البحث العلمي في اليمن العوائق 2024.

الصحوة نت-خاص

تحقيق الكاتب والصحفي /رداد السلامي

البحث ط§ظ„ط¹ظ„ظ…ظٹ في الجامعات اليمنية غائب وإن وجد فهو طفيف ولا يلبي حاجة أو يأتي بجديد.. فجوة متسعة أكدتها دراسة صادرة لخبير في مؤسسات التعليم العالي في اليمن.. كما أكد ذلك تقرير أعده المعهد العالمي للمعلومات ذكر فيه أن نسبة (الأوراق) الأبحاث العلمية التي سجلها المعهد اليمني في السنوات الخمس الأخيرة تساوي صفراً وهي الدولة العربية الوحيدة التي نالت هذا الشرف (الشاندالي) العظيم عن جدارة واستحقاق!!
غياب السياسات البحثية والعلمية
"لن أكون مجافياً للحقيقة إذا قلت إنه يتم النظر للبحث العلمي بإهمال وعدم إيمان بجدواه، وهناك إهمال متعمد لكل ما له صلة بالجوانب البحثية وكأن الأمر اعتيادي فقد أصبحت الأبحاث على كثرتها لا تقدم ولا تؤخر، ولا تأتي بجديد واختلط الحابل بالنابل بطريقة غير موضوعية" هذا ما قاله الدكتور محمد سعيد مقبل وأكد "أن سبب هذا الاختلاط واللاجدوى فيما أنجز من الأبحاث يعود إلى غياب سياسات بحثية وعلمية تنظم الجهود التي تبذل في مجال البحوث العلمية ناهيك عن العشوائية البحثية للجامعات ومظاهر تكرار العمل البحثي في أكثر من مكان!!
ولتلافي ذلك يرى مقبل "إنه لابد من إيجاد آلية تعمل على التنسيق بين مختلف الجهات والمراكز لبلورة طريقة معينة للاستفادة من الجهود والإمكانيات المادية والبشرية ولابد أن تلعب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي دوراً حقيقياً في دعم ومساندة كل الجهود التي تبذل في هذا المجال باعتبار هذا الأمر مسئولية مهنية.
عزلة مركبة ودعم غائب
بينما أكد أستاذ أصول التربية بجامعة تعز الدكتور عبد الله الذيفاني في دراسة قدمها لندوة الإصلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن التي نظمها المركز العربي للدراسات الاستراتيجية في بيروت "أن التعليم العالي يعاني من عزلة مركبة عن المجتمع والتجديد وأن عزلة مؤسسات التعليم العالي تؤدي إلى الإبقاء على محتويات برامجها التعليمية في عزلة عن متغيرات الواقع ومتطلباته في التغيير" وفيما يخص الإنفاق الحكومي قال الذيفاني: "إن ميزانية التعليم العالي والبحث العلمي لاتشكل سوى نسبة ضئيلة من الميزانية العامة للدولة ويغيب ط§ظ„ط¨ط­ط« العلمي فيها جملة أصفار كسرية لا تعرف في دعم البحوث ولا في تمويلها رغم الإدراك النظري لمخاطر هذا الإهمال تؤكد السنوات إصرار الحكومة عليه" وأضاف: "لا نلاحظ تحول نوعي يبشر بإحداث نقلة نوعية إلى دفع البحث العلمي إلى الأمام فمراكز البحوث والدراسات تعاني من أزمات حقيقية في تمويل برامجها ومشاريعها البحثية وموازناتها لا تتضمن بنوداً خاصة بالبحث العلمي إلى نهاية التسعينيات حيث حدث استثناء باعتماد 10 ملايين ريال سنوياً للبحث التربوي ضمن موازنة مركز البحوث والتطوير التربوية".
وأكد "هناك اهتماماً واضحاً يظهر في بعض الجامعات بالبحث العلمي وشرعت بتأسيس مراكز للدراسات والبحث العلمي تأتي جامعة عدن على رأس هذه الجامعات وتحتوي على عدد كبير من المراكز المتخصصة في المجالات المختلفة تليها جامعة تعز ثم جامعة صنعاء وجامعة الحديدة، ولكنها بدايات ضعيفة وغير مؤسسة على قاعدة واضحة ورصينة الصلاحيات والإمكانيات".
بحوث تخاطب المصالح الذاتية
ويرجئ الدكتور عبدالعزيز محمد الشعيبي عدم الاهتمام بالبحث العلمي إلى المحدودية الشديدة في الميزانية التي ترصد لأغراض البحث العلمي ووجود نوع من الخوف غير المبرر في قضية البحث العلمي!! وأضاف: أن البحث العلمي يخاطب الهواء ولا يخاطب مشكلات حقيقية ولا يوجد لها حل فبالحث العلمي في الكثير من حالاته أو بعضاً من حالاته يخاطب المصالح الشخصية والذاتية ولا يخاطب مشكلات اجتماعية واقعية حقيقية أو يوجد لها حل".
حكم عار من الصحة
بينما قال د.محمد الصبري -مدير مركز الدراسات السكانية في جامعة صنعاء "إن الحكم المطلق بغياب البحث العلمي عار من الصحة.. فالباحثون كثير والأبحاث متوفرة على الرغم من قلتها مقارنة بالاحتياجات العلمية فكثير من مؤسسات الدولة تجري المسوح والبحوث الدقيقة والرصينة التي تستند إليها الدولة في تخطيطها وإن بشكل جزئي" وأضاف الصبري: "أنشأت الجمهورية اليمنية مجموعة من المراكز البحثية ونتائجها موجودة وإن كانت لاتحقق الطموح الذي تسعى المراكز البحثية إلى تحقيقه، كما أنني أتفق جزئياً مع ما طرح من ندرة البحوث مقارنة بأهميتها".
وعن دور مراكز الدراسات السكانية في جانب البحث العلمي قال الصبري: "إن المركز قام خلال 6 سنوات ماضية بإجراء دراسات ميدانية على مستوى عموم الجمهورية اليمنية غطى فيها الفئات المختلفة كما قام بعدة دراسات في مجالات مختلفة".
الدكتورة حسنية القادري -مديرة مركز دراسات المرأة بجامعة صنعاء قالت: "إن هناك أبحاثاً في اليمن علمية ونوعية بحتة فكل دكتور يتطلب منه بحثاً ينشر إقليمياً ودولياً وقد نشر العديد من الدكاترة بحوثهم وتم ترقية أصحابها إلى دكاترة" متسائلة "وإلا كيف طلعنا دكاترة".
وأضافت القادري: "لكن المشكلة أن البحوث في الجامعات اليمنية تتركز علمياً ولم تحاور في بعضها مشاكل المجتمع ولم تتوجه إليه ولكنها تبقى بحثاً علمياً سليماً"!!
وعن دور مركز دراسات المرأة في جانب البحث العلمي قالت القادري: "قام المركز بعدة دراسات أبرزها أضرار الزواج المبكر على التنمية وبحث في مجال تقويم الخدمات الصحية في المديريات والخدمات التي تقدم للأمومة والطفولة وخاصة طوارئ الولادة".
الباحث في العلوم السياسية عبدالحي علي قاسم قال: "إن المراكز المستحدثة من قبل الحكومة تبتعد عن أي دراسات موضوعية تلامس الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي وتقوم على تحسين صورة الوضع المتردي وتلميع الأداء المختل لسياساتها"..
وأضاف: أن أبرز ط§ظ„ط¹ظˆط§ط¦ظ‚ التي تقف أمام إجراء بحوث عملية رصينة تتمثل في شحة المخصصات المالية التي ترصدها الدولة للبحث العلمي والأعباء المتعلقة بنشر الأبحاث العلمية في المجلات العلمية، وكذلك عدم تأهيل الباحثين تأهيلاً علمياً وإعطائهم جرع إضافية من التعليم والتدريب
النوعي للإلمام بالمناهج العلمية وغياب البيئة السياسية التي تشجع على العمل العلمي والبحثي.
الدكتورة الباحثة صباح الخيشني – إعلام – أبدت اعتراضها على القول بغياب البحث العلمي معتبرة ذلك إجحافاً في حق الباحثين والأبحاث الموجودة في مختلف التخصصات والنواحي الميدانية في اليمن وقالت "هناك أبحاث كثيرة لكن المشكلة أن نتائجها لايؤخذ بها ولا يتم تداولها وتركن في رفوف (المكتبات) أو تصدر ككتب محدودة التوزيع أحياناً ما تكون كمقررات دراسية في الجامعات.
أما الصعوبات التي قالت إنها واجهتها كباحثة فتتمثل في عدم وجود مكان تؤرشف فيه الصحف أولاً بأول وضيق الوقت في ساعات الدوام في المكتبات وحصر الفترة المسائية بباحثي المركز نفسه، كما أن الإمكانيات المادية تشكل صعوبة كبيرة لأي باحث فالبحث يحتاج لطباعة وتصوير، كما أن البعد الجغرافي بين الباحث والمشرف أحياناً يؤدي إلى تفويت الكثير من التساؤلات والنقاط التي يحتاج الباحث إلى رأي المشرف فيها.
وعن غياب البحث العلمي الرصين قال الباحث محمد أحمد حسين الذي يحضّر الماجستير في الدراسات السكانية "عدم نزول الباحث ميدانياً. فهناك اهتمام بالجانب النظري ولا يهتم بالبحث العملي فأغلب البحوث لا تحاكي الواقع الاجتماعي ولا تعبر عنه ولا تعكس متطلباته.
وأضاف: "أبرز العوائق التي تواجهنا كباحثين عدم توفر بعض المراجع الخاصة بالبحث العملي وبشحة الإمكانات المادية، وهناك عوائق تخص المجتمع وهو عدم تقبل بعض المناطق للباحث حيث يتعرض لبعض المضايقات بسبب جهل المجتمع بالبحث العلمي، كذلك عدم تحفيز الباحث من قبل الدولة ومراكز البحوث العلمية".
الصحفي محمد القاضي قال: "إن البحث العلمي غائب من خطط وبرامج الحكومة لتطوير التعليم الجامعي الذي يواجه الكثير من التحديات الخطيرة، وأضاف: "من خلال تجربتي في الجامعة أكتشف كل يوم التدهور الحاصل في جامعة صنعاء ومكانتها العلمية فهي لاتقوم بتنمية البحث لدى الطالب لقلة الإمكانيات والخطط والمكتبات كما أن تسيس وإفساد دور الجامعة التنويري غول تتسع دائرته كل يوم مما يهدد التعليم العالي ومكانته".
كما قال الصحفي سعيد ثابت سعيد -البحث العلمي ليس له أولوية لأن نمط تفكير الحكومة لايقوم على أساس البحث والمنهج وإنما سياسات ارتجالية وعشوائية، كما أنها لا تهتم بجانب البحث العلمي نتيجة لتسييسها للقضايا".
آراء متضاربة بين قائل هناك غياب وبين آخر رافضاً لهذا القول، وثالث مؤكداً وجودها لكنها غير ذات جدوى ولا تعكس الواقع المجتمعي.. وتحاكيه.. دعم غائب للبحث العلمي وسياسات وخطط معدومة وتواصل مفقود بين مراكز البحوث والمجتمع ومراجع شحيحة، حيثيات وأسباب كثيرة أدت إلى الغياب والإهمال وعدم جدوى البحوث العملية المنجزة.

شكرا لك على هذا النقل الجميل جدا

مشكورة اختي الحلا كله
يعطيك العافية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.