نساء يبحثن عن الطلاق «الرجّال ما صدق خبر»! 2024.

نساء ظٹط¨ط­ط«ظ† عن ط§ظ„ط·ظ„ط§ظ‚..آ«ط§ظ„ط±ط¬ظ‘ط§ظ„ ما صدق خبر»!

البرونزية
الحوار والتفاهم بين الزوجين أفضل من خيار الطلاق
القطيف، الأحساء، تحقيق – منير النمر، سوسن الحواج
كثيرة هي المحطات التي نقف ننتظر عندها "قطار الفرج"، ولكن أقساها هي تلك التي تقف فيها المرأة تنتظر "قطار المطلقات"، فما الظروف التي تدفع المرأة لمثل هذه القرار المصيري والمؤلم؟.
وعلى الرغم من المعاناة الكبيرة التي تعيشها "أم حسن" المطلقة قبل نحو خمسة أعوام، التي ترى أن الطلاق وتفكك الأسرة يتحمل مسؤولية نتائجه الرجل، إلاّ أن هناك من يرى عكس ذلك تماماً، إذ يصر على أن المرأة في معظم الأحيان هي من يفتعل المشاكل، فهي ليست ضحية زوج أراد التزوج عليها لأي سبب كما تصور معظم النساء، بل إنها مرهقة لأعصابه وماله، وهو ما يقود الرجل إلى التخلص منها بأبغض الحلال "الطلاق".
تحقيق "الرياض" يرصد حالات وقصص متباينة بين الرجل والمرأة في أسباب طلب الطلاق، ولكن النتيجة واحدة هي "الطلاق"!..

«الصدمة» من تجاوزات الزوج تفقد المرأة توازنها..«اللي هذا أوله ينعاف تاليه»!

تصرفات خاطئة
يقول «نمر النمر»: إن الرجل يسعى دائماً إلى إرضاء زوجته، كما أن المرأة القنوعة تستطيع المحافظة على زوجها وعائلتها، مضيفاً أن هناك بعض النساء يمثلن الشريحة الكبيرة من المطلقات، ويدفعن الرجال لتطليقهن، وذلك من خلال بعض التصرفات الخاطئة، منها أن الرجل يجد نفسه مضطراً لحمل أي شيء عن المرأة، حتى لو كان «كيساً» صغيراً، فهي لا تود الاعتماد على نفسها في شيء أبداً، وهذا تصرف خاطئ تعززه العادات في بعض المناطق.
أتفه الأسباب
ويشدد على أن الجيل الجديد من الفتيات يرغبن بالطلاق لأتفه الأسباب، ويقول في هذا الصدد: «وقفت على قضايا عدة، تكون الفتاة التي خطبت راغبة فيها بالطلاق، وبعضهن يسألها أهلها: لماذا تريدين الطلاق؟، فتقول: ليس لدي سبب!»، مشيراً إلى أنه ربما وقفت أسباب تافهة وراء طلبها للطلاق، ذاكراً أن «الانترنت» يلعب دوراً في تفكيك بعض الأسر، فربما تكون العلاقة الزوجية بين زوجين فاترة، فيستغلها أحد الشبان بضخ كلمات الحب للمرأة، وشيئاً فشيئاً يصل الأمر بها للطلاق».
تفاقم المشكلة
وبعيداً عن رؤية «النمر» تقول «أم حسن»: إن النساء هن الضحايا في معظم حالات الطلاق، خاصة أن الطلاق لا يأتي إلاّ عن طريق وجود مشكلة كبيرة تتفاقم، منها أن الزوج يقدم على الخيانة؛ لأنه يريد إرضاء أنانيته فقط، كما أنه لا يجهد نفسه في إصلاح الوضع الطارئ في الأسرة، وكأنه يقول للزوجة المسكينة: سأفعل ما في رأسي حتى وإن كشفتيني!، وهنا تجد المرأة نفسها مضطرة للطلاق، مشيرةً إلى أن هناك حالات كثيرة تعرفها المؤسسات المعنية بالأسرة.
انفصال عاطفي
ومع أن «أم حسن» فكت الرابطة الشرعية بينها وبين زوجها، إلاّ أن «هبة» التي تحمد ربها كثيراً؛ لأنها لم تنجب من زوجها، تعيش ما يعرف ب «الطلاق العاطفي»، وتقول: إن العيش مع زوج يصر على خيانتي يجعلني أتمزق يومياً، وعن سبب عدم رغبتها بالانفصال توضح أن أسرتها تحول دون تحقيق الطلاق؛ لأنها لا تريدها أن يرمي عليها كلمة «طالق»، مبينةً أن هناك جهوداً مبذولة من قبل أخيها لإقناع والدتها ووالدها بضرورة الطلاق، لافتةً إلى أن المرأة غالباً ما تكون مظلومة في حياتها الزوجية، فهي التي تدفع الضريبة دائماً، كما أن الرجل قد يتزوج بعد طلاق زوجته.
لديه سوابق
بيد أن «النمر» يرى عكس ذلك، إذ يقول: إن الرجل يدفع ثمناً كبيراً حين يُقدم على الطلاق، وليس بالسهولة أن يجد زوجة مناسبة، وإن وجد فليس من السهل إقناعها أو إقناع أهلها بالزواج منه؛ لأنه مر بتجربة طلاق، مبيناً أن الأهل يخافون تزويج ابنتهم لشخص لديه سوابق في الطلاق، مشيراً إلى أن كثيراً من الأسر ترفض الرجال المطلقين، خاصةً حينما يتقدم الرجل المطلق لفتاة لم يسبق لها الزواج من قبل.
ضغوط الأهل
وتقول «سمر حسين»: كانت قرابة ابن خالتي قبل أن يصبح زوجي كفيلة بأن تذيب جميع الفروقات، وشفيعة له لدى أهلي بأنه الزوج المناسب، فأنا «جامعية» ولا يتعدى تعليمه الإبتدائي، ومع ذلك وافقت على «مضض» تحت ضغوط الأهل من وجهت نظرهم أنني كبرت واقترب عمري من العنوسة، فلابد من الالتحاق بقطار المتزوجات، مضيفةً أنه تم عقد القران سريعاً والزواج، فوجدت أمامها شخصاً ليس خالياً من التعليم والثقافة فحسب، بل مجرد من الحياء، فالخيانة بالنسبة إليه من سمات الرجولة التي على المراة أن تتحملها، مشيرةً إلى أنه أخطأ بحقها كثيراً، الأمر الذي قررت من خلاله الخروج من المنزل حتى من دون أن تحزم أمتعتها وطلبت الطلاق، ذاكرةً أنه مضى الآن عامان لم تستطع خلالها الحصول على الطلاق، فأهلها بحكم القرابة منعوها من اللجوء الى المحكمة، وبدلاً من ذلك دخلت معه في دوامة مساومات بدأت من دون أن تنتهي، ليس هذا فحسب بل عليها أن تعوضه مادياً بمبلغ كبير يفوق المهر المتواضع الذي أعطاه لها، ومع موافقتها إلاّ أنه لازال يُماطل، ليبقى الطلاق حلماً بالنسبة لها.
بأمر والدته!
وتتحدث «أم نور» – أم لطفلتين – قائلةً: كان زواجي مثل أي فتاة تقليدياًّ، فقد تقدم لخطبتي ونال إعجاب الأهل فوافقت، لأنه كما يقولون لا ينقصه شيء، فهو ابن عائلة محترمة وله دخل جيد، يعني «عريس لُقطة»، مضيفةً أنه في بداية زواجنا كنت أعتقد أننا لم نعتد بعضنا على بعض بعد، خصوصاً أننا تزوجنا بعد عقد القران مباشرة من دون أن نمر بفترة خطوبة، ومع أنني كنت أحاول دائماً التقرب والتودد إليه وكسر الحاجز الموجود بيننا، إلاّ أنني وبمضي الوقت اكتشفت أنني أعيش مع كتلة جليد لا حركة ولا استجابة ولا انفعال، بل دمية و»الريموت كنترول» لدى والدته، حتى نومه وخروجه معي تحدده وتعطي له المواعيد، يعني مثل ما يقولون «سكانة أمه»، ذاكرةً أنها ليست ضد البِر بوالدته، لكن حتى الشرع يأمر بإعطاء كل ذي حق حقه من دون اسراف أو اجحاف، مشيرةً إلى أنها شعرت أن الحياة توقفت معه، ولابد أن تضع لها نهاية، وبما أن زوجي ليس صاحب القرار وقفت أمام حماتي، وقلت لها: «أرجوك طلقيني»، وأنا أنتظر حتى الآن الفرج حتى يمكنني أن أبدأ حياتي من جديد، ولأتفرغ إلى الإهتمام بشؤون بناتي.
صفعات ولكمات
وتوضح «شجون» أنه طوال حياتها كانت تحلم بصفات في فارس أحلامها، ولم يكن من ضمنها الثراء أو الوسامة، بل كانت تتمناه تقياً ومثقفاً يحترمها، حتى تعيش معه حياة مملوءة بالهدوء، قائمة على التفاهم والوئام وحسن المعاشرة، مضيفةً: «حين تقدم لخطبتي زوجي الحالي أبهرني بثقافته التي اشتهر بها، وتجاهلت كثير مما قيل لي عن عيوبه، بل واعتبرته الشجرة المثمرة التي لابد أن تقذف بالحصى، وتم عقد القران لأقضي معه فترة خطوبة تنعم بأجمل الذكريات الرائعة، وبعد الزواج تدريجياً بدأت تتضح لي الصورة الحقيقية، فالكلام المعسول واللباقة تحولت إلى سب وشتم لأتفه الأسباب، حتى النقاشات والحوارات التي تحدث بين أي زوجين، تتحول معه إلى شجارات يكيل فيها أنواعاً من أقذر الإهانات التي سمعتها في حياتي، وتنتهي بصفعات على وجهي ولكمات على جسدي من دون تحرج أو رادع أو خوف من الله عز وجل، وكلما حاولت أن أنسى له ذلك ازداد لسانه (جلافةً) ويده بطشاً»، لافتةً إلى أنه من هنا رأت استحالة العيش معه، وطالبته بالطلاق، ولما رفض حاولت استخدام حقها الشرعي في خلعه؛ لاستحالة العيش معه، والضرر الواقع عليها، فهددها بأخذ طفلتيها وأخبرها أنها إن خلعته فلن ترى أبنائها مجدداً، وهأنا أعيش معه بالاسم فقط، منفصلاً كل منا عن الآخر، مبينةً أنه تحاول بين الحين والآخر للحصول على حريتها، ولتحطيم قيود العيش معه، إلا أنها لم تفلح في ذلك.
شكوك وظنون
وعلى الرغم أن حالات الطلاق في محافظة القطيف ثابتة عند حاجز (10%) كما يقول الشيخ «محمد الجيراني» -القاضي في دائرة الأوقاف والمواريث في محافظة القطيف -، إلاّ أن مشكلة الطلاق تعود إلى أسباب عدة حسب رأيه، موضحاً أن الشكوك بين الزوجين، خاصةً في فترة الخطوبة تؤدي إلى الإنفصال، مضيفاً أن هناك كثيرا من الحالات لا تخلو من الشك، سواء من الزوج أو الزوجة، وهذا يؤثر في العلاقة التي لا تقوم على الثقة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى الطلاق الذي يعد أبغض الحلال عند الله سبحانه وتعالى، ذاكراً أن لجنة إصلاح ذات البين تقوم بواجبات كبيرة وتتمكن من الإصلاح بين كثير من الأزواج، عن طريق إعادة الثقة لهما، وأن بعض الحالات تصل إلى طريق مسدود، فيحصل الطلاق.
هيئة أسرية
وترى «د. سلمى سبيه» – مستشارة أُسرية – أهمية إنشاء هيئة الأسرة؛ لأنها ستحد من المشاكل كثيراً، وتقول: إن وزارة الشؤون الاجتماعية مثقلة بمهام كثيرة، كما أن عدد حالات المطلقات والمعنفات والأرامل والخلافات الزوجية في المملكة كبير، إضافةً إلى مشاكل أخرى منها عدم تعليم الأبناء في بعض الأسر، وهذا الأمر جزء من مهام وزارتي العمل والشؤون الاجتماعية، مضيفةً أنه مع وجود مهام ضخمة لديهم أصبح إيجاد هيئة لشؤون الأسرة ضرورة حتمية؛ لأن هذه المواضيع وغيرها ستصبح مركز اهتمامها، وليس جزءاً من عملها، كما هو معمول به في هذه الوزارات.
دورات تأهيلية
وأوضحت أن الشؤون الاجتماعية أكدت وجود عدد كبير من النساء المطلقات والمعنفات والمهجورات يحتجن إلى دعم من المجتمع والجمعيات الخيرية، متسائلةً: لم لا تكون لدينا هيئة تتولى مهام الأسرة وتنشر الوعي الأسري وتتولى قضايا الأسرة من حل للخلافات والعنف؟، مشددةً على ضرورة إنشاء لجان توفيق ومصالحة تنظر في المنازعات الأسرية قبل عرضها على القضاء، حيث تسعى للوصول للحلول الودية التصالحية، مبينةً أنه لكونها متخصصة في العنف الأسري أوصت في دراسة لها أن مشكلة الطلاق والعنف الأسري لن يحلها، إلاّ وجود هيئة للأسرة، تقوم بتوعية الأسر وإجبار الزوجين على الحصول على دورات تأهيلية قبل الزواج، إلى جانب معالجة فقر الأسر والإدمان، وغير ذلك من المشاكل التي تحتاج إلى متخصصين.
حالة نفسية سيئة
وتقول «منى حمادي» – أخصائية علم نفس -: إن كثير من النساء يندفعن في اختيار شريك حياتهن لسبب أو لآخر، مثل أن تكون «ميّالة» تجاهه لمعرفة سابقة به، كأن يكون أحد أقاربها، أو أن تنبهر بمزاياه عندما يتقدم لخطبتها، أو للهروب من شبح «العنوسة»؛ لأنه يعتبر أفضل الخيارات المطروحة، خصوصاً أننا نعيش في مجتمع محافظ، مضيفةً أنه بعد فوات الأوان تصطدم بأرض الواقع، لتعود مطالبة بالانفصال، بالرغم إدراكها أنها دائماً محل الاتهام، وأنها ستكون المتهمة بأسباب الفشل في حياتها الزوجية، مشيرةً إلى أنها تعيش حالة نفسية سيئة وتلح في طلبها حتى تحصل عليه، وبالتالي عليها أن تتحمل مسؤولية رغبتها هذه، وأن تتخلى عن كثير من حقوقها حتى تحصل على حريتها، مبينةً أنه يغيب في الواقع عن الزوجين أن الحياة الزوجية لابد أن تكون العلاقة فيها طبيعية قائمة على الاحترام، وفي حالة استحالة الحياة بينهما، يجب على كل منهما أن يتحمل مسؤولياته تجاه الآخر وتجاه الأبناء، فالطلاق مشكلة اجتماعية ونفسية متشعبة، تطال أطرافاً أخرى كالأبناء والأهل، ويترتب عليه آثار سلبية مثل تفكك الأسرة وظهور العداوة والبغضاء بين أطرافها.

البرونزية
امرأة تغادر منزل زوجها طالبة الطلاق حيث لم تمنعها محاولات ابنها من تغيير قرارها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.