مطوية و بحث عن العشق الشيطاني – الإعجاب 2024.

البرونزية

المظاهر والأسباب

عندما بَعُدَ الناس عن دين الله القويم، واستحبوا الدنيا على الآخرة، استحوذ عليهم الشيطان، وصدّهم عن السبيل، وأصابهم بآفات في قلوبهم جعلتهم يجهلون ما يصلحون به أنفسهم، ومن ذلك " العشق"، أو ما يسمى بـ"التعلق" و"الإعجاب"، وهو: الإفراط في المحبة. وتتركز فتنته – غالباً – على الشكل والصورة، أو انجذاب مجهول السبب، لكنه غير متقيد بالحب لله، سواء كان المعشوق من الرجال أو النساء، ويدعي بعضهم أنها صداقة، وهي ليست كذلك؛ لأنها صداقة فاسدة؛ لفساد أساس الحب فيها بعدم انضباطها بضوابط الشرع، والعشق رغم سهولة بداياته إلا أنّ نهايته انتكاس للعاشق، وخروج عن حدود الشرع، ولهذا كان بعض السلف يستعيذ بالله من العشق، فهو إفراط في الحب في أوله، وعبودية للمعشوق في نهايته، تضيع معها عبودية العبد لله عز وجل.
وسقوط الشاب أو الفتاة في شباك ط§ظ„ط¹ط´ظ‚ من أخطر الأمور، إذ إن من صفات الهوى أنه يهوي بصاحبه، وإذا ما استحكم في القلب سيطر عـلى العقل والفكر، وهنا يقـع الإنسـان في عـبودية هـواه – والعيـاذ بالله – قال تعالى: البرونزية أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً البرونزية [الفرقان:43].

مظاهر الإعجاب

من أبرز مظاهر الإعجاب: تعلق القلب بالمعشوق، فلا يفكّر إلا في محبوبه، ولا يتكلم إلا فيه، ولا يقوم إلا بخدمته، ولا يحب إلا ما يحب، ويكثر مجالسته والحديث معه الأوقات الطويلة من غير فائدة ولا مصلحة. وتبادل الرسائل ووضع الرسومات والكتابات في الدفاتر وفي كل مكان.. ويقوم بالدفاع عنه بالكلام وغيره، ويغار عليه، ويشاكله في اللباس، وهيئة المشي والكلام وكل شـيء، فلو خُيّر بين رضاه ورضا الله لاختار رضا معشوقه على رضا ربه.
ولكن إن كان عنده قليل من الإيمان، وتبقّى من وقته فضلة؛ صرف تلك الفضلة في طاعة ربه.
وأصل ذلك كله من خلو القلب من محبة الله تعالى والإخلاص له، والإشراك بينه وبين غيره في المحبة.

أسباب الإعجاب

من أهم أسباب الوقوع في ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ المذموم، والعشق الشيطاني، ما يلي:
– ضعف الإيمان: وخلو القلب من حب الله ورسوله البرونزية، فإن العشق يتمكن من القلب الفارغ فيقوم فيه، ويعمل بموجبه بالجوارح، قال البرونزية: { ثلاث من كنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يُقذف في النار } [متفق عليه].
– فقدان العاطفة والحنان في محيط البيت: وبخاصة من الأبوين، فيبحث الابن أو البنت عمن يجد عنده ما فقده في البيت، هذا الحرمان يكون سبباً في سرعة انخداعهم ووقوعهم في وحل العشق الشيطاني. فيستسلمون بسرعة إلى ما يُظهره الآخرون من عشق ومحبة.
– ضعف الشخصية: فلا يستطيع صاحب الشخصية الضعيفة التحكم في عواطفه ومشاعره، بل تنجرف مع التيّار.
– عدم وجود القدوة الصالحة التي توجه عواطف الشباب أو الفتيات إلى ما ينبغي حبه: كحب الله عزّ وجل ورسوله البرونزية، والصالحين من الصحابة والعلماء.
– الفراغ: فإنّ الوقت إذا لم يُشغل بالطاعة أُشغل بالمعصية، والشخص الفارغ يكثر التفكير والخواطر، فيوسوس له الشيطان ويغرس المعصية في قلبه.
– التقليد الأعمى للغير: فقد تكون البداية مجرّد تقليد لأصدقاء السوء، فهذه لها رفيق وعشيق، وذلك له رفيقة وعشيقة، وكل ينافس بما يتعلق به، وبخاصة بين صفوف طالبات المدارس والكليات؛ لأنّ البنت عاطفية بطبعها، تحبُّ التعلق، فإذا فقدت العاطفة في البيت ووجدت تلك البيئة التي تشجع على ذلك؛ قلدت غيرها باتخاذ العشيق أو العشيقة من البنات وتعلقت بها.
– المبالغة في المظهر والزينة: سواء من الشباب أو الفتيات، فيلفت القلوب والأنظار إليه، الأمر الذي يؤدي إلى الإعجاب ومن ثمّ إلى العشق.
– وسائل الإعلام: فهي تبث القصص والحكايات عن العشاق والمعجبين، وتزيّن ذلك في عيون الناس، وتجعل الحب والعشق من ضروريات الحياة، وتمجّد الشواذ، وقد تجرى معهم مقابلات وندوات تبيّن طبيعة الأمر، فيتأثر الشباب والفتيات بما يُعرض لهم.

الأخطار والعلاج

إنّ للإعجاب مفاسد دينية ودنيوية، وذلك من عدة وجوه، منها:
– الاشتغال بذكر المحبوب المخلوق عن ذكر الله تعالى: فمن المعلوم أنه لا يجتمع مع حبّ الله حب غيره: البرونزية وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ البرونزية [البقرة:165]. لذا فإنّ العاشق لا يجد حلاوة الإيمان التي من شروطها: { أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله } [متفق عليه]. وسبب ذلك: خُلوُّ القلب مما خُلق له من عبادة الله تعالى التي تجمع محبته وتعظيمه والخضوع والذل له، والوقوف مع أمره ونهيه ومحابه ومساخطه، فإذا كان في القلب وجدان حلاوة الإيمان وذوق طعمه؛ أغناه ذلك عن محبة الأنداد وتأليهها، وإذا خلا القلب من ذلك احتاج إلى أن يستبدل به ما يهواه ويتخذه إلهه.
ولا يأمن العاشق أن يجرّه ذلك إلى الشرك كما جرّ ذلك الشاعر الخاسر حين قال:

وصلك أشهى إلى فؤادي *** من رحمة الخالق الجليل
نعوذ بالله من الخسران المبين.
– العذاب والحسرة والشقاء لتعلق القلب بالمعشوق، وهذه من العقوبة الدنيوية، فمن أحبّ شيئاً غير الله عُذّب به، وفي الآخرة يتبرأ بعضهم من بعض، قال تعالى: البرونزية وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165) إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ البرونزية [البقرة:166،165].
– إبقاء العيوب، فحينما تصل المحبة العادية إلى مرحلة التعلق والعلاقات القوية المتأصلة، يظهر فيها أثر ستر العيوب وحجبها بصورة عجيبة، حتى يصل الوضع أن يواجه كلُّ من يقدّم نصيحة لهذا الشخص بالرد العنيف، ويضمر حقده في قلبه، لكن عندما ينقطع هذا العشق يكون الندم والحزن.
– الانشغال بالمعشوق عن مصالح الدين والدنيا، فمعشوقه هو شغله الشاغل لا يفكّر إلا فيه، ولا يعمل إلا له، نسي الله فأنساه مصلحة نفسه، قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم: { من تعلّق شيئاً اُكل عليه (أو إليه) } [رواه الإمام أحمد والنسائي].
– فساد الحواس، مصداقاً لقول النبي البرونزية: { إنّ في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد، وإذا فسدت فسد سائر الجسد، ألا وهي القلب } [متفق عليه]، فإنّ القلب إذا فسد فسدت العين والأذن واللسان، فيرى القبيح حسناً.
– ارتكاب الفواحش كالزنا واللواط والسحاق وغيرها؛ لأنّ الفواحش أصلها المحبة لغير الله، سواء كان المطلوب المشاهدة أو المباشرة، قال تعالى: البرونزية الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء البرونزية [البقرة:268].

علاج الإعجاب

ودواء هذا الداء الفتّاك أن يعلم من ابتلى به أن ذلك من جهله وغفلة قلبه عن الله، فعليه أن يعرف توحيد ربَّه وسننه وآياته أولاً، ثم يأتي من العبادات الظاهرة والباطنة بما يشغل قلبه عن دوام الفكر في المعشوق، ويكثر اللجوءَ والتضرع إلى الله سبحانه في صرف ذلك عنه، وعليه بالإخلاص في ذلك، وهو الدواء الذي ذكره الله في كتابه حيث قال: البرونزية كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ البرونزية [يوسف:24].
ومن أنفع الأدوية للتخلص من هذا الداء، أن يبتعد المبتلى به عن معشوقه، أو من يحرّك كوامن الشهوة فيه، بحيث لا يراه ولا يسمع كلامه، فالابتعاد عنه أهون بكثير من الاسترسال معه والوقوع في الآثام والمعاصي.
وجدير بالذكر أنه ينبغي توجيه عاطفة الأبناء والبنات لما هو مفيد، وإعطاؤهم الحنان الكافي منذ الصغر، ومتابعتهم في الكبر، وعدم إهمال تربيتهم ومشاعرهم، واتخاذ الإجراءات المناسبة لمعالجة مثل هذه الظاهرة، وعدم التغاضي عنها؛ لأنَّها قد تؤدي إلى ظواهر أخرى سيئة.

وانتصرت على نفسها

تقول صاحبة القصة: "عندما كنت أدرس بالمرحلة الثانوية انضمت إلى مدرستنا معلِّمة جديدة، وكانت هذه المعلِّمة جميلة وأنيقة، ومنذ بدأت وأنا أبدي لها اهتماماً وحرصاً؛ لأنَّني معجبة بشكلها ومظهرها، فأصبحتُ أهتم بالمادة التي تدرسها، وأجتهد في حلّ الواجبات ومذاكرة الدرس حتى برزت، فأصبحت محل احترامها وثنائها، كل ذلك كان طبيعياً؛ لأنَّني كُنت مجتهدة عندها، لكنَّ الفراغ الذي أعيشه جعلني أعتقد بأنَّها تحبني.
ومرّت الأيام وأنا أفكّر فيها وأتحدَّث عن مواقفي معها حتى تعلَّق قلبي بها كثيراً، فأصبحت حياتي بين مد وجزر، فإذا رضيت عني وأثنت سعدت كثيراً، وإذا غضبت علي لتقصيري أو لم تبالِ بي ـ وهذا يحدث كثيراً ـ حزنت حزناً شديداً، حتى انتهى العام الدراسي، وجاءت العطلة الصيفية، ومع قدومها شعرت بفراغ كبير فشكوت ذلك إلى إحدى صديقاتي، فاقترحت علي أن أذهب معها إلى إحدى دور تحفيظ القرآن الكريم وأخذت تشجِّعني، وفعلاً ذهبت معها ودرسنا سوياً وحفظنا القرآن الكريم، ودرسنا التجويد وحضرنا المحاضرات، وتعرَّفنا على كثير من الأخوات الصالحات – نحسبهن كذلك.
وفي الدار بدأت حياتي تتغير، لأوَّل مرَّة أحس بالسعادة والطمأنينة تغمر قلبي، لأوَّل مرَّة أشعر أنَّني أستثمر وقتي في عمل مفيد، تعلَّمت في الدار الكثير من الدروس والعبر، والتي من أهمها أنّ حبّ الله عزّ وجلّ ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم أثمن وأغلى حبّ، وأنّ السعادة الحقيقية في طاعة الله جلّ وعلا وطلب مرضاته. انتهت الدورة ورجعت إلى مدرستي بهدف سام وروح معنوية عالية، وبالرغم من أنّ نفس المعلِّمة أصبحت تدرِّس لنا في المرحلة الثالثة إلاَّ أنَّني أصبحت أعاملها كبقية المدرسات باحترام وتقدير فقط، فقد وجدت ضالتي وسعادتي الحقيقية مع حبي لربِّي عز وجل وكتابه الكريم ورسوله البرونزية.

وقفة أخيرة

إنّ السعادة والراحة والطمأنينة في محبَّة الله سبحانه والأنس به والشوق إلى لقائه والرضا به وعنه، فمحبَّته تعالى من أعظم واجبات الدين وأكبر أصوله وأجلّ قواعده، ومن أحب معه مخلوقاً مثل ما يحبَّه فهو من الشرك الذي لا يُغفر لصاحبه ولا يُقبل معه عمل. وإذا كان العبد لا يكون من أهل الإيمان حتى يكون الله ورسوله أحبُّ إليه من نفسه وأهله وولده والنَّاس أجمعين، ومحبَّته تبع لمحبَّة الله؛ فما الظن بمحبته سبحانه؟ وهو سبحانه لم يخلق الجن والإنس إلا لعبادته التي تتضمن كمال محبَّته وكمال تعظيمه والذل له، ولأجل ذلك أرسل رسله وأنزل كتبه وشرع شرائعه، وعلى ذلك وضع الثواب والعقاب، وأُسست الجنّة والنار، وانقسم الناس إلى شقي وسعيد.
وكما أنَّه سبحانه ليس كمثله شيء، فليس كمحبَّته وإجلاله وخوفه محبَّة وإجلال ومخافة، فالمخلوق كلَّما خفته استوحشت منه وهربت منه، والله سبحانه كلما خفته أنست به وفررت إليه، والمخلوقُ يخاف ظلمه وعدوانه، والربُّ سبحانه إنَّما يخاف عدله وقسطه، وكذلك المحبَّة، فإنّ محبَّة المخلوق إذا لم تكن لله فهي عذاب للمحبّ ووبال عليه.
فيا حسرة المحبّ الذي باع نفسه لغير الحبيب الأوَّل، بثمن بخس وشهوة عاجلة، ذهبت لذتها وبقيت تبعتها، وانقضت منفعتها وبقيت مضرتها، فذهبت الشهوة وبقيت الشقوة، وزالت النشوة وبقيت الحسرة، حسرة فوت المحبوب الأعلى والنعيم المقيم، وحسرة ما يقاسيه من النصب والعذاب الأليم.

البرونزية

مطوية و بحث عن الإعجاب إلى أين 2024.

فتاة شابة ممتلئة حيويةً ونشاطاً.. الابتسامة لا تفارق محياها، والبشاشة تطل من ثنايا وجهها وفجأة بدت شاردة ساهية.. مصوبة عينيها نحو ( امرأة ) من بني جلدتها.. تسير لتراها وتتعب لسماع كلمة منها إذا لبست المرأة لبست الفتاة مثلها وإذا قامت قامت مثلها.. تقلد حركاتها وتستملح فعالها.. معجبة بجمالها وأناقتها ملكت قلبها وأسرت فؤادها.. لقد سقطت الفتاة فيما يسمى بالإعجاب ورغم أن الفتاة المسلمة واعية مدركة تقدر الأمور بقدرها تجعل الحلال أمام عينيها فتدركه، والحرام خلفها وتببتعد عنه خاصة إذا كانت فتاة مقبلة على الحياة والأمر يتعلق بقلبها وقد يمرضه ولكن لفشو هذه الظاهرة وما قد تؤدي إليه من أمور خطيرة خاصة أنه اشتبه على الكثيرات الفرق بين المحبة في الله ومرض الإعجاب! نقدم للأخت المسلمة ولكل فتاة زلت قدمها في هذا الأمر فتوى فضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين، فقد سئل فضيلته السؤال التالي:
كثر في المدارس ظاهرة ( ط§ظ„ط¥ط¹ط¬ط§ط¨ ) وذلك أن تتعلق الطالبة بحب معلمة من أجل أناقتها أو جاهها أو جمالها ( محبة دنيوية ) أو تتعلق طالبة بطالبة أخرى فتكثر من الحديث عنها وكتابة اسمها على ( دفترها ) وقد ترسل لها رسائل إعجاب بشخصها، وبالجملة تكون ( محبوبتها ) وهي شغلها الشاغل. فما حكم هذه المحبة الدنيوية؟ وما الفرق بينها وبين الحب في الله، علماً بأن بعض صاحبات الإعجاب قد وقعن في الشذوذ الجنسي.. والعياذ بالله..؟
فأجاب فضيلته: ورد في الحديث الصحيح { ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله.. } إلخ، فالمحبة الجائزة أو الواجبة هي المحبة لله وفي الله، ومن آثارها: أن يقتدي بالمحبوب في أعماله الصالحة، ويطيعه في نصائحه، وأن ينصحه عند وقوعه في خطأ أو زلل. فأما مثل هذه المحبة التي هي من آثار الإعجاب بالجمال والأناقة واللياقة، والتي يكون من آثارها: التعلق بالمحبوب، ومحاكاة أفعاله، وتقليده في سيره ومنطقه وسائر أحواله، مما يدل على تعلق القلب به، فإنها محبة وشهوة وعشق وميل إلى فعل الفاحشة، وسواء كانت محبة رجل لامرأة وشغفه بها، بحيث يكثر من ذكرها ويضمن ذلك في شعره كما حصل من ( مجنون ليلى ) و ( كثير عزة )، أو محبة رجل لرجل كالذين يعشقون المردان من الشباب ويحاولون أن يلتصقوا بهم مهما استطاعوا، أو من امرأة لرجل كما حكى الله عن امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام قال تعالى: البرونزية وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً البرونزية [يوسف:30]. وهكذا قد يكون من امرأة لأخرى وذلك قليل في التاريخ، لكن لا يستغرب حدوثه في هذه الأزمنة التي حصل فيها ما يثير الغرائز ويدفع الكوامن ولو من المرأة مع أخرى وهو ما يعرف ( بالسحاق ويعرف الآن بالشذوذ الجنسي ) وإن كان أخف من فعل فاحشة اللواط لخلوه من الإيلاج ولكنه محرم، وكذلك وسائله من المبالغة في الحب لمجرد الجمال والحسن وهكذا ما يؤدي إلى ذلك، فالواجب التوبة عن جميع ما ذكره وتعلق القلب بالرب تعالى والله أعلم.
كما سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان السؤال التالي:
هل يجوز الحب لغير الله، حيث أنني تأثرت بمعلمتي ومربيتي في المدرسة أرجو الإفادة؟
فأجاب فضيلته:
إذا كانت معلمتك مؤمنة فأحبيها في الله، واذا كانت غير مؤمنة فلا تحبيها فإنه لا يجوز حب أعداء الله عز وجل من الكفار والمنافقين. وإنما يكون الحب والمودة لأهل الإيمان كما قال سبحانه وتعالى: البرونزية إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ البرونزية [الحجرات:10] وقال سبحانه وتعالى: البرونزية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء البرونزية [المائدة:51] يعني تحبونهم وتوالونهم وتناصرونهم وتدافعون عنهم وتمدحونهم البرونزية بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ البرونزية إلى قوله تعالى: البرونزية إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ البرونزية [المائدة:51-56].
وقال سبحانه وتعالى: البرونزية يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ البرونزية [الممتحنة:1] وقال تعالى: البرونزية هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ البرونزية [آل عمران:119].
وقال تعالى: البرونزية لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ البرونزية [المجادلة:22].
فالواجب على المؤمن أن يوالي ويحب أولياء الله ويعادي أعداء الله. هذا هو الحب في الله والبغض في الله وهو أوثق عرى الإيمان. وهذا من أصول الدين وأصول العقيدة، الحب في الله والبغض في الله ومن مقتضى لا إله إلا الله، وهو سنة الخليل عليه السلام: البرونزية قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ البرونزية [الممتحنة:4].
وقال تعالى: البرونزية وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ البرونزية [التوبة:114].
فكما أنه يجب على المسلم أن يتبرأ من الشرك، يجب عليه أن يتبرأ من المشركين والكفار والملحدين، وأن يوالي أهل الإيمان وأهل الطاعة ولو كانو من أبعد الناس عنه نسباً أو داراً. وأن يعادي أهل الكفر ولو كانوا من أقرب الناس إليه نسباً أو داراً. هكذا الولاء والبراء في الإسلام. ا.هـ
وبعد أن اتضح للأخت المسلمة الداء ومكمن الخطر، نقدم جواباً شافياً لمن أرادت أن تتخلص من هذا الداء وتتلمس الدواء فقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين السؤال التالي:
انتشرت عندنا عادة قبيحة بين النساء ويأسف كل غيور على نساء المسلمين لذلك، وهي فتنة الطالبات بعضهن ببعض، وقد تسمى في بعض المناطق بالصحبة، وخلاصة هذه العادة: أن تعجب الفتاة بفتاة أخرى لا لدينها بل لجمالها فقط، فتعقد عليها أو تجعلها مِلكاً لها فلا تجالس إلا هذه الفتاة، ولا تتكلم إلا معها، وتقلدها في جميع شؤونها، بل يصل الأمر إلى أن تنام عندها في بعض الليالي، بل تقبلها في وجهها وصدرها، وتكتب اسمها أو الحرف الذي يشير إلى اسمها على حقيبتها وثيابها المدرسية، وقد يصل الأمر يا فضيلة الشيخ إلى تعاملها كما تعامل زوجها ولها من الحقوق مثل الزوج إن لم يكن أكثر. فما رأي الشرع في هذا الأمر وهل من نصيحة توصون بها من ابتليت بهذا الداء؟
فأجاب فضيلة الشيخ:
هذا الداء يسمى بداء العشق، ولا يكون إلا من قلب فارغ من محبة الله عز وجل، إما فراغاً كلياً وإما فراغاً كبيراً، والواجب على من ابتليت بهذا الشيء أن تبتعد عمن فتنت بها، فلا تجالسها، ولا تكلمها، ولا تتودد إليها حتى يذهب ما في قلبها، فإن لم تستطع، فالواجب على ولي المرأة الأخرى أن يفرق بينها وبين تلك المرأة وأن يمنعها من الاتصال بها، ومتى كان الإنسان مقبلاً على الله عز وجل معلقاً قلبه به فإنه لا يدخل في قلبه مثل هذا الشيء الذي يبتلى به كثير من الناس وربما أهلكه، نسأل الله العافية والسلامة.ا.هـ
وبعد.. أختي المسلمة.. نربأ بفتاة الإسلام أن تكون خاوية الفكر، ضعيفة الشخصية.. تنساق وراء العواطف غير المتزنة.. بل هي كما عهدناها التوَّابة الأوَّابة صاحبة التوبة والعودة مَنْ ترفع الأمة بها رأساً.. جعلك الله هادية مهدية وأقَرَّ عينك بنصرة الإسلام والمسلمين.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

البرونزية

مشكوره يالغلا من جد يسلمووو حبي

اكيد ان هذه هذه ظاهره منتشره في الوطن العربي وفي العالم

مشكــكووررهـ

الله يجزاكـ خير على هذا الموضوع الررررررررائع
وجعله في موازين حسناتكـ
آآآآآآآآآمين

جزاك الله خير يآلغلآ ..