آفات على الطريق 2024.

البرونزية

للشيخ / محمد فرج الأصفر

الحمد لله رب العالمين المتفرد بالكمال والجلال صاحب الملكوت ربالأرباب ورب كل شيئ ومليكه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أمره بين الكاف والنون وإذا أراد ان يقول لشئ كن فيكون
وأصلى واسلم على النبي الأمين وعلى أهله وأصحابه أجمعين والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد

البرونزية

أخي السائر إلى الله
الطريق إلى الله كالطريق الحسية تماماً..تجد فيها أنفاقا مظلمة، ومنحنيات خطيرة، ومطبّات مرهقة، و "كباري" علوية.. كما تجد أحيانا على جنبتي الطريق حدائق فاتنة وسبلا متفرعة.. ومن لم ينتبه لمثل هذه، ولم يقده للخروج منها خبير بصير ضل -ولابد- في الطريق أو انقطع.

أخي الكريم:
إن معرفة ط¢ظپط§طھ الطريق من المهمات التي ينبغي للسائر الإلمام بخباياها.
قال ابن القيم – رحمه الله تعالى:"ولا يتم المقصود إلا بالهداية إلى الطريق، والهدايا فيها، وأوقات السير من غيره، وزاد المسير، وآفات الطريق،
ولهذا قال ابن عباس في قوله تعالى : {لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} المائدة:48 ، قال سبيلا وسنة .

البرونزية

فتنبه معي لأخطر هذه الآفاتعافانا الله وإياك منها -:
* الآفة الأولى : الخوف من وحشة التفرد :
قال بعض السلف: "عليك بطريق الهدى ولا يضرنك قلة السالكين، وإياك وطرق الضلالة ولا يغرنك كثرة الهالكين".
ومن سنن الله الربانية الكونية أن أهل الحق دائما قلة.. هذا أصل ينبغي ألا يفوتك ،
قال سبحانه :[إلَِّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ]ص:24

البرونزية

الآفة الثانية : فضول الكلام والخلطة :
وهذه أخطر تلك الآفات.. فضول الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.. أن يصير لقاء الناس شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.. وقد قيل: إذا رأيت نفسك تأنس بالخلق وتستوحش من الخلوة، فاعلم أنك لا تصلح لله.. وإن من علامات الإفلاس الاستئناس بالناس.
وقد ذكر عن بعض أهل الحديث أنه قال: "لأن ألقى الشيطان أحب إلي من أن ألقى حذيفة المرعشي، أخشى أن أتزين له فأسقط من عين الله".

البرونزية

الآفة الثالثة: النفق المظلم :
قد يصادف السائرُ في طريقه نفقا مظلما لا يستطيع أن يميز فيه طريقه من الطرق الأخرى، ما لم تكن أضواء اليقين كاشفة، ومسالك الطريق معروفة،كيلا يضيع السائر مساره، أو يتناثر أشلاء تحت وقع الحادثة، أو يسرف في التفاؤل عندما يبصر نورا في آخر النفق قد يكون وهم سراب.
إن مثل هذا النفق كفتن الخلاف بين المسلمين، إذ بينما يسير السائر في ركبه الميمون، والطريق سالكة، وهو ينتظر الوصول إلى المحطة التالية، فجأة يظلم الطريق تماما كالذي يدخل النفق… يفاجأ بالظلام الدامس بعد النور المبهر.. اصطدام بعض المسلمين فيما بينهم، وبغي بعضهم على بعض، فتلتفّ الظلمات، و تنطفئ الأنوار، ويضطر السائر المسكين إلى ركوب الظلمة ودخول النفق، فإذا لم تكن البصائر على يقين والإبصار على وضوح، فالكارثة ستقع لا محالة، ويكون التيه الذي لا يدري فيه ما المخرج.
ولذا، فالأنوار الكاشفة في هذا النفق تتمثل في الاستمساك بوضوح المنهج: الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، قال الله سبحانه: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ}التوبة:100

البرونزية

الآفة الرابعة : جسر على الطريق :
وفي الطريق أيها السائر الحبيب – جسر لابد من تجاوزه وعبوره، إذ إن هذا شأن السالكين إلى الله تعالى في كل زمان ومكان، بل و هو من شأن الأنبياء والمرسلين.. ذلكم الجسر هو الابتلاء والمحن التي تصيب السائر.
فلا بد لهذا الطريق من أن يصقله الابتلاء، وأن تظهر معدنه المحنة. قال الله تعالى :
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ(2)وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ(3)}. العنكبوت.
فالجسر إلى التمكين في هذا الطريق هو الابتلاء.. ولابد من الصبر فيه والاحتساب، والرضا عن الله تعالى وبه، فإنه جسر الوصول.. وقد حفت الجنة بالمكاره..
وللمحن في هذا الطريق خصائص ومميزات، فكما أن المسلم يجب ألا ينفك عن عبادة ما..
{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ العَالَمِينَ} الأنعام:162 ،
فلابد أن يكون شعوره بالابتلاء هكذا: أنه في عبادة، يدوم معه في كل حركاته وسكناته، حتى يستصحب نية العبد على البلاء، واحتساب الأجر عند السميع البصير:
{الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ(218)وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ(219)} الشعراء.
وهذا الجسر خطير.. جسر الابتلاء.. فإن كثيرا من السالكين ضعفت قوته عن عبوره فرجع القهقرى وترك الطريق.
ثم يطالعك جسر آخر على الطريق.. وهو النفس – نعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا..فبين العبد وبين السعادة والفلاح: قوة وعزيمة، وصبر ساعة وشجاعة نفس، وثبات قلب، والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. والله ذو الفضل العظيم"
هذا هو جسر النفس.. البلاء الأكبر.. والعائق الأشد.. يشبه الجسر المعلق الذي لا جوانب له يستند عليها السائر… فهو خطر جدا لابد عند المرور عليه من التركيز والهدوء.. والتيقظ والانتباه لكل حركة يد ونقلة رجل.. وإلا.. فالسقوط.
نعم: إنه جسر واهن من كثرة الذنوب والمعاصي.. لذا كان على السائر أن يأخذ حذره.. ويتدرب المرة بعد المرة.. ويحاول ويعيد، ثم يحاول ويعيد حتى ينجح في ترويض نفسه على عبور تلك الجسور.

البرونزية

وبعد – أيها السائر الحبيب:
فيا سعادة من جاهد تلك الآفات. نعم: إنها أشواك، لكنها أشواق.. يستشعر فيها السائر لذة الألم لله واحتساب الأجر من الله.. فدس الشوك، وسر إلى الله..
فقد اقتضت سنة الخالق أن العسل لا يحصل عليه إلا بلسع النحل، فما كان للمسافر إلى الله أن يحصل على ما يفيده في طريق وصوله إلا بشيء من المكابدة والعسر.
يقول ابن القيم – عليه رحمة الله:-"وما أقدم أحد على تحمل مشقة عاجلة إلا لثمرة مؤجلة،فالنفس موكلة بحب العاجل، وإنما خاصة العقل: تلمح العواقب ومطالعة الغايات،وأجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ،
وإن من رافق الراحة حصل على المشقة وقت الراحة في دار الراحة،فإنه على قدْر التعب تكون الراحة"..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

البرونزية
ما تيسر من سورة مريم ـ عبدالرحمن خالد
http://www.rofof.com/7sviuy20/Ma_tysr

كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ـ أبو بكر الشاطري
http://www.rofof.com/7jenlg20/Dow

البرونزية

مشكــكووررهـ

جزاك الله خير

االله يجزاااك كل خير
ويجعل ذلك في ميزاان حسناااتك
مووووضوووع اكثر من رااااائع يالغلاااااااا

جزاكِ الله خير

يعطيكم العافيه ع المرور العطر..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.