتح قصور الشام وحصونها! هيهات له ذلك، فأطلع الله نبيه على ذلك، فقال نبيّ الله: "احبسوا علي الركب" فأتاهم فقال: "قلتم كذا وكذا؟" فقالوا: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، فأنـزل الله تعالى هذه الآية.

وقال زيد بن أسلم ومحمد بن وهب: قال رجل من المنافقين في غزوة تبوك: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونًا ولا أكذب ألسنا ولا أجبن عند اللقاء، يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فقال عوف بن مالك: كذبت ولكنك منافق لأخبرنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذهب عوف ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، فجاء ذلك الرجل إلى رسول صلى الله عليه وسلم وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ونتحدث بحديث الركب نقطع به عنا الطريق.

أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد بن عبد الله الجوزقي، أخبرنا بشر بن أحمد بن بشر، حدثنا أبو جعفر محمد بن موسى الحلواني، حدثنا محمد بن ميمون الخياط، حدثنا إسماعيل بن داود المهرجاني، حدثنا مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت عبد الله بن أبي يسير قدّام النبي صلى الله عليه وسلم والحجارة تنكبه وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: ( أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ ) ؟.

قوله تعالى: ( يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا ) الآية 74.

قال الضحاك: خرج المنافقون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك، وكانوا إذا خلا بعضهم ببعض سبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وطعنوا في الدين، فنقل ما قالوا حُذيفة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أهل النفاق ما هذا الذي بلغني عنكم"؟ فحلفوا ما قالوا شيئا من ذلك، فأنـزل الله تعالى هذه الآية إكذابا لهم.

وقال قتادة: ذكر لنا أن رجلين اقتتلا رجلا من جهينة ورجلا من غفار، فظهر الغفاري على الجهيني، فنادى عبد الله بن أبيّ: يا بني الأوس انصرُوا أخاكم، فوالله ما مثلنا ومثل محمد إلا كما قال القائل: سمن كلبك يأكلك، فوالله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجنّ الأعزّ منها الأذل، فسمع بها رجل من المسلمين، فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأرسل إليه، فجعل يحلف بالله ما قال، وأنـزل الله تعالى هذه الآية.

قوله تعالى: ( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ) 74.

قال الضحاك: هموا أن يدفعوا النبي صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة وكانوا قومًا قد أجمعوا على أن يقتلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم معه، يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة، فتقدم بعضهم وتأخر بعضهم وذلك كان ليلا قالوا: إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلته في الوادي، وكان قائده في تلك الليلة عمار بن ياسر وسائقه حُذيفة فسمع حذيفة وقع أخفاف الإبل، فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين، فقال: إليكم إليكم يا أعداء الله؛ فأمسكوا، ومضى النبيّ عليه الصلاة والسلام حتى نـزل منـزله الذي أراد، فأَنـزل الله تعالى قوله: ( وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا ).

مشكورة غناتي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.